1 في بعض الأحيان أعرج إلى فضائيتنا السودانية لأرى ما يفعلون ولكن ما أن أذهب اليها أجد ما يحعلني أفر منها ومن خلال تلك الزيارات المتقطعة إلى شاشتها لاحظت أمرا لن استطيع عليه صبرا اكثر من ذلك، وهو أن المذيعة ايناس محمد أحمد مقدمة برنامج جنة الأطفال قبل ردح من الزمان، والتي تقدم الآن حزمة ضوء بجانب اطلالتها عبر الفترة المفتوحة بينا وبينكم وذلكم الأمر هو اللهجة التي تتحدث بها ماما ايناس، فهي تارة تدير حوارها مع ضيفها باللهجة المصرية وتارة أخرى تعود إلى لهجتنا السودانية مما جعلني أتساءل عن الأسباب التي تجعلها كما يقول البعض (تعوج لسانها). 2 لا أظن أن المذيع إذا أراد أن يرسم لنفسة خطا مغايرا ليميز به نفسه عن البقية يختار الحديث بلغة غير لغة أهل بلده، وهنا تحضرني طرفة وهي أن أحد السودانيين شد الرحال إلى المملكة العربية السعودية، وقضى بها ثلاث سنوات وقد تزيد، وعندما جاء في زيارة نسي لهجته السودانية وأصبح يتحدث السعودية وبطلاقة، فتهكم منه أقرانه في الحي وقاطعوا مجالسته وأدى ذلك إلى نتيجة ايجابية، فعاد إلى سودانيته فلا أدرى لماذا يتخلى البعض عن لهجتهم التي من المفترض أن يفاخروا بها ويعملوا على نشرها ليتعلمها الناس فكما عمل السوريون على نشر اللهجة التي يتحدثون بها عبر مسلسلاتهم حتى أصبحنا نفهمها لماذا نجد بعضا من أبناء وبنات هذا البلد يحفلون بلهجة غيرهم. 3 تغيير اللهجة ليس وحدة ما يجعلني أصاب بالضجر فهناك أيضا بعض من اذاعات الاف أم لا أدري من أين تأتي بهؤلاء المذيعات والمذيعين، ومن وجهة نظري يجب أن نبحث لهم مسمى آخر؛ لأنهم لاتنطبق عليهم أي شرط من الشروط الواجب توفرها في المذيع أو مقدم البرامج والمتابع لتلك الإذاعات التي تصر على تقديم كل ما هو غث يستمع إلى تعطيش الجيم والى ترقيق الحروف للدرجة التي تجعل حديثهم غير مفهوم. فمسكينة هي عاميتنا السودانية التي أصبحت لاتروق للبعض، فلم يجدوا خيارا سوى المصرية واللبنانية، فكان الله في عونها.