يواجه مذيع برامج المنوعات في السودان في السنوات الأخيرة انتقادات عنيفة ويرى البعض أن هنالك تراجعاً في مقدرات مذيعي برامج المنوعات مقارنة بما كان موجودا في السابق سواء كان بالإذاعة أو التلفزيون , ويرى البعض الآخر أن المحطات الإذاعية والقنوات الفضائية التلفزيونية أضحت تعمد على اختيار المذيع بحسب الشكل بعيداً عن المقومات والصفات الأخرى التي يجب توفرها في المذيع ببرامج المنوعات أو حتى البرامج الأخرى.. اعتمدت أغلب الإذاعات والقنوات التلفزيونية على برامج المنوعات في خارطتها البرامجية بل تكون أحياناً هي العمود الفقري للكثير منها, بين المواصفات التي يمكن أن تتوفر في مذيع المنوعات وبين النقد الموجه لأولئك المذيعين في السنوات الأخيرة وقفت (فنون الأحداث) عند رأي بعض من المذيعين الذين لهم علاقة وثيقة بتلك البرامج. مفهوم خاطيء حول ما يجب أن يتصف به مذيعو المنوعات أشار المذيع معتصم محمد الحسن إلى أهمية الشكل وثقافة اللبس والثقافة الفكرية إضافة إلى سرعة البديهة ويجب أن يتصف بالمرونة, وأبان أن عدداً من مذيعي اليوم لديهم مشكلة الإلمام بضيوف برامجهم ويقرأون من الورقة وأضاف: «يحب ألا تحدثه الورقة إنما ثقافته ومعلوماته», وقال: «هنالك مفهوم خاطيء بأن عمل مذيع المنوعات سهل لكن في الحقيقة عمله أصعب من مقدم الأخبار وهو أخطر من بقية المذيعين لأنه يتعامل مع ضيوف في مجالات مختلفة». سعة الإطلاع, وحداثة المادة بينما ترى المذيعة إسراء زين العابدين أن العمل الإعلامي به أشياء مشتركة لكن مذيع المنوعات يجب أن يمتلك سعة الاطلاع ولا يتخصص في شيء معين أو تختصر ثقافته في الفنون والعمل الثقافي فقط, وأضافت إسراء: «لكي يخاطب مذيع المنوعات كافة الناس عليه أن يمتلك الذكاء الصوتي وتلوين الصوت وليس (تعطيش الجيم أو ما شابه ذلك) وخلق نوع من الطرافة من أجل تخفيف جدية الحوار», وأوضح المذيع شيبة الحمد أن مذيع المنوعات سواء بالإذاعة أو التلفزيون الأداء الصوتي به مختلف ويجب ألا يكون مدققاً لغويا وأحياناً يحتاج إلى اللغة العربية الفصحى لترقية اللغة والمحافظة على اللغة المستخدمة في المجتمع, وقال: «على مقدم برامج المنوعات أن يكون ملماً بالمادة التي يقدمها وأن تكون تلك المادة معدة بصورة جيدة وحديثة في فحواها». صادق مع نفسه «من أهم ما يجب أن يتميز به مذيع المنوعات التلقائية والثقافة والحضور الذهني والبحث الدائم عن المعلومة» كان ذلك حديث المذيع بالإذاعة السودانية حاتم محمد عثمان في الحوار الصحفي الذي نشرته (فنون الأحداث) يوم أمس, وأضاف أن عليه أيضا أن يكون مدركا لكل ما يدور في الساحة السياسية والثقافية والإجتماعية والرياضية محليا وعالميا, وأشار إلى ضرورة مخاطبته للمتلقي لغة بسيطة وأن يكون صادقا مع نفسه. مواكبة التطورات وحول النقد الموجه لمقدمي برامج المنوعات والتراجع الذي حدث مقارنة بمن كانوا يقدمونها في عهود ماضية، قالت إسراء: «قبل ثلاثين عاماً كانت برامج المنوعات تختلف عمَّا موجود الآن لأن هنالك مدارس مختلفة الآن، ودخلت السياسة في برامج المنوعات وحتى الأخبار أصبح بها شيء من برامج المنوعات وأضحت هي الأسرع في توصيل المعلومة», مشيرة إلى أن فكرة الاعتماد على الشكل والانتقال فقط من ضيف إلى آخر أصبحت لا تجدي حالياً لأن هنالك طفرات عديدة حدثت في برامج المنوعات. وطالبت إسراء بضرورة مواكبة تلك التطورات. (سد خانة) بينما يرى معتصم أن المشكلة الأساسية تكمن في أن مهنة المذيع أصبحت أشبه (بسد الخانة), وأضاف: «هنالك كم كبير جداً من المذيعين، لذلك يجب أن نحدد من هو المذيع أولا, فقد اختلط الحابل بالنابل وهذا ما أدى إلى انتقاد المذيعين», وأشار إلى أن مهنة المذيع ليست بالهسلة مستدلاً بقول صالحين «كان سهلاً جداً أن أكون وزيراً ولكن وجدت صعوبة في أن أصبح مذيعا». وقال: «حالياً لا أرى معياراً لاختيار المذيعين». العصر اختلف وأوضح شيبة أن برامج المنوعات تختلف عن الترفيه ويفصل بينهما (شعرة), وأشار إلى أن برامج المنوعات في قنواتنا السودانية تعتمد على فنان يغني وبعضاً من الدردشة, مطالباً بتحديث برامج المنوعات من حيث المادة والإنتاج, وحول المقارنة بين مقدم برامج المنوعات اليوم مع آخرين في عهد سابق، يرى شيبة أن العصر اختلف لذا يجب أن يكون هنالك اختلاف، وقال: «مذيع المنوعات اليوم يجب أن يكون مواكباً لكن أحياناً تطرأ أشياء بالبرنامج خارجة عن إرادته وهو ليس سيئا, إنما كل واحد من مذيعي الأمس واليوم مواكب لعصره». الاحداث