بالمنطق صلاح الدين عووضه [email protected] هذه الصحف ( حرة ) تماماً ..!!! *الصحافة الوحيدة التي تنجح في بلادنا هذه الأيام هي صحافة ال (جيمات) الثلاث.. *أوصحافة حروف (الجيم) الثلاثة ؛ جنس ، جن ، جريمة ... *فالصحافة السياسية تراجع توزيعها تراجعاً مخيفاً بعد أن صارت أشبه بالتلفزيون (الرسمي) .. *فقد أضحت جميعها نسخاً متشابهة كأنّما عقلية (واحدة!!) هي التي تحررها، وتديرها، وترأس هيئة تحريرها.. *وكذلك تلفزيون السودان الرسمي ... *فهناك عقلية (واحدة!!) هي التي تنتقي برامجه، وتوجه سياساته، وتشرف على نشرات أخباره .. *وتماماً مثل التلفزيون أيضاً فإنّ المجال الوحيد المسموح ب (حُرّية) التطور فيه هو مجال الإخراج .. *فصحافتنا كادت أن تُضاهي صحافة قطر في مجال الإخراج وجماليات التبويب.. *وتلفزيوننا كاد أن يضاهي فضائية "الجزيرة" القطرية في مجال الإخراج ، والديكور ، وجماليات الشاشة.. *بل إنّ تلفزيوننا أضحى مُقلِّداً ممتازاً لقناة "الجزيرة" هذه في كل ما له صلة ب (الشكليات!!) المذكورة .. * ففي شعار نشرات الأخبار ب"الجزيرة" نشاهد كرة تسقط في الماء ثم تقفز منه إلى أعلى.. *وكذلك جعل تلفزيوننا لشعاره كرة تفعل المثل قبل أن تحتج الجزيرة على هذه المحاكاة (الجريئة!!) .. *وخلال نشرات الأخبار بالجزيرة نشاهد محررين يتحركون خلف المذيعين وهم يتابعون ما تعرضه شاشات قنوات أخرى.. *وكذلك صار بعض محرري نشرات تلفزيوننا يتحركون ب (افتعال) وراء المذيعين و(كام) شاشة (كده) بجوارهم.. *وفي بداية نشرات الجزيرة ترى المذيع والمذيعة يتهامسان بكلمات بينهما ورأساهما متقاربان.. *وكذلك بتنا نرى الآن مذيعاً ومذيعة بتلفزيوننا (يتهابلان!!) في بداية النشرة ورأساهما كأنهما ( يتناطحان!!) .. *محض محاكاة سمجة في (الشكليات) ليبدو البون شاسعاً بعد ذلك في التقديم، وفي اللقاءات الفورية، وفي (محتويات!!) النشرة نفسها.. *فهو تلفزيون يُراد له أن يكون (جميلاً) وهو (يمشي على العجين ميلخبطوش!!) .. *وكذلك صحافتنا يُراد لها أن تكون (فاتنة!!) وهي تمشي حياءً (جنب الحيط!!).. *ولكنّ صُحفاً أخرى لا تعرف (الحياء!!) هي التي تنتشر في الساحة الآن (حشواً) للفراغ الذي خلّفته الصحافة السياسية.. *وحشواً كذلك لعقول الناس بثقافة ال (جيمات) الثلاث ... * فهي صحافة (حُرّة!!) تماماً؛ لا (رقيب ) عليها ولا (حسيب ) .. *وأصبح النّاس يتحدثون عن (جان!!) حبس زوجين سقطا في بئر السايفون انتقاماً منهما لانتهاك (ملكيّته) .. *وأضحى النّاسُ يتحدثون عن زوجة (خمشت!!) من زوجها خلال النوم ما يجعل لسان حالها يردد: (عليّ وعلى ضرّتي) .. *وأمسى النّاسُ يتحدثون عن عريس ذبح عروسه ليلة زفافهما ل (استهزائها!!) به.. * وباتت هذه هي ثقافة شريحة كبيرة في المجتمع السوداني في زمان صحافة الجيمات الثلاث.. *وانصرف النّاسُ عن صحافة العقلية (الواحدة) بمثلما انصرفوا عن تلفزيون العقلية (الواحدة) .. *والعقلية (الواحدة) هذي لا تبدو منزعجة أبداً.. .. *بل ربما تبدو سعيدة ب(الانجاز!!) هذا .... *فالجيمات ال (3) تُغني عن شر الجيم (3) .... * تُغني عن شر اللجوء إلى السلاح عند (التظاهر!!!!) . الجريدة