أكتب هذا المقال وأعرف ردة فعل هذا المقال على الذين تربطني بهم صلة رحم أو صداقات وأنا من أنصار الدعوة لتعدد الزوجات كل بحسب استطاعته النفسية والجسدية والمادية لأن الإنسان خلق لما يسر له، هناك من يستطيع الزواج بأكثر من واحدة وهناك من لا يحتمل النساء والصبر عليهن وليس بالضرورة كي تكتب عن التعدد أن تمارسه حتى تقنع الناس بأنك مؤمن به ولكن يمكن أن تبين فوائده وربنا لم يشرعه اعتباطاً ولكن لحكمة واضحة وأسباب معلومة. ومن هنا أناشد الناس رجالاً ونساء ممارسة حق مشروع وأن لا ينصاعوا للمحرمات الاجتماعية على المستباحات الدينية (هسع تقوم تنط ليك واحدة جندرية تقول ليك الدين ده ما وااااااسع في دي بس). يحكى أن رجلاً أراد التعدد وأخبر زوجته ولم ترد واستدركت بعد قليل قائلة (إنت داير تعرس؟ بعدتك القديمة العارفاها ولا جبت ليك واحدة جديدة؟ وقيل الرجل صرف التفكير في الأمر). في قريتنا يعتبر تعدد الزوجات من الموبقات العظيمة وتدخل في باب المحرمات ولا يتطرقون اليه حتى في مجالسهم الخاصة ناهيك أن يبقى الأمر قضية رأي عام ولم يمارسه إلا قلة منهم لأسباب مختلفة. ويحكى أن أحد أخوالي مارس فضيلة التعدد وجوبه بحرب شعواء ليس من النساء فقط لكن حتى من الرجال وليس إيماناً منهم أو منهن بأن التعدد عيب ولم يتضررن منه ولكن حتى لا يصل اليهن طرف السوط في تقديري الشخصي. وقيل إن بعض النسوة منعن أزواجهن من الجلوس معه وكان الرجال يترددون عليه خلسة وأحياناً أنصاص الليالي ويسألونه (سويتها كيف يا حاج فلان؟). كتبت من قبل مقالة في ذات السياق نشرت بصحيفة «الرأي العام» و»حكايات» وتطرقت فيها لأهمية التعدد في بلد يعاني ما يعاني من إشكالات اجتماعية وسياسية كثيرة تؤثر يوماً في التركيبة السكانية برمتها والأمر يجب أن لا ينظر اليه في الإطار الضيق بأن التعدد أصبح مطية للاستمتاع فقط وهضم حقوق المرأة، صحيح الدين أن الإسلامي حلله ووضع له ضوابط حتى لا يبقى الأمر سلعة رخيصة يستغلها ضعاف النفوس وأصحاب الحاجات ولكن الناظر للأمر بواقعية هناك حاجة ماسة لتعدد الزوجات والطريف في الأمر أن هناك بعض النساء يرفضن الأمر لأنفسهن (ترفض زوجها يتزوج عليها) ولكن اذا جاء معدد لقطة لبنتها تقبل!! سألت الجد عبد الرحمن ود الدايش الذي يستشهد د. البوني في عموده حاطب وهو تزوج مرات ومرات فقال لي (والدي تزوج 24 مرة وكل مرة يموت أبناءه ولم يبقَ إلا شخصي وخفت أن ألحق إخواني وينقطع الترب، فتزوجت 10 مرات والحمد لله أنجبت 36 ولداً وبنت مات نصفهم وتبقى النصف الآخر). جاءني عدد من النساء يسألن عن ما كتبته بصحيفة «الرأي العام» قبل سنوات ودواعي ذلك وسألتهن أسئلة صريحة وواضحة، هل أفضل لزوجك اذا رغب في التعدد أن يمارسه في السر أم في العلن؟ أفضل أن يتزوج بأخرى أم يمارس الزنى؟ ويعتبر فاحشة وساء سبيلاً وفوق ذلك خيانة عظيمة؟ هل تكونين سعيدة اذا قالوا إن زوجك ضبط في مكان غير محمود السيرة؟ وكانت كل اجابات النسوة ايجابية ولم تطلب واحدة الطلاق أو قالت يخليني ومن شاكلة هذه الأسئلة التي نسمعها دائما. أعتقد أن رفض التعدد في المجتمع هو مجرد صورة ذهنية ترسخت عند المجتمع ولم ننظر لجوانبه الإيجابية وركزنا على انها خيانة للعشرة مع الزوجة وانتصاراً لرغبات الرجل والأمر في تقديري أكبر وأخطر، انظر لعدد البنات في سن الزواج كم عددهن؟ انظر كم قرية يبلغ فيها عدد النساء اللائي تجاوزهن قطار الزواج أو أوشك أن يغادرهن؟ ما معنى أن تظل الفتاة حبيسة العادات والتقاليد ويظل المجتمع غير متسامح وأسيراً لعادات لا تتسق مع الدين في شىء، ألا يكون الرجل قلقاً ومنزعجاً لأن بنته لم تتزوج؟ ما معنى ان تذهب أجمل سنوات العمر من الفتاة وهي تحلم بالابن ولا تجد له سبيلاً؟ وقد يكون الحل في التعدد والعادات أو الخوف المجتمعي يقف حائلا!!! واذا نظرنا للأمر بعقل مفتوح وأفق واسع، فالتعدد جاء حلاً لمشكلة النساء غير المتزوجات وليس الرجال . أعرف عدداً من المجتمعات لا تدين الممارسات غير المشروعة ولا تنتقدها وتتعامل معها بفقه السترة ولا تدرس الأسباب المؤدية لذلك ولكن تمارس ضغطاً اجتماعياً قاسياً على ممارسة تعدد الزواجات؟ تعدد الزوجات فيه فوائد كثيرة منها السياسية (ودي أسألوا منها حسن مكي ربما يكون عندو فيها فهم) والاقتصادية (التمسوا الغنى في النكاح) والاجتماعية (تناسلوا تكاثروا إني مباهٍ بكم الأمم). سؤال صريح جدا، إذا ربنا أباح التعدد للنساء هل يكتفين برجل واحد؟