أقرت وزيرة التعاون الدولي؛ إشراقة سيد محمود، بتأخر السودان في الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، بيد أنها أشارت إلى أنه الآن قد استوفى كل المطلوبات الفنية، داعية إلى تعجيل وضع التشريعات القانونية المواتية للانضمام، واعتبرت الانضمام للمنظمة صمام الأمان من الخطورة التي يتعرض لها الاقتصاد مباشرة جراء سيطرة التجارة العالمية. ودعت إلى التعاون وتضافر الجهود لجعل انضمام السودان للمنظمة واقعاً ملموساً، مضيفة أن الأمانة الوطنية لشئون منظمة التجارة العالمية أنجزت خطوات كبيرة في مجال الانضمام. وأوفت بعدد من المتطلبات الفنية للانضمام، وتم انجاز الاتفاقات الثنائية مع عدد من الدول في اطار الانضمام للمنظمة، لافتة إلى أن امكانات السودان الاقتصادية تؤهله للانضمام لمنظمة التجارة العالمية. وزادت: إن الكثير من الساسة في السودان يعتبرون الانضمام أمرا سياسيا سيقف وجه صخرة سياسية للنظام العالمي الجديد. وأكدت أن الانضمام سيظل موضوعا فنيا واقتصاديا بحتا رغم كل العقبات السياسية، واعتبرت المضي في مشوار الانضمام بقوة وفاعلية واحدة من الضمانات. وقالت: علينا المضي بالتشريعات القانونية حتى تكون البيئة التشريعية والداخلية مؤاتية للانضمام، مؤكدة حاجة السودان للمساعدات الفنية التي تمكنه من انجاز خطوات انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية. وكشفت عن أن الاتحاد الاوربي أبدى استعداده لدعم السودان فنيا، مؤكدة أهمية الانضمام؛ لأنها تشكل حماية من السوق العالمية والتجارة العالمية. وقالت لدى مخاطبتها أمس الجلسة الافتتاحية لورشة الحوار المشترك بين القطاعين العام والخاص حول انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية، والتي ينظمها اتحاد أصحاب العمل السوداني بالتعاون والتنسيق مع الأمانة الوطنية لشئون منظمة التجارة العالمية بوزارة التعاون الدولي ومركز التجارة العالمي بجنيف انضمام السودان للمنظمة طريق شاق وطويل بدأ منذ بداية التسعينات. ووزادت «وسنسير فيه إلى نهاياته». ودعت إلى التعاون لايجاد الضمانات التي تشكل حماية للاقتصاد. كما دعت إلى ضرورة عودة صادرات السودان من القطن والقمح كاول دولة في افريقيا. ورهنت تحقيق ذلك بالدعم الفني. وزادت: سيظل التحدي العالمي لمسألة التجارة العالمية الدعم المقدم لقطاعات الزراعة في العالم، وهذا التحدي ظل يضعف تنفيذ بعض الاتفاقيات حتي داخل الدول المنضمة لمنظمة التجارة العالمية. وأكدت أن حكومة السودان ستفعل ما في وسعها لزيادة الدعم للقطاعات الانتاجية خاصة الزراعة. وزادت «خاصة واننا نواجه نقصا حادا في عائدات البترول مما أثر في ميزانية الدولة، وتسعى الدولة لمعالجته ببرنامج الانعاش الاقتصادي الثلاثي والخطة الخمسية». ودعت الدولة للنظر في المستقبل القريب بتخفيض الضرائب على القطاعات الانتاجية. وقالت إن السودان يمر بتحدٍ اقتصادي كبير ولا حلول له الا بزيادة مقدراتنا التجارية وزيادة الصادرات واحلال الواردة خاصة في المجالات الاقتصادية والزراعية. ومن جانبه نبه رئيس اتحاد اصحاب العمل؛ سعود البرير، لأهمية سعي السودان في توفيق أوضاعه؛ ليتمكن من الانضمام للتجارة الدولية لجهة أنه جزء لا يتجزأ من العالم الذي أصبحت تحكمه العولمة. وأشار لحتمية انضمام السودان لمنظمة التجارة الدولية، مضيفاً أن السوان بدأ في خطوات الانضمام منذ العام 1992، غير أنه انتهج سياسة التحرير قبل أن يتقدم ما عده كان له الأثر في تسهيل الأمر، لافتاً إلى أن الانضمام يتطلب التحضير الجيد وتهيئة الظروف الملائمة والتسلح بمعرفة القواعد والمتطلبات الضرورية؛ حتى يتمكن السودان من مواكبة الاقتصاد العالمي، وأن يكون له فيه دور رئيسي، لافتا للدور الكبير الذي لعبته سياسة التحرير وتطبيق سياسة السوق في تسهيل اجراءات الانضمام، مؤكدا حاجة القطاع الخاص للمساعدات الفنية من قبل الأجهزة المؤسسات الدولية المعنية بالتجارة الدولية، مثمنا دور القطاع الخاص ومشاركته في مراحل التفاوض لانضمام السودان للمنطمة، باعتباره المستفيد والمتضرر من الانضمام، معربا عن أمله في أن تسهم الورشة في بث الوعي والتبصير بالتحديات التي تواجه السودان للانضمام للمنظمة وإلى إبراز المزايا والحوافز التي تتيحها عملية الانضمام لقطاعات الاعمال في السودان والالتزامات الواجبة نحو العملية. وجدد تأكيده بأن الاتحاد يعي ماتتطلبه تحديات الانضمام إلى المنظمة. وتعهد بأن يعمل اتحاده بالتنسيق مع الأجهزة المختصة ذات الصلة بالتحضير الجاد لمرحلة الانضمام للمنظمة. وفي السياق قال أمين أمانة الاتفاقيات الاقليمية والدولية باتحاد أصحاب العمل؛ قنديل ابراهيم قنديل، في تصريحات صحفية، إن الورشة تأتي في إطار الجهود الوطنية المشتركة لنشر الوعي المؤسسي بين القطاعات ذات الصلة حول أهمية انضمام السودان إلى منظمة التجارة العالمية وانطلاقاً من حتمية انضمام السودان للمنظمة؛ حتى يتمكن من الاستفادة مما تقدمه من مزايا سلعية للتجارة، وضرورة مشاركته في انظمتها والقرارات التي تصدر بشأن القضايا الرئيسية التي تؤثر في التجارة الدولية، كما أبان أن الورشة تهدف إلى التعريف بالمبادئ العامة للنظام التجاري متعدد الأطراف والكيفية التي تعمل بها المنظمة وأهمية المام واستيعاب قطاعات الاعمال بالسودان بقواعد المنظمة وبالتأثيرات التجارية الآنية والمستقبلية لها والموقف من عملية انضمام السودان. ومن جانبه قال ممثل مركز التجارة العالمي بجنيف، الأمين العام المكلف للأمانة الوطنية لشئون منظمة التجارة العالمية؛ عبد الرحيم أحمد خليل، أن السودان بلد غني بإمكانياته وثرواته الطبيعية في باطن وخارج الأرض، داعيا الدوائر الاقتصادية في البلاد لتضافر الجهود وتكامل الأدوار لتهيئة البنية الاقتصادية الملائمة للانضمام.وأعرب عن أمله في أن تشهد الأيام القادمة استئناف المفاوضات المتعلقة بانضمام السودان لمنظومة التجارة العالمية للاستفادة من الدعم الفني واللوجستي للمنظمة لإعادة التوازن للاقتصاد.