منذ دخول قوات دولة الجنوب لهجليج كان وقفة قبيلة أهل الفن والإبداع واضحة من خلال تقديم عدد من المبدعين أعمالهم الوطنية عبر الوسائط الإعلامية وفي الشارع العام والمنتديات الثقافية والفنية, وقفة عكست ارتباطهم بقضايا الوطن على عكس ما كان يقال إن الفنانين خاصة الشباب أضحوا لا يهتمون بالأزمات التي تجتاح البلاد.. بعد أن أعلنت القوات المسلحة نهار يوم الجمعة الماضية تحرير منطقة هجليج تدافع مواطنو ولاية الخرطوم وبقية الولايات الأخرى نحو الميادين والشوارع تعبيرا عن فرحتهم بهذا الانتصار , وشوهد الفنان كمال ترباس يقف بالقرب من رئيس الجمهورية بالقيادة العامة مقدما فواصل غنائية, وكما تغنى مجموعة من الفنانين بمنظمة شباب البلد بمجموعة من الأغنيات الوطنية والحماسية في سهرة بقناة النيل الأزرق بدأت من الحادية عشرة مساء الجمعة واستمرت حتى الثانية صباحا من يوم أمس. الفنان متمسك بهذه الأرض وصف الشاعر إسحق الحلنقي مشهد تدافع المواطنين إلى الشارع فرحة بانتصار القوات المسلحة وتحريرها لمنطقة هجليج بالضخم والعظيم وقال في حديثه مع (فنون الأحداث) ظهر الأمس «هذا المشهد ليس جديدا لأن كل الحروب التي خضناها في السودان كنا من المنتصرين فيها», وعبر الحلنقي عن ارتياحه وسعادته بتحرير هجليج، وأضاف «هجليج الجميلة عادت إلينا بعد غياب دام لعشرة أيام ولن نفرط في أي جزء من أجزاء السودان بعد الآن والانتصارات ستكون متوالية», وأوضح أن وقفة الفنانين والمبدعين منذ اعتداء الحركة الشعبية على المنطقة كانت عظيمة، مشيرا إلى أنها أثبتت أن الفنان متمسك بهذه الأرض، وقال «يمكن أن نتخلى عن نور العيون لأجل هذه البلاد, والفنان هو وردة ورصاصة في نفس الوقت وردة للسلام ورصاصة في قلب الأعداء وهذه الوقفة هي تأكيد أننا مع الشعب السوداني ومستعدون للذود عن الوطن بأرواحنا وإبداعنا». الفنان عضو مهم ومؤثر وأرسل الفنان الشاب محمد حسن حاج الخضر تهنئته وتحيته للقوات المسلحة بعودة هجليج وقال «نحن من المحظوظين أننا شاهدنا ذلك المشهد» مشيرا إلى أن الأحداث الأخيرة أبانت أن الفنان عضو مهم جدا في المجتمع السوداني, وأبان أن كل الوسط الفني كان مهموما بهذه القضية منذ بداياتها, وأشار محمد حسن إلى أن منظمة شباب البلد كان لها كلمة واضحة في هذه الحرب وأنها كانت حريصة على أن تبث روح الوطنية في الشعب السوداني والقوات المسلحة, وأضاف أن الفنان محمود عبد العزيز ضرب أروع مثال للشخص الوطني الغيور والمحب لبلده وكان من الطبيعي أن يقف مع السودان وهو لم يقف مع أحد ولكنه وقف مع حزب السودان وليس أي حزب آخر. الفرحة تشبه استقلال السودان دائماً الغناء لديه أثر كبير في القضايا الوطنية» بتلك العبارات بدأ الفنان عبد الكريم أبو طالب حديثه معنا، وأضاف «أغنيات الحماسة التي قدمها الفنانين في الفترة الماضية كان لها تأثير كبير» وقال أبو طالب إن الفرحة التي شاهدها يوم الانتصار كانت تشبه استقلال السودان, وطالب أبو طالب بضرورة الوقوف مع الفن قائلا «الفن ليس مجرد كلام هش..». وعبر الفنان صفوت الجيلي عن سعادته بالنصر الذي تحقق وقال «شكرا للحركة الشعبية على فعلتها لأنها وحدت الشعب السوداني بكل طوائفه المختلفة» وأشار إلى أن وقفت الفنانين في أحداث هجليج ليست غريبة وقال «الفنانون دائما في قلب المعركة لأن لهم دور كبير ومؤثر في بث روح الحماس ورفع المعنويات للشعب السوداني والجنود في الخطوط الأمامية فالكلمة وقعها مثل وقع الرصاص» , وأوضح أن ما قام به الفنانون هو جزء بسيط من الدين الذي يقع على عاتقهم تجاه الوطن، وأضاف صفوت «لا نرضي بأي حال من الأحوال أن يمس أي شبر من الوطن, ولو طلب منا أن نتحرك إلى مناطق العمليات لن نتأخر لأن معظم الفنانين ينتمون لجهات نظامية.. «