استمتعتُ عبر الشاشة البلورية، بشاطئ النيل الأزرق بونسة حبوبات، وإحداهن تنبه الأخرى: يا حاجة جاك مِس كووول، والمِس كوول يلطف أجوء البيت السوداني، ويلفت النظر لضرورة معاودة الاتصال بصديق، ولو كان المتصل في الصين، والرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما قال: اطلبوا العلم ولو في الصين، أكد على فضيلة العلم، وأكد على حسن الصلة بين الناس، وأكد بأن الإسلام دين ودعوة، والجبنة والفناجين تتطاقش، وحبوبة تعيد اتصالها بصاحبة الرقم الموصول، بسور الصين العظيم. نترك الصين، ونعود للواقع وبإحدى الجامعات، الدكتور يترك الفصول، ليحدثنا عن الأصول، وإحداهن (لكرمها)، تصنع والشاي والجبنة للحضور، وتخص الدكتور بكوب من الشاي المصلح وصاموتي، وكيف الأستاذ يكتمل (بدراً)، ليرد جميل البنية، بأن يرشوها، ذاكراً أن أصول البنت (وهي من المحس) تعود للأوس والخزرج (ما شاء الله)، وعبر المحمول: أحمل النبأ والبشارة السارة لحبوبة في البيت، والخطيبة طلعت من الجزيرة العربية (عديييل)، وهاك يا زغاريد، ويصلني رد الحبوبة: (جيد لينا)، ويفتش الدكتور في المجلس، وتقع عين الرجل على الطالبة النجيبة، وهي من سكان الكلاكلة الأصليين، ورغم احتفاء النجيبة بنقابها، وهو الدال على التدين، والتدين مدلول عليه في (أسنان المشط)، وفي الناسُ سواسية، ولكن كلام الدكتور عن (السكان الأصليين) يُعلي من قيم القبيلة، ويفسد التسريحة، وزهو عجيب أراه في عروق الفتاة، ومجرى الشيطان، ومجرى الدم، (مما يتطلب) تضييق مجرى الشيطان، والصيام عن مثل تلك الأقاويل، فزهو الفتاة هو الدال على أن السودان في أول السلم، حتى ينصهر، وتعلو بعد الانصهار، أعلى سلم القيم، قيمة المواطنة، ومتى تعلو الجُملة التالية: لا أصول ولا شيع ولا طوائف، ديننا الإسلام ووطننا السودان، وهذا يؤكد مواطنة النصارى، (وهم الأقباط)، الدكتور الذي علمنا إعلاء القيم، ورفد الموهبة ينسى في زحمة الأنا والقبيلة، ما قد علمنا، وأنا أقاطع الرجل لتخفيف المصاب أسأله: عن جواز جمع صديقتين في زيجة؟ ويقع كلامي موقع صدق في قلب الرجل، فيمد كلتا يديه مباركاً الزيجة، وأنا أجمع من قولة (تيت)، امرأتان في حبل وشاطىء وقارب وزيحة وزينة، نترك الحبل على القارب، ونعود لشاطىء القناة، وحضن الوطن الدافئ: ويا بلاداً حوت مآثرنا/ كالفراديس فيضها منن/ فجَّر النيل في أباطحها/ يكفل العيش وهي تحتضن/ رقصت تلكم الرياض له/ وتثنت غصونها اللدنُ/ وتغنى هزارها فرحاً/ كعشوقٍ حدا به الشجن/ وفي المساء أعود للبيت، وتستقبلني حبوبة هاشة باشة! كيف لا؟ وقد أوصلت الأسرة بجزيرة العرب، أيها الناسُ نحنُ من نفرٍ/ عمَّروا الأرض حيث ما قطنوا/ يذكر المجد كلما ذكروا/ وهو يعتز حين يقترن، (وأنا سوداني أنا)، ويا حاجة جاك ميس كوول، نيهاو، و(شال داو با)، واطلبوا العلم ولو في الصين، حتى نستريح أعلى سلم الأمم، ونشرب الجبنة بي مزاج، وبرمجة النيل الأزرق خطيرة خطيييرة... وبس خلاص ...