فريق مثل شيلسي يجب أن يمسح من الخريطة الكروية.. لأن ماشاهدناه أمس الأول من الفريق الإنجليزي أمام برشلونة الأسباني في نصف نهائي أبطال أوروبا للأندية لاعلاقة له بكرة القدم من قريب أو بعيد.. فقد شاهدنا فريقا لايجيد سوى شيء واحد، حراسة المرمى، وقد ذكرتني الطريقة التي حموا بها مرماهم في المباراتين (ذهاب وإياب) شوالات التراب التي يستعين بها أهلنا أيام الفيضانات يتم (رصها) بطريقة محددة لحجز المياه المندفعة.. هذا الصورة لاتختلف في شيء عن الطريقة الجبانة التي أدى بها شيلسي المباراة، هذا إذا كانت هناك طريقة للعب من الفريق في هذا اللقاء؛ لأن ماشاهدناه يؤكد أن السيد دي ماتيو مدرب شيلسي لعب بطريقة هو نفسه لايستطيع شرحها وهي طريقة (11) وتحولت بعد طرد المدافع جون تيري إلى طريقة (10).. فقد ظل كل لاعبي الفريق داخل الصندوق الخاص بهم كل زمن المباراة تقريبا ماعدا بعض الحالات النادرة التي كانوا يخرجون فيها من الجحر مثل الفئران المذعورة بحثا عن رزق يخطفونه سريعا ويعودوا إلى مواقعهم لترميم المتاريس البشرية.. إذا سألوني عن المدرب الإيطالي دي ماتيو سأثبت أولا أنه أبعد ما يكون عن هذا العالم (التدريب) ولكنه في المقابل يستحق عن جدارة درجة خبير في المتاريس، ويمكن أن يفيد بخبرته هذه أهلنا في السودان خاصة في المناطق التي تعاني سنويا من الفيضانات.. تقدم دي ماتيو في البطولة الأوروبية ووصوله المباراة النهائية لايعني أنه الأفضل خاصة وهو يدرب فريق من العيار الثقيل مثل شيلسي، وأرى أن صعوده لهذه المرحلة (النهائي) تم استنادا على القاعدة التي تقول (الخواف ربي عيالو)، فقد ظل خائفا ومرعوبا من اللحظة التي استلم فيها تدريب الفريق بعد مغادرة البرتغالي بواس، ولم يراهن عليه أحد حتى مالك الفريق الروسي ابراهيموفيتش كان يبحث عن خيارات أخرى بعد نهاية الموسم على رأسها مدرب الفريق السابق مورينيو وذهبت الأخبار وقتها لمتابعة العشاء الخاص الذي جمعه مع مدرب ريال مدريد الحالي في وزيارة خاطفة من مورينيو إلى إنجلترا إلى أن الأمر وراءه تفاوض من أجل عودته مرة أخري لتدريب شيلسي.. ورغم أن الرجل كان واقعيا بعد المباراة من خلال تصريحاته واعترف أن الحظ لعب دورا في التأهل للنهائي، ولكن هذه الواقعية لاتعني بكل تأكيد أنه الخيار الأفضل حتى لو أحرز البطولة فقد قال دي ماتيو: «كنا نلعب أمام أفضل فريق في العالم ، إنه فريق مذهل، وواجهنا كل ما يمكن أن تواجهه من صعاب في مباراة لكرة القدم». وأضاف: «ولكننا بدونا وكأننا نجد الحلول بشكل ما طوال المباراة ، كنا نلعب عكس كل التوقعات. لقد أظهرنا رغبة كبيرة في التأهل للنهائي واجتياز برشلونة». وتابع المدرب الإيطالي: «كنا محظوظين إلى حد ما أيضا، وهذا ما كنا نحتاجه حقا. وسنظل نحتاجه لكي نفوز باللقب. مررنا بموسم صعب ولكن يبدو أننا ننجح دائما في الوصول إلى إنجاز مميز عندما نكون بحاجة لذلك، أعتقد أن هذا جزء من الحامض النووي لدى هؤلاء اللاعبين. أنه أمر لا يصدق». انتهى.. وقد صدق الرجل في إنه بالفعل أمر لايصدق أن يتأهل مثل هذا الفريق المتواضع إلي النهائي على حساب الفريق الأفضل والأعظم في العالم .. أمر لايصدق أن يعيدنا هذا المدرب وفريقه إلى عهد الكرة المبرمجة الآلية التي تدار بالورقة والقلم بعد أن عرفنا طريق المتعة والإبهار مع فريق السحرة العظام البارسا الذي علم العالم معنى أن تكون الأفضل في كل شيء وتحقق كل شيء بالمتعة والمهارة جوهر اللعبة المسماة كرةالقدم. ما حدث في مباراة البارسا وشيلسي مؤشر خطير لحالة التخريب التي يقوم بها هذا المدرب الإيطالي ومن سيتبعون طريقة اللعب الجديدة (11) من بعده.. وهذا يتطلب أن نزداد تمسكا بطريقة برشلونة وتطويرها وإبتداع أساليب تقضي على الفرق الآلية وتدمرها بالذكاء والإبداع .. ماحدث في مباراة البارسا وشيلسي يتطلب أن يتحرك كل محبي وعشاق اللعبة الجميلة لمحاربة مثل هذا المدرب المخلوع وفريقه المرعوب .