أصبحت الأسواق طاردة في كل شيء ابتداءً من ارتفاع الأسعار التي أضحت تزداد يوماً بعد يوم وانتهاءً بالعشوائية والأوساخ التي تزاحم المواطنين في سيرهم.. كل الأسواق بالعاصمة القومية تشكو من الأوساخ.. وعلى رأسها سوق مدينة بحري الذي كانت مضرباً للأمثال في الرقي والنظافة والنظام، إلا أن الحال تبدل تماماً ليحل البيع العشوائي محل التنظيم.. وتتناثر الأوساخ هنا وهناك بصورة مزعجة للغاية؛ مما أدى لتكدر المواطنين والتجار على حد السواء.. وإن الأوساخ والقازورات لازالت منتشرة بالمحطة الوسطى بحري, والسوق الذي تضرر منه الجميع على السواء المارة وأصحاب المحال التجارية الذين جأروا بالشكوى جراء الإهمال من قبل السلطات المحلية، وقالوا إنهم يدفعون ما عليهم من التزامات ورسوم لا تعود عليهم بالخدمات والتي من أولها النظافة.. والبيئة في سوق بحري سيئة للغاية وغير صحية, ليصب مواطنو بحري جام غضبهم على ما آلت اليه الأوضاع في سوق بحري. وقال المواطن بشير النور ل(الأحداث) إن الأسواخ وتردي البيئة بالسوق أصحبت مشكلة عانى منها المواطن ما عانى؛ لأنها تخلف روائح (كريهة)، بالإضافة لتوالد الذباب والحشرات التي تتسبب الأمراض المعوية وخلافها.. ونادى بشير معتمد بحري بتوجيه أجهزته لضبط السوق من البيع العشوائي والباعة المتجولين، بالأضافة لنظافته من الأوساخ، وبالأخص في سوق الخضار. وقال: لديّ ملاحظة، فمثلا في السابق كانت مدينة بحري من أنظف المحليات على مستوى أحيائها والأسواق. أما الآن، فأصبحت الأوساخ ضاربة بأطنابها على كل الأمكنة في منظر غير حضاري. فالنظافة هي عنوان أي بلد حتى أن النظافة على مستوى الأحياء أصبحت معدودة.. وأضاف قائلا: وعلى المواطنين القيام بمساعدة المحلية في نظافة السوق. ليوافقه مواطنه عبد الله عيسى بأن النظافة يجب أن تكون مشتركة ما بين المحلية والمواطنين، وأن تحرص المحلية كل الحرص على تنظيم العمل ونظافة الأسواق؛ لأنها تاخذ مقابل النظافة رسوما شهرية علي كل المحلات، وبالمقابل نجد أن عربة النفايات لا تأتي إلا في فترات متباعدة، وبعد أن تتراكم الأوساخ بصورة غير صحية ولا تتناسب مع سوق كسوق بحري، فتتراكم الأوساخ بهذه الصورة مما تجعل مظهر المكان سيئاً. وقال نحن بصراحة نخجل عندما يأتي أجانب إلى هذا السوق، ونرى تعابير وجوههم، وهم يرونه بهذا الشكل وكمية الأوساخ ورائحة النفايات تملأه. وقال عبد الله إن الوضع البيئي بسوق بحري أصبح أكثر تعقيدا بسبب الاهمال الذي وجدته من قبل المسؤولين. ووصف الوضع بسوق بحرى ب(الكوشة): وقال في بعض الأحيان إذا لم تضع يدك في أنفك لا تستطيع أن تتجول به نسبة إلى روائحة غير الجميلة؛ لأن أصحاب المحلات ينظفون محلاتهم فقط. وأن السلطات واقفة مكتوفة الأيدي حسب حديثه.. واقترح على الجهات المسؤولة أن تعمل للمواطنين وأن تقف بجانبهم وتخدمهم وتساهم في إصحاح البيئة بالسوق. ونادى حكومة الولاية ومعتمد بحري بأن يقف بنفسه على الوضع الصحي والبيئي وأن يوجه آلياته لحل المشكلة قبل أن تتأزم وتصبح معضلة. مناشدا المواطنين بأن يعملوا على محاربة الأوساخ ونظافة محلاتهم التي عجزت المحلية عن نظافتها؛ لأن النظافة هي عنوان الرقي والتحضر التي اشتهرت بأسواقها وأحيائها. من ناحيته، أبدى صاحب محل بسوق بحري فضل حجب هويته استياءه من الأوضاع التي وصل إليها السوق من أوساخ وقازورات وروائح كريهة تزكم الأنوف؛ مما أدى إلى تردٍ واضح في بيئة العمل, وقال ل(الأحداث) إننا نمكث في السوق طوال اليوم ولا نستطيع حتى الأكل والشرب نسبة للروائح الكريهة التي تنبعث من الأكياس التي تظل لأيام في الشارع مع غياب تام لعمليات النظافة، إضافة الى أن التجار أنفسهم يسهمون في رمي مخلفات البضائع بطريقة عشوائية غير منظمة، والمواطنون يلقون بقوارير المياه الغازية الفارغة في الشارع مما يعرض الكثير للوقوع والتعرض للكسور خاصة بالليل مع انعدام الاضاءة في أغلب السوق، وطالب التاجر عوض المحلية بالاهتمام بالنظافة والمواطن الذي من حقه أن يعيش في بيئة نظيفة طالما أنه يدفع ما عليه من رسوم. وتبع بالقول: إن الجميع بدون استثناء ساهم في هذه الكارثة البيئية، التجار والمواطنون والمحلية، ويضيف كانت هنالك براميل صغيرة وكبيرة موضوعه في أطراف الشوارع لرمي الأوساخ إلا أنها للأسف اختفت واعتقد أن اطفال الشوارع هم من تسبب في تخريبها وضياعها، لكن هذا لا يعفي المحلية من المسؤولية. فكان يجب عليها متابعة هذه البراميل وإفراغها أولا بأول، لكن هذا لم يحدث.