إن كان والي الخرطوم وهي الولاية الأهم في السودان باعتبارها العاصمة اعترف بفشلهم في مشروع النظافة، فمن المؤكد أن الكثير من ولايات السودان وليس جميعها أيضًا تحقق الفشل في هذا المشروع، وهكذا هو الحال أيضًا في ولاية القضارف التي يبدو ملامح فشل هذا المشروع فيها بمدخل المدينة الرئيس، حيث ترى أمامك في هذا الشارع تراكم النفايات بكميات كبيرة جدًا بصورة تبدو مقلقة للكثير من أهل الولاية، وكذلك الحال من الناحية الشمالية بالقرب من مستشفى القضارف ففي هذا الجزء المهم من الولاية تجد براميل النظافة وهي منتشرة في صفوف ويقوم عمال النفايات بردم البراميل حتى تتبعثر الأوساخ منها في منظر قريب على الجميع مما يعتبره البعض نوعًا من الإهمال وعدم الاهتمام من شركات النظافة بالمدينة.. حيث كشفت جوله قامت بها (الإنتباهة) عن تردي الأوضاع البيئية وإصحاح البيئة داخل أسوق مدينة القضارف، حيث شكا عدد كبير من المواطنين أصحاب المحلات التجارية من عدم التزام شركات النفايات بالنظافة ووصف صاحب أحد محلات كافتيريا بسوق القضارف الذي رفض الكشف عنه أن البلدية همها الأول والأخير هو الجباية والتحصيل بغض النظر عن الاهتمام بنظافة وترقية السوق داخل المدينة وأن هناك إهمالاً واضحًا وعدم مبالاة في عمليات النظافة، وأضاف أن العمال عندما يأتوا بالعربة لأخذ براميل النفايات يقومون بترك كمية من الفضلات، التي يتكاثر حولها الذباب إلى جانب توالد البعوض وانتشار روائح كريهة فضلاً عن أن هناك كارثة بيئية وهي ترك براميل النظافة بالقرب من براميل وخزانات المياه الصالحة للشرب على جنبات الطرق وهو الأمر الذي اعتبره المواطن بشير محمد قمه الكارثة البيئية، وقال إن هناك استهتارًا واضحًا لعمال النظافة في عدم التعامل بوعي وهم يتركون بقايا النفايات على الأرض، ومضى إلى أن عربات النفايات تجدها في الكثير من الأحيان داخل أماكن المحلية ولساعات كثيرة في حين أن هناك حاجة ماسة لعملها، كما دعا لضرورة رفع الوعي البيئي والى التعامل بشيء من الجدية لعمال النفايات وعدم ترك بقايا ونظافة الطرقات التي تمثل واجهة لمدينة القضارف، من جانبه قال المواطن موسى إبراهيم الذي يعمل «بكارو» إن السلطات ظلت تلاحقهم بدفع رسوم النفايات التي تبلغ «20»، وقال نحن نعول أسرًا ونتعامل برزق اليوم باليوم لكن لم يتركونا ويظلوا يلاحقوننا حتى دفع الرسوم، ولا نرى عملاً يعكس الوجه الحقيقي مقابل ما يأخذونه من رسوم، وتساءل: (الفرق شنو النفايات نصها في الواطة) أما المواطن مصطفى بلة فقال: (رسوم نفايات في الفاضي لا يوجد أي عمل ملموس للشركات العامة في المجال بل يقوم العمال بترك براميل النظافة بالقرب من مياه الشرب وهو أمر ينذر بكارثة بيئية وتفاقم للوضع البيئي داخل الولاية)، وأشار إلى أن هذا المنظر والمشهد يتكرر يوميًا ومع إشراق كل صباح، مؤكدًا أنه تلوث حقيقي لسكان المنطقة.