أرسل وزير الخارجية علي كرتي انتقادات لاذعة للتصريحات المقللة من شأن الجنوب، وقال بأن نتائجها وخيمة على السودان وتسري كالنار في الهشيم ، وأردف "الحديث عن أنهم مجموعة لا تنفع معهم إلا العصا ، فهم بأنه يعني ما ورد في بيت شعر المتنبي (لا تشتري العبد إلا والعصا معه) في وقت قال إن الحديث عن "الحشرة الشعبية" تم ربطه بمجازر رواندا التي وقعت بين الهوتو والتوتسي عندما وصفت الأولى الأخيرة بالحشرات والصراصير الواجب إبادتهم، وأكد أن إفريقيا لا زالت تعاني عقدة الدونية ما يجعلها تفسر كل حديث في إطار محدد حتى إن كان صدوره بحسن نية. وكان النائب أحمد حسن كمبال طالب كرتي بعرض قضيته بكل شفافية ، وتابع مخاطباً الوزير "كلام البرلمان مهما كان ليناً لن ينفعك، حتى إذا أجزنا بيانك ، لن ينفعك، سندعمك معنوياً لكن ذلك لن يحل المشكل، لا بد أن تطرح قضيتك بصورة علمية، وأن تكون شفافاً وموضوعياً وديموقراطياً، لا تخف اطرح كل مشاكلك" وانتقد كمبال تحدث المسؤولين عن أوضاع الجنوب واعتبر ذلك من غير اختصاصهم، وتابع "لماذا الحديث عن أن 98% من موارد الجنوب فقدت لقفل البترول، مالك ومالو، دا ما شغلك، تحدث عن وضعك واقتصادك، ناقش قضاياك". من جهته صادق البرلمان على قرار مجلس الأمن (2046) الخاص بالسودان وجنوب السودان حول القضايا العالقة بينهما وحلها عبر التفاوض السلمي، رغم انتقادات النواب له باعتباره يحوي ثغرات ضد السودان، في وقت وصف رئيس كتلة نواب الوطني غازي صلاح الدين القرار بأنه سيء وماكر وبه تجاوز وتهجم على حقوق السودان، ونفى وجود تناقض فيما مضى إليه وزير الخارجية والأجهزة الأخرى بالدولة، وقال بأنها محاولة للتوفيق بين الرفض والقبول -حسب قوله- وقطع بعدم استطاعة الدولة رفض القرار لجهة أنه يخصها وجنوب السودان ما يعني أنه حال رفض السودان له وقبوله من الدولة الأخرى سيجعلها تكسب تعاطفاً دولياً مقابل سخط المجتمع الدولي على السودان وتابع "المهم كيف نتعامل مع هذا القرار، الذى ينبهنا إلى الدور المركزي لوزارة الخارجية في حماية الأمن القومي" وقال غازي إن الخارجية تقود الآن معركة غير مسبوقة ولم نر مثلها في الماضي، وزاد "على الخارجية أن تستعد لذلك". وأكد غازي أن البديل للقرار حال رفضه هو تطبيق اتفاقية السلام ، ما يقتضي التعامل مع قضية ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، لافتاً إلى أن القرار يفرض على السودان الاعتراف بالحركة الشعبية قطاع الشمال، ودعا إلى تكوين لجنة سياسية قومية تتولى مهام صياغة استراتيجية واضحة للتعامل مع دولة الجنوب .