بدا واضحاً أن للبنان لديها رغبة كبيرة للاستثمار في السودان في الفترة الأخيرة بعد أن وجدت ما تحتاجه من مميزات الاستثمار سوى في مجال المجالات الخدمية أو الزراعية بالسودان خاصة بعد أن أكدت حكومة السودان ترحيبها بالاستثمارات العربية، ووعدت على لسان مستشار الرئيس السوداني ومقرر المجلس الأعلى للاستثمار الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل خلال لقائه بوفد استثماري لبناني بالعمل على تذليل كافة العقبات التي تعترض الاستثمارات للبنانية في إطار انطلاق مرحلة جديدة للاستثمارات اللبنانية بالسودان. لافتا الى بيئة الاستثمار في السودان، واعداً بالعمل على تذليل أي معوقات تواجه الاستثمارات العربية في بلاده فيما أكد الوفد اللبناني رغبته في الاستثمار الجاد بالسودان، وتعهد بأن الأيام القادمة ستشهد تدفق المزيد من المشروعات الاستثمارية اللبنانية إلى السودان. فيما بدأت شركة (دي. جي. ال. بي) اللبنانية فعليا استثماراتها في السودان في القطاع الزراعي لانتاج الاعلاف في مساحة 217 ألف فدان في منطقة ود حامد بمحلية المتمة باستخراج المياه الجوفية لتشغيل المشروع. وقطع مدير المشروع بول جربيتزوف أمس في مؤتمر صحفي بأن المشروع سيكتمل خلال فترة اربع سنوات حسب الدراسات والمخطط الهيكلي الشامل، مبينا ان المرحلة الاولى للمشروع بدأ باستخراج المياه الجوفية، لافتا الى أن المرحلة الثانية سيتم فيه استخدام مياه النيل لانتاج البرسيم ومن ثم الاعلاف الاخرى، معلنا ان المشروع خلال السنة الاولى والثانية سيركز على زراعة الاعلاف في مساحة 20 ألف هكتار ومن ثم يتم النظر في زراعة محاصيل أخرى حسب التربة والمياه، مشيرا الى التنسيق الكامل بينهم وبين حكومة الولاية وأعيان المنطقة، مؤكدا على أن المشروع سيعتمد بصورة كاملة على تشغيل العمالة المحلية مما يخلق فرص عمل للسكان، وأكد ان الشركة بدأت في اكمال الاجراءات الادارية والفنية، وان العمل سيبدأ بالري عن طريق الرشاشات مبدئيا الى حين اكتمال العمل بمضرب مسار المياه من نهر النيل. وتوقع بول أن يساهم المشروع في زيادة الناتج القومي من المحصولات والاعلاف بالاضافة الى مساهمته في الدخل القومي عن طريق الضرائب والجمارك والمعاشات والرسوم الحكومية الاخرى، فضلا عن مساهمة المشروع في التنمية بالمنطقة، مشيرا الى بدء الاجراءات العملية في توصيل الكهرباء والطرق الداخلية بالمشروع ومياه الري والشرب وتوقع ان يكون للمشروع آثار اجتماعية إيجابية تعود على السكان خاصة في المجال الصحي وصيانة وتأهيل مدرستين بمنطقة ود الحبشي وتشييد بئر لخدمة المواطنين، مؤكدا على أن الشركة وزرعت مواد غذائية لعدد 200 اسرة مساهمة على حسن تعاونهم. فيما بلغت استثمارات لبنان في السودان أكثر من ملياري دولار. وقال السفير السوداني في لبنان؛ ادريس سليمان ان الاستثمارات اللبنانية بالسودان بلغت ملياري دولار أميركي خلال العام 2009 .وقال سليمان للصحفيين في تصريحات سابقة ان علاقات السودان الاقتصادية مع لبنان «من الممكن ان تندفع بقوة الى الأمام لجهة أن السودان يشهد الآن الكثير من الاستثمارات اللبنانية، بجانب الكثير من المستثمرين اللبنانيين اللذين بدأوا الآن يقبلون على الاستثمار في السودان، وتجاوزت الاستثمارات اللبنانية في السودان 2 بليون دولار، وقطع بإمكانية زيادة الاستثمارات لأن السودان بحاجة لتلك الاستثمارات، وإلى رؤوس أموال والى خبرات متوفرة في لبنان. وقال ان السودان يتطلع إلى «علاقات ممتازة مع لبنان، وفي ذات الاتجاه أجرى وزير الخارجية السوداني علي كرتي مباحثات مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، وسلمه رسالة من رئيس الجمهورية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وأشار كرتي الى تعاون البلدين في كل المجالات، وأن التركيز الآن على التعاون الاقتصادي، مشيراً الى تنامي حركة المستثمرين اللبنانيين بصورة تدريجية للاستثمار في السودان. ووجه وزير الخارجية، الدعوة للمستثمرين ورجال الاعمال اللبنانيين للاستثمار في السودان، مشيرا الى الموارد التي يتمتع بها السودان في مجالي الزراعة والتعدين، بالإضافة للثروة النفطية، وقال كرتي في تصريحات صحفية حسب المتحدث باسم وزارة الخارجية العبيد مروح «بالنسبة الى مجال التعدين فإن الفرص فيه متاحة، وهناك عدد كبير من الشركات الاجنبية بدأت تستثمر في مجالات التعدين المختلفة، وأهمها في الذهب والفوسفات من جانبه أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الفرص المتاحة للاستثمار في السودان، وزاد «السودان كما هو معلوم يمكن أن يمد العالم العربي بما يحتاج اليه من غذاء، فالموارد موجودة من مياه وأرض».