تبدو أزمة المواصلات بالميناء البري التي يشهدها في نهاية كل أسبوع عصية على الحل في الوقت الحاضر، لأن المسافرين عبر الميناء البري يجدون صعوبة بالغة في إيجاد دابة تنقلهم الى الوجهة التي يريدونها, ليعتاد المسافرون الى انتظار البصات والحافلات القادمة من الولايات المختلفة الى الميناء. أزمة السفر من الميناء في نهاية كل أسبوع طال أمدها والحال كما هو بالرغم من اجتهادات المسؤولين فك الاختناق الذي تشهده صالات الميناء المختلفة ومرابطته المسافرين وجلوسهم بالقرب من أمتعتهم على أمل إيجاد بص أو حافلة تقلهم الى المناطق التي يريدونها. ويعمل في القطاع السفري عدد (1450) باصاً سفرياً من أحدث المويدلات لنقل (90%) من المسافرين لكل الولايات؛ حيث شهد القطاع السفري مؤخراً تطوراً ملحوظاً بعد اتجاه العديد من الشركات للاستثمار في النقل السفري مما زاد نسبة الناقلات وتطويرها لمواكبة وسائل النقل العالمي والمساهمة في الاقتصاد القومي إلا أن الوضع في الواقع مخالف تماما.. في السابق اعتاد المواطن على صعوبة السفر والازدحام في أيام الأعياد وسفرهم من الخرطوم في طريقهم الى الولايات يتكدس المواطنون في يوم الخميس من كل أسبوع يفوق التصور بسبب ندرة البصات السفرية مما دعا الكثير من المسافرين إلى الرجوع الى بيوتهم. «الأحداث» شاهدت مرابطة المسافرين بالصالات التي تضيق بهم من كثرة الازدحام نحو شبابيك الشركات الناقلة داخل صالة المغادرة المخصصة للبصات السياحية درجة أولى كما يسمونها. وبداخل الصالة تجد التذمر والسخط من قبل المواطنين وهم يجلسون بالقرب من أمتعتهم والأطفال محبوسين في أرجل ذويهم لا صوت يعلو فوق صوت «الكمسنجية». الصالة لا تجد فيها موطئ قدم ولا تسمح بمرور أحد من مكانه إلا وتلازمه المعاناة أينما ذهب. في الآونة الأخيرة زادت غرفة النقل تعريفة التذاكر لرحلة الذهاب في يوم الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع, غير أن غرفة البصات السفرية والتى رأت أن ارتفاع تكلفة التشغيل قد أرهق أصحاب الشركات وأدى الى ضعف سوق البصات مما نتج عنه خروج عدد من الشركات من السوق بعد أن غزت السوق عدد من الشركات، وبعد فشل نظام المداورة القاضي بمصلحة الشركات حيث إن قطاع النقل السفري والمتمثل في البصات السفرية التي عانت من العرض الذي هو أكبر من الطلب وأدى لتضارب في أسعار التذاكر مما أثر سلباً على الشركات العاملة في المجال فأصدرت وزارة النقل قراراً قضى بإيقاف استيراد البصات السفرية لمدة ستة أشهر ومن ثم يخضع القرار للمراجعة لكنه لن يجد حلاً لإيقاف تكلفة التشغيل، وكذلك اتفق أصحاب البصات على تطبيق نظام المداورة بعد تصنيف جيد للبصات على ثلاث درجات حيث تتشابه الخدمات من حيث الموديل وتتفاوت أسعار التذكرة حسب الدرجة وأن يكون الخيار متروك للراكب بحيث يختار حسب إمكانياته، وتتفاوت التذاكر لتمكين كافة الشرائح الاجتماعية وبالتالي فإن هذا النظام حال تطبيقه سوف يحارب كافة الظواهر السالبة وفي مقدمتها انتشار السماسرة والذين ساهموا بدورهم في ارتفاع أسعار التذاكر، غير أن الغرفة لن تجد حلاً سوى زيادة أسعار التذاكر في كل من يوم (السبت والجمعة والخميس) وذلك لتغطية تكلفة التشغيل لكن ذلك لن يجدي حيث تضجر المواطن الذي عانى من تغطية العجز لحسابه. في المقابل واصل المواطنون احتجاجهم من غياب البصات والحافلات السفرية. وقال ل(الأحداث) المواطن مصعب إدريس من مدينة الدويم إن الأزمة أصحبت حاضرة في كل نهاية أسبوع والمسافرون أصبحوا يهرولون عند مجئ الحافلات الى موقف الميناء في حالة يرثى لها. وتساءل مصعب الى متى يستمر الحال بهذه الطريقة. وعلق قائلاً: بعد الزيادة الأخيرة انتظم الميناء في الرحلات بصورة مؤقتة الى أن عادت الأوضاع للأزمة السابقة. وقاطعه أحد الركاب متوجهاً الى منطقة الحصاحيصا بولاية الجزيرة: حقيقة المواصلات أصبحت صعبة للغاية وقال: أنا مرابط منذ أكثر من ثلاث ساعات لم تأتِ حافلة واحدة وسأجلس في مكاني الى أن تأتي حافلة أو بصاً واذا لم تأتِ سأعود الى المنزل بأم درمان. وأضاف: كل شيء أصبح صعبا, حتى العودة الى أهلنا أصبحت صعبة. أما موظف بيع التذاكر السفرية بالصالة رقم (4) الذي فضل حجب هويته قال ل(الأحداث) نحن في المكاتب أصبحنا لا ندري من أين أتت الأزمة وما هي أسبابها بالتحديد, وأشار الى أن العمل بالتعريفة متوقف منذ فترة ولم يعملوا به نسبة الى أنهم لم يستلموا منشورات جديدة من الإدارة تقرر فيها زيادة تعريفة التذكرة. وقال بأسى نحن موظفين لا نملك حيلة لمساعدة المسافرين. ونصح كل من يسأله بالمرابطة حتى تأتي البصات والحافلات من المدن المختلفة. ورفض تسجيل من يريد في (المنفستو) بحجة عدم ضمانه قدومها.