الصورة المهزوزة التي يقدمها المريخ لا يمكن أن تكون حصاد ما ظل ينتظره الجمهور الأحمر طوال الفترة الماضية التي ( لاك فيها الصبر ) وعانى مرارات الهزائم المحلية من الأمل في أول المشوار والهلال في أول مواجهة ديربي يخوضها البرازيلي مع الفرقة الحمراء, والمستوى الذي يقدمه لاعبوه الآن لا يبشر بخير ومخطئ من يظن أن حال المريخ سينصلح باستقدامه لمجموعة من اللاعبين الجدد لأن المحصلة ستكون هي ذاتها التي وصل اليها الأنصار بعد أحلام وآمال عريضة سيطرت عليهم في بدايات الموسم. مردود الفريق يسير من سيء الى أسوأ وعقب كل مباراة يعلن ريكاردو أن ثمة تغيير في الأداء وطريقة اللعب سينعكس على الفرقة بشكل عام لكن من الواضح أن البرازيلي أو ريكاردو 2012م يجيد الحديث أكثر من العمل فهو كثير الشكوى من التحكيم ودائم التذمر من أرضيات الملاعب المختلفة ومع هذا وذاك يطلق الوعود دون أن يوفي بأي منها, فقد سبق وأن أعلن بعد قدومه مباشرة أنه سيقود الاحمر لمنصات التتويج، وأن طموحه الألقاب الافريقية وتلك طموحات مشروعة وممكنة شريطة أن يتبعها العمل والاجتهاد لأجل تحقيقها لا أن تصبح مجرد أمان في خيالات هيرون ريكاردو , وقبل أن ينسى الناس تصريحاته تلك قال امنحوني خمسة أشهر لتشاهدوا المريخ الذي تحملون به وهاهي الأشهر الخمسة انقضت ولازال حال المريخ كما هو إن لم يكن في تراجع مستمر. يحدث كل ذلك ودون ان يقدم البرازيلي ما يقنعنا بالحال المتردية التي وصل اليها فريق كردة القدم حيث بات المريخ ضعيف في النواحي الدفاعية مفكك الاوصال في وسط الميدان يستسلم هجومه للرقابة مع أي خصم قوي يجيد سد الثغرات ففقد المريخ كل الميزات التي جعلت جماهيره تحلم بالتقدم في بطولات الكاف. لم نشهد أي لمسة تدريبية في أداء الفرقة المريخية الى الآن ولم نتعرف على ملامح التوليفة الاساسية التي يريد ريكاردو أن يعتمد عليها ولم يفلح أو ينجح في إقناعنا بأنه يلعب لكسب النتيجة دون ان يهتم بالأداء لانه تجرع الهزائم محلياً وأفريقياً فلا هو انتصر ولا قدم مردوداً يعكس أو يبين مقدراته التدريبية التي باتت محل جدل. ليس بالضرورة أن تكون نجاحات ريكاردو السابقة سبباً لاستمراريته في المريخ لأن الظروف والمعطيات وحتى الطموحات تختلف من فريق لآخر ومن موسم لآخر. ومع إيماننا القاطع بأن تغيير المدربين منتصف الموسم يضر بالفريق أكثر من أن يصلحه إلا أن استمرارية ريكاردو تتوقف مدى التغيير الذي يمكن أن يحدثه على الاحمر حال أراد إكمال الموسم. ولعل البطولة الكونفيدرالية ستكون آخر الكروت التي يلعب عليها لأن خسارة الأحمر ووداعه للبطولة يعني أن ريكاردو لن لن يستطيع أن يلبي طموحات المريخ. يحيرني صمت البرازيلي وجلوسه الدائم على الدكة دون أن يحرك ساكناً تجاه كل ما يفعله اللاعبون من ( خرمجة ) تغضب الجماهير في المدرجات ومع ذلك يفضل الصمت. مع أهلي شندي الله يستر يا ريكاردو حيرتنا.