1 قد لا يكون الوقت مناسباً ولازال جرح رحيل الفنان نادر خضر يندي، ولكن مع ذلك لم استطع صبراً على أمر أحزنني كثيراً، وجسد نادر لم يوار الثرى بعد، وبعضهم يطلق للسانه العنان، ويتحدث عن أن الراحل لم يكن يعترف بكيان خاص بالفنانين إلى أن غادر الدنيا وآخرهم المجلس الموسيقى الذي لم يقم بالتسجيل فيه من أجل الحصول على رخصة تمكنه من ممارسة مهنه الغناء، بينما أكد رئيسه علي مهدي لنا أنه من أوائل الذين جاءوا لتسجيل أسمائهم، واستوفى الشروط، وسجل اسمه، وأصبح عضواً فيه، بل وتربطه بهم علاقة طيبة يسودها الود والاحترام. 2 لاداعٍ يومها للتطرق لمواضيع كهذه، حتى وإن كان نادر رحمه الله لا يؤمن بهذه الكيانات، وكثيرا ما صدح بذلك عبر الصحف، فيومها كان يحتاج إلى الدعاء بالرحمة والمغفرة لا البحث عن أشياء دنيوية زائلة مثل عضوية اتحاد أو مجلس أو أي كيان كائن، ما كان هذه الكيانات نعم قد تضيف إليك شيئاً ما مثل أن تسهل لك كل بعض الأشياء المتعلقة بمهنتك، ولكنها هل تعمل على أن يحبك الناس، ويتقاطرون وفوداً، شيباً وشباباً وأطفالاً من أجل أن يلقوا عليك نظرة الوداع قبل أن يُهال عليك التراب، كما حدث يوم الأحد ومقابر حمد النيل تضج بالمعجبين والمعجبات، وخاصة طلبة الجامعات الذين هجروا في ذلك اليوم قاعات الجامعات ليبكوا نادر (حبيبو)، وبرهنوا بذلك أنه فنان الجامعات الأول، واختطفه الموت، وهو قادم من حفل تخريج. 3 هناك فنانون كبار وشباب وأعضاء سواء في اتحاد المهن الموسيقيه وحتى المجلس الموسيقى الجديد هذا، ولكنهم لايتمتعون بشعبية كبيرة، ونخشى يوم رحليهم أن لايتبعهم إلا ذوو القربى فقط، لأنهم لم يعملوا على بناء علاقة قوية بينهم وجمورهم، كتلك التي بناها خضر، وهو يحيي حفلات التخريج لطبلة الجامعات دون المغالاة في السعر؛ مراعاة لأنهم طلاب، وهو أيضا الذي كان على أتم الاستعداد على إلغاء حفل إذا صادف يوم زواج أحد أبناء أو بنات ضاحية الفتيحاب القاطنين بمربع (5)، وهذا يدل على كرمه ونبل أخلاقه التي أجمع عليها جيرانه وأصدقاؤه، فبكوه بكاء حرقة، فيا هولاء دعوا عنكم الثرثرة الفارغة، فنادر لن يُسأل في قبره عن عضوية اتحاد أو مجلس..