النور أحمد النور الزاكي من مواليد الأبيض محلية أم دم في ولاية شمال كردفان، إلا أن أصوله تعود إلى العراق الذين اتى نفر غفير منهم إلى السودان، واتخذوا من الولاية الشمالية، وبالتحديد منطقة نوري التي تتبع لقبيلة الشايقية موطناً ثانياً لهم، وصاروا جزءاً من نسيج المنطقة الاجتماعي، وأناروا مواقد الخلاوى في المنطقة، بالإضافة إلى نشر الدعوة مع العمل في التجارة، التي أجبرت ظروف العمل فيها الأسرة للاستقرار منذ مئات السنين في مدينة الأبيض مسقط رأسه، متزوج وله بنتان وثلاثة أولاد أكبرهم ساجدة طالبة جامعية وأصغرهم سارة مازالت في مهدها. * أنت متهم بأن علاقتك بالمجتمع الصحفي ضعيفة مارأيك في ذلك؟ - على العكس تماماً، علاقتي بالمجتمع الصحفي ليست ضعيفة؛ لأنني مستمر في العمل فيه منذ العام «1987»م دون توقف، وأشارك في معظم الأنشطة الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالمجتمع الصحفي. * إذاً قللت من وجودك داخل المجتمع الصحفي؟ - ابتعدت فقط عن التكتلات الصحفية سواء كانت سياسية أو إجتماعية، وبتُّ أفُضّل أن أكون مستقلاً عن تلك التجمعات، لأجود المهنة بالتركيز على القضايا المهنية والتطوير والتفكير في المشروعات التي تخدم المهنة، ناهيك عن ظروف العمل الصحفي والتعقيدات الاجتماعية في السودان التي تجعل الوقت لا يكفي للنشاط الصحفي والاجتماعي معاً، وبالرغم من ذلك أدعي أنني أكثر الصحفيين متابعة للحياة الصحفية في السودان. * أستاذ النور مقل في كتابة مقالات الرأي؟ - أعتقد أن الصحفي يجب أن يكتب عندما تكون هناك ضرورة لذلك، والعمود الصحفي ضرب من ضروب العمل الصحفي لكنه ليس كل العمل الصحفي، وإنما جزء مكمل، فقد عملت محرراً رياضياً وثقافياً ومخبراً، لذا أنا أكتب عندما تكون هناك ضرورة لكتابة الرأي. * عمل إخباري تعتز به؟ - في عهد الديمقراطية الثالثة كنت أغطي مجلس الوزراء، وقد شهدت الفترة من «87 – 88»م أحداثاً كبيرة وأنشطة سياسية قمت بتغطيتها، وفي عهد الانقاذ كنت متابعاً بالتغطية لكل مؤتمرات الحوار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وشاركت أيضاً بتغطية كل جولات التفاوض الأولى بين الحكومة والحركة الشعبية في أبوجا ونيروبي وأديس أبابا، وحققت خبطات صحفية في تلك الجولات، كانت مصدر للوكالات ووسائل الإعلام الخارجية، إلا أن التقارير الميدانية التي أعددتها في مناطق الجنوب أوائل التسعينيات فتحت لي المجال للتعاون مع مؤسسات الإعلام الخارجية لذلك لا تزال تلك الفترة عالقة بذهني. * برأيك ماهي مواصفات رئيس التحرير الناجح؟ - اولاً ينبغي أن يتدرج بشكل طبيعي في العمل الصحفي، وبذلك يكون قد خبر كل فنون العمل التحريري وطريقة الإدارة الصحفية، كما يجب أن تتوفر فيه المرونة وسعت الصدر والحساسية العالية تجاه العمل الصحفي؛ لأن إدارتها تختلف من إدارة أي مؤسسة أخرى، ومن العوامل التي تساعد في إنجاح رئيس التحرير ألا يجمع بين العملية التحريرية والشئون الإدارية المالية؛ لأنها تأخذ كثيراً من وقته وجهده وتفكيره، الذي يجب أن يكرس لتطوير العمل وتهيئة المناخ والبيئة الصحفية حتى تمكن المحررين من الإبداع والتركيز على العمل الصحفي وتحرير عقولهم وأيديهم حتى لا يقعون فريسة الإرتهان للضغوط والإغراءات. * هل من الأفضل أن يكون رئيس التحرير غير مسيّس؟ - لا أعتقد أن إعتناق أي فكرة أو ميل سياسي يؤثر وينعكس مباشرة على الصحفي أو رئيس التحرير؛ لأن اعتناق الفكرة أو الميل السياسي هو إنتماء شخصي، ينبغي لكل صحفي أن يفرق بين إنتمائه الفكري والسياسي وأدائه الصحفي، وأي خلط بينهما سيفسد العملية الصحفية، ويخرج الصحفي من الموضوعية والتوازن والنزاهة، وأحياناً تسييس الصحفي يساعده في رفع حاسته الصحفية، في تحليل المعلومات وتقديرها، وعلى الرغم من ذلك لا ينبغي للصحفي أن يخلط بينهما. * ما رأيك في الأوضاع الصحفية في السودان بصورة عامة؟ - الأوضاع الصحفية في السودان للأسف تتقدم إلى الخلف، سواء من جانب البيئة القانونية أو السياسية التي تعمل فيها الصحافة، أو من التعقيدات التي تمر بها صناعة الصحافة، بدءاً من ارتفاع كلفة إصدار الصحيفة والتشغيل ومدخلات صناعة الصحافة مروراً بصعوبات الوضع الاقتصادي الذي يؤثر في حجم المبيعات والإعلانات، مما يجعل مستقبل الصحافة في السودان غامضاً وخطراً في نفس الوقت. الأمر الذي يتطلب مراجعة مستمرة، وإذا ما استمرت على هذا المنوال، فإن الصحافة السودانية ستموت ببطء؛ لذا يتطلب إنقاذها بحركة موحده من المجتمع الصحفي ومن الدولة، اذا كانت هناك إرادة لاستمرار صحف مستقلة وحرة تؤدي رسالتها دون ضغوط.