عاشت ملاعب الدوري الممتاز في خواتيم الدورة الأولى حالة من السخط والغضب الجماهيري، إما على التحكيم وإما على أداء اللاعبين داخل الملعب، ظاهرة رياضية جديدة بدأت تتسرب لاستاداتنا وتحتاج إلى وقفة لتقييمها وتقويمها. وفي هذه المساحة نستدرك أحداث الشغب التي حدثت في البطولات السودانية وآخرها مباراة المريخ وأهلي شندي التي جرت أحداثها بارض الاخير، و شهدت ثورة جماهيرية كبيرة على التحكيم، حيث دخل أحد الموجودين حول الملعب وحاول الاعتداء على الحكم لكن الشرطة استطاعت الوصول إليه بعدها حصبت الجماهير الملعب بالحجارة، وهتفت ضد التحكيم وتوقفت المباراة لأكثر من عشر دقائق لكنها استمرت بعد ذلك وانتهت المباراة بفوز المريخ بهدفين دون مقابل، جاء ذلك في أعقاب المخالفة التي ارتكبها لاعب الارسنال زكريا ناسيو مع لاعب المريخ فيصل موسى وسرعان ما أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه، وتم طرده من الملعب بعد حصوله على إنذار في شوط اللعب الأول، كما تم طرد حمودة بشير لاحتجاجه الشديد على قرارات الحكم، وتدخل بعض أعضاء الجهاز الفني وزملائه لإخراجه من الملعب بعد أن رفض قرار الحكم وحاول الوصول إليه في أكثر من مرة. وفي تصريحاته عقب مباراة الأهلي شندي تأسف مدرب المريخ ريكاردو للأحداث الخارجة عن السيطرة التي صاحبت مباراة فريقه، مؤكدا أنها أفسدت الكثير من روعة المباراة، التي قال إنها كانت جميلة، وشهدت تنافسا محموما بين اللاعبين من أجل الفوز بالنقاط. وحذر ريكاردو الاتحاد السوداني لكرة القدم من تواصل ظاهرة حصب الملعب بالحجارة من جانب الجماهير. وأضاف ريكاردو: لاحظت أن هذه الظاهرة تحدث في مباريات عديدة، وهذا أمر غير جيد ويخصم من متعة المنافسة. وشنّ سكرتير الأهلي شندي خضر ابو السعود هجوماً على الحكم. وقال خسرنا بفعل فاعل، وذكر أن الحكم ذبح فريقه وبيّن أن ما يحدث من الحكام شيء لا يعقل، وليس في مصلحة الكرة السودانية، وسخر سكرتير الأهلي من الحكم. وقال لو أدار المباراة حكم من الروابط لوفق, وختم خضر حديثه قائلا: لم نخسر أمام المريخ بل انهزمنا أمام التحكيم. وشهدت مباراة هلال الساحل وجزيرة الفيل التي لعبت بمدينة بورتسودان أحداث شغب بعدما القت الجماهير الحجارة على أرض الملعب. وقال مدرب جزيرة الفيل محمد الطيب إن فريقه تعرض للاعتداء بالضرب والحصب بالحجارة من قبل جماهير هلال الساحل. كما شهدت مباراة الرابطة كوستي والنسور الأمدرماني التي جرت في الأسبوع التاسع أحداثاً مؤسفة، حيث اعتدت الجماهير على طاقم التحكيم وعلى مدرب فريق الرابطة محمد الطيب؛ بسبب سوء النتائج، ونُقل طاقم التحكيم إلى المستشفى لتعرضهم لإصابات بالغة، وتمت معاقبة فريق الرابطة بلعب مباراة واحدة خارج أرضه. وفي الأسبوع الماضي، وأثناء مباراة المريخ وأهلي الخرطوم التي لعبت في استاد المريخ، شهدت احتجاجات جماهيرية كبيرة وهتافاً ضد التحكيم والاتحاد العام لكرة القدم السوداني، بعد اخراج الحكم بطاقة صفراء في وجه سعيد السعودي، والتي اعتبرتها الجماهير بطاقة ظالمة في حق كابتنها، وعبرت عن عدم رضاها عن أداء الحكم. فاقتحم أحد الجماهير أرضية الملعب وألقت شرطة أمن الملاعب القبض عليه لتتوقف المباراة لمدة عشر دقائق نسبة لحصب الجماهير للملعب، واستمرت المباراة وتوقفت مرة أخرى لكنها استمرت بعد ذلك. وسبق لاتحاد كرة القدم السوداني أن أصدر عقوبات في حق ناديي الأمل العطبراوي والرابطة باللعب خارج أرضهما، الا أن ذلك لم يمنع من تكرار الظاهرة التي غزت ملاعب الممتاز كافة. ولم تخلُ مباريات الموسم المنصرم أيضاً من شغب الجماهير على نحو ما حدث في مباراة الأمل والهلال التي لعبت في استاد مدينة عطبرة الموسم الماضي اقتحم جمهور الأمل الملعب بغرض الاعتداء على اللاعبين، في ردة فعل عنيفة للأهداف التي ولجت مرماهم؛ مما جعل الشرطة تطلق القنابل المسيلة للدموع في المدرجات، وبعدها حاول البعض الهرب من الاختناق إلى داخل الملعب، وفي مشهد أثار عاطفة كل من شاهده لقطة رصدتها كاميرا القناة الناقلة (قوون) لقطة أب سقط بجانب ابنته في الملعب من تأثير الاختناق، وبعد توقف استمر ثلث ساعة هدأت الأحوال، وتواصل اللعب لكن بعد إبعاد الجماهير كافة من الاستاد، ليكون الزمن المتبقي من المباراة عبر عن فاصل حزين انتظر معه الفريقان صافرة النهاية. من جهة أخرى اتهم جمال حسن سعيد رئيس نادي الأمل، رجال الشرطة بالتسرُّع والإقدام على تصرُّفٍ غير حميد حسب قوله، ذاكراً أن الشرطة لم يكن لديها مبرر لاطلاق القنابل المسيلة للدموع والاعتداء على الجماهير. تعددت الأسباب التي يلقي عليها كل فريق الدوافع التي تجبر جماهيره وانصاره على أحداث الشغب في ملاعب المممتاز، لكن تبقى الحقيقة أن الظاهره تكررت، وباتت مهدداً لاستمرارية التنافس في أكبر البطولات الكروية.