أصحبت الدولة غير عابئة بما يخص المواطن في حياته اليومية. ففي فجر كل صباح يجد الزيادات تتقافز عليه من هنا وهناك. وأصبح (الحيطة) القصيرة التي تعبر بها الحكومة في سياساته مما جعله أي المواطن عرضة للتجريب في العمليات الاقتصادية, التي أضرت به. ومن الزيادات التي أثرت فيه الزيادة على تذكرة السفر عبر البصات السفرية بنسبة 25% والتي طبقت فعليا أمس. وأعلنت غرفة البصات السفرية تطبيق زيادة التذاكر بنسبة (25%) اعتبارا من أمس. وكشفت عن تسلمها منشورا رسميا أمس من وزارة النقل بالزيادة. وأكد رئيس غرفة البصات السفرية أحمد علي ل(الأحداث) تسلمهم منشورا للزيادة أمس الأول، التي سيبدأ تنفيذها أمس. وكانت غرفة البصات طالبت بزيادة التعريفة التي وصفتها بالضعيفة مقارنة مع ارتفاع تكاليف التشغيل التي اعتبرتها محررة؛ مما أدى إلى اختلال الميزان وظهور السوق الحر، بجانب عجز عدد من الشركات عن تسيير رحلاتها بنسبة (40%). وكشف عن تكوين لجنة طارئة لتعديل وإعادة النظر في التعريفة واستيعاب المستجدات بعد أن قررت الزيادة بنسبة (25%) لكافة ولايات السودان.. فالزيادة الآن عمل بها وأصحبت واقعا مريرا يتجرع مرارته المواطن. فعلامات الاستهجان والتذمر من الزياده كانت حاضرة صالة المغادرة بالميناء البري. فمنهم من يسأل عن أسباب الزياده وآخرون رفعوا أصواتهم متهمين أصحاب الشركات, والبعض عاد إلى من حيث أتى والأقلية قطعت تذاكرها بصمت، هكذا تباينت المواقف، وردة الفعل بين المواطنين، لكنهم أجمعوا على عدم رضاهم من الذياده. "الله المستعان وتاني ما جايي الخرطوم الا للشديد القوي ودي حاله لا تطاق"، هذه الكلمات تفوه بها المواطن خالد السر الذي كان يشرع في شراء تذكرة سفر إلى من بص سياحي متجه إلى الدمازين. وقال خالد ل(الأحداث) الأسعار ارتفعت ارتفاعا جنونيا والحال أصبح مائلا, فبعد الزيادة التى حدثت اليوم تاني أولادي م حأجيهم إلا في مرات متباعدة، وكنت آتي للخرطوم لأخذ البضائع التي سوف أضف الزيادة فيها، والتي ستنعكس على المواطن، فالحياة لم تعد سهلة. أما الراكب معتز ورفيقه هاشم عثمان الذين بدا محتارا فيما يعمل عندما وجدت التذكرة ارتفعت ارتفاعا كبيرا، فبدلا من (48) جنيها للراكب المتجه إلى الدمازين أصبحت (60) جنيها للذهاب أما العودة، فستكون أكثر بكثير. وقالا ل(الأحداث) بصراحة الزياده كبيرة جدا. فالمسافات الطويلة فوقع وتأثير الزيادة فيها يكون أخف من المدن القريبة التي كان المواطن يتشجع للسفر كثيرا. فحرام دائما المواطن يدفع الثمن للسياسات العامة. وتساءلا, ما السبب في اقحام المواطن في ارتفاع مدخلات التشغيل؟. جمال الدين قال (هسع لو ما كنت عامل حسابي ما كان قدرت احجز للسفر لبوتسودان لأن الزياده تفاجأت بيها أمام شباك التزاكر فبدلا من سبعين جنيها وجدتها 92 وجيت الخرطوم لواجب عزاء أمس وح أرجع غدا فلولا الاحتياطي لما استطعت ان احجز وارجع الي بورتسودان), وأضاف: الوضع أصبح يتغير في كل يوم، والمواطن هو الوحيد الذي يكتوي بنيران الزيادات التى طالت كل شيء ماله، ملابسه، علاجه وأخير الترحيل الى الولايات. أما الموظف بشركة بارقيل الشريف محمد جابر أقر بتأثير الزياده على الجميع (الشركات والمواطنين). وقال التأثير في المواطن يكمن في قيمة التذكرة التي باتت مرتفعة، وبالتالي كثير من المواطنين أحجموا عن السفر, أما تأثير الشركات يكون في القيمة المضافة والضريبة، فمثلا القيمة المضافة كانت 7% أما الآن فيها 9% فالضريبة كانت 3% لتصبح 5%. وتابع قائلا: قبل تنزيل الزيادة كن نكمل عدد الركاب لبص الغد قبل العاشرة صباحا أما بعد القرار إلى الآن –الساعة الواحده والنصف- لم يكتمل بعد. وأردف: المواطنون حملوا الشركات الزياده التي طرأت، ويقولون لماذا لم تقبلوا أو تتحدثوا مع المسئولين في الزيادات. وقال الشريف: برأيي الشخصي، الزيادة مجحفة في حق المواطنين لتأثيرها الشخصي، بالإضافة لقلة أرباح الشركة لمحدودية الرحلات من الخرطوم إلى الولايات والعكس. وطالب الشريف الجهات المسئولة بمراجعة الزيادات الكبيرة التي يعمل بها الا أنها غير مقبولة للراكب ومرهقة ماديا. فيما وصف (الركيب) الذي يدعو الركاب للشركات التي يتعاون معها رابح محمد أوضاع المسافرين بعد الزياده بالحيارى. وقال السبب في ذلك حيرتهم من المفاجاة, مشيرا إلى أن عددا من المواطنين خرج الميناء ولغي سفره للزيادة وآخرون قطعوا بعد تذمرهم العلني من الزيادة.