* «لهيب الشوق» اشتعل في القلوب والأفواه تردد يا داء «سيب عنادك» واترك جسد «نور العيون», الأفئدة اعتراها «خوف الوجع» وكانت تشدوا مسطرة الدعوات بالصحة والعافية تضعها «جواب للبلد» ل «قائد الاسطول», فالمسامع في لحظة ضج فيها «الحنين» لتسمع محبوبها وهو يرد عليهم التحية ب «عاش من شافك وين أيامك». * (الحوت في المستشفى) هذا الخبر كان مؤلما لكثير من الناس، كيف لا تخشى على فنان الشباب الأول منذ سنوات طوال وصاحب الصوت الجميل، والمطرب الأكثر التصاقا وقربا من جماهيره، عبر حفلاته الجماهيرية التي يقيمها بصورة دائمة، وفي نوادي ومسارح مختلفة بالعاصمة والولايات. * على المستوى الشخصي كان «خوف الوجع» يشتد على القلب حتى ظننت أنني طريح الفراش، وليس محمود الذي لي مع أغنياته وصوته الصداح ذكريات وحكايات جميلة, لا زلت أذكر أول مرة استمعت فيها لهذا «الزول الطيب» وكان ذلك عندما كنت بمرحلة الأساس. * كان محمود عبد العزيز يغني برفقة وليد زاكي الدين وأسامة الشيخ أغنية «ليالي الخير» بتلفزيون السودان عندما كان هذا الجهاز الإعلامي يستحق لقب التلفزيون القومي.. المهم عندما بدأ محمود يغني أحد المقاطع في تلك الأغنية ركضت إلى الداخل، حيث يقبع جهاز التلفاز في إحدى الغرف لأرى من هو صاحب هذا الصوت غير الاعتيادي, ومنذ ذاك الزمن غير البعيد أضحى (الحوت) لا يفارق مسامعي ولا يمر يوم بدون أن استمع إليه. * لقد تعودنا من محمود في كل محنة أو أزمة يمر بها أن يعود قويا ليصمت كل من ينتقده، ويسكت شخصي الضعيف أنا موجود ولم تنته تجربتي بعد, من يفعل ذلك سوى (الحوت) ولها الحق تلك الجماهير التي تردد دائما (ما بطيق لغيره أسمع). * يوم الأحد الماضي نقل محمود إلى غرفة خاصة بعد أن قضى قرابة الأسبوع بالعناية المكثفة, والتقيت يوم الاثنين بالطبيب الذي أجرى العملية لمحمود دكتور محمد فضل الله علي الشيخ الذي طمأننا على أن معشوق الشباب والكبار بخير، ويحتاج فقط الراحة بالمستشفى لأيام معدودة؛ حتى يعود إلى منزله، ومن ثم إلى جمهوره في وقت لاحق ليعانق مسامعهم بجميل الأغنيات، ويصدح أفضل من ذي قبل.