دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شمارات بريطانية حول العائلة المالكة
نشر في الأحداث يوم 04 - 07 - 2012

تربعت الكاتبة ليدي كامبل - المعروفة أيضا باسم جورجي – على عرش الإثارة منذ عام 1992 عندما أصدرت كتابها الأول عن سيرة ديانا (أميرة ويلز) الذي كان بمثابة عبوة ناسفة أحدثت دويا هائلا بين علية القوم في أوساط المجتمع البريطاني. ثم أردفته عام 2004 بكتابها الثاني الذي كشفت فيه عن أسرار دقيقة حول ما كان يدور في الخفاء خلف الجدران بين الأميرة وزوجها الأمير شارلس ولي العهد خلال حياتهما الزوجية المنكودة التي انتهت بالطلاق. تأتي في الصدارة حالات الخيانة الزوجية التي ارتكبتها ديانا كما زعمت الكاتبة ومنها واحدة عام 1986 مع ملك اسبانيا على ظهر يخت خلال رحلة سياحية بحرية. قالت الكاتبة ليدي كامبل إنها كانت محاولة غير مجدية أقدمت ديانا عليها لإثارة غيرة زوجها ولي العهد. لم يكترث ولي العهد أو يحرك ساكناً كأنما الأمر لا يهمه في كثير أو قليل.
ليدي كامبل من مواليد عام 1949 وتنتمي لعائلة زيادل الجمايكية البريطانية الأصل التي تعتبر من أقوى العائلات نفوذا في جمايكا. حياتها سسجل حافل بالعجائب المثيرة منذ اللحظة الأولى التي استقبلت فيها شمس الحياة وهي تحمل سمات الجنسين من الأعضاء التي تميز بينهما. هذا العيب الخلقي لم يدع سبيلا لتحديد جندرتها... أذكر هي أم أنثي؟!. على أية حال استخرجت لها بعد أخذ ورد شهادة الميلاد باعتبارها ولداً. أصبحت تعامل وفقاًً لذلك في محيط الأسرة كولد ذكر إلى أن بلغت الثامنة عشرة، فأجريت لها حسب رغبتها عملية جراحية وضعت حداً للالتباس، إذ أصبحت أنثى بعد إزالة الأعضاء التي تدرجها في زمرة الجنس الخشن، ومكثت ردحاً من الزمن كعارضة أزياء في نيويورك، ثم ارتحلت إلى بريطانيا بعد زواجها من كولين كامبل الشقيق الأصغر لدوق آرغايل الثاني عشر لكنها لم تعش معه طويلاً، إذ طلقها بعد أربعة عشر شهراً. ذكرت إحدى الصحف أن كولين كامبل لم يكن يعلم حين تزوجها خلفيات جندرتها المزدوجة، وبقي مخدوعاً إلى أن علم بالحقيقة من أصدقائه.
«الشمارات» مصطلح مستحدث في العامية السودانية يعني الغيبة أو (النميمة الدكاكينية جداً) وهي أعذب ما تكون عندما تطال الحكام وأصحاب الجاه والمال وتزداد عذوبة عندما تتناول مغامرات جنسية تكسبها طعمها الشهي ونكهتها الجذابة. لهذا لم تفتر ليدي كامبل (ملكة الإثارة) عن ملاحقة العائلة المالكة في بريطانيا إذ وجدت فيها صيداً ثميناً ومرتعاً خصباً لصولاتها وجولاتها. صدر لها خلال هذا الشهر (مايو) كتاب جديد حمل ادعاءات مثيرة للغاية، إذ زعمت فيه أن جدة ملكة بريطانيا الحالية «طباخة فرنسية حسناء لطيفة الطباع اسمها مارجريتا رودييه». زعمت ليدي كامبل في كتابها أن الطباخة مارجريتا ولدت الطفلة إليزابيث بويز ليون (والدة الملكة الحالية) وشقيقها ديفيد لأن سيسيليا ربة المنزل التي ولدت ثماني بطون من قبل صارت غير لائقة صحياً للحمل من جديد. هكذا كان على الطباخة الفرنسية أن تتولى بدلاً عنها مهمة الإنجاب. لقد كان هذا تقليدا مألوفاً في ذلك العهد بين الطبقات الأرستقراطية في بريطانيا لتكوين عائلة متكاثرة العدد وخاصة بين حملة الألقاب الرفيعة كالأمراء واللوردات. كل منهم حريص على أن يكون له زمرة من الأولاد يرث أكبرهم اللقب وما يتبعه من اقطاعيات بينما يبقى أخوانه الآخرون بمثابة قطع غيار لكي يرث أحدهم اللقب في حالة وفاة الابن الأكبر قبل أبيه. يلجأون لتحقيق هذه الغاية في أغلب الأحيان إلى من عندهم من العاملات في الخدمة المنزلية متغاضين عن الحفاظ على عراقة الأسرة وإرثها وبقاء دمائها نقية من الشوائب.
الملك جورج السادس لم يكن بحاجة إلى من يخلفه على العرش إذ بنتان أكبرهما أليزابيث الملكة الحالية. قيل إن جورج السادس أبدى قلقاً شديداً جراء الصداقة المتنامية بين أليزابيث وشاب يعمل أبوه «صفرجيا» في القصر الملكي. ويؤخذ مما ذكرته ليدي كامبل أن جورج السادس أسر مرة لخاصته قائلا: إنه شاب وسيم جذاب لكن ليس في امكاني قبوله زوجا لابنتي ولية العهد، فهو ابن صفرجي مغمور. من المفارقات المدهشة أن أليزابيث أنعمت بعد سنوات من استوائها علي العرش بلقب لورد على الشاب المعتي الذي يعرف الآن باسم لورد كارنارفون.
تقول ليدي كامبل في كتابها الجديد أن دوق ستراثمور وكنغ هورن الرابع عشر لم يفقد قدرته على الانجاب وأن زوجته سيسيليا ولدت له ثمانية كلهم أصحاء ومعافون. كانت سعيدة بهم تغمرهم بعطفها وحنانها إلى أن فجعت بموت ابنتها (فيوليت ) اثر نوبة قلبية عقب أصابتها بالدفتيريا في زمان لم تزل المضادات الحيوية في رحم الغيب. جزعت سيسيليا جزعا شديدا على ابنتها التى كانت تتباهى دائما بجمالها. كانت فاجعة مدمرة لم تقو الأم المكلومة على تحملها فأصيبت المسكينة بحالة نفسية قاسية لم تفارقها حتى الممات جعلتها عاجزة عن الانجاب.
تدعم ليدي كامبل إدعاءاتها حول نسبة أم الملكة للطباخة الفرنسية بأن (الملك إدوارد الثامن المخلوع) أطلق عليها تحقيرا أو انتقاما لقب «كوكي» أي الكعيكة ولا يذكرها باسم أو كنية سواه. وتضيف الكاتبة أيضا أن هذه القصة ظلت منذ عشرات السنين متداولة في بريطانيا بين الأوساط الملكية والارستقراطية التي تعلم قطعا أن أليزابيث بويز ليون ( الملكة الأم) ابنة دوق ستراثمور وكنغ هورن الرابع عشر، لكن من غير زوجته سيسيليا، وكذلك شقيقها ديفيد الذي ولد بعدها بعامين في الثاني من مايو 1902. أمهما الحقيقية هي الطباخة الفرنسية مارجريتا التي تعمل في خدمة الأسرة. وتمضي الكاتبة قائلة إن بعض الناس يعلمون الحقائق التي ذكرتها عن الملكة الأم لا سيما شقيق زوجها الأكبر (الملك إدوارد الثامن المخلوع) الذي كانت في متناوله - بحكم وضعه الملكي - جميع المعلومات والأسرار في أرشيف العائلة المالكة عن خلفيات مولد أليزابيث الملكة الأم.
تعودت الملكة الأم على الاحتفال بعيد ميلادها سنويا في الرابع من أغسطس كل عام. بينما جاء في الكتاب أن (إدوارد الثامن) اطلع على وثائق تثبت أن مارغريتا الطباخة ولدتها في الثالث من أغسطس. الاتفاق السائد أن الملكة الأم ولدت في شهر أغسطس إما على متن سيارة الاسعاف في طريقها لمستشفى الولادة أو في رحاب قصر أسرتها في مقاطعة هيرتفورد شير.
بدأ عداء إدوارد الثامن للملكة الأم عندما اكتشف تآمرها حتى مع أقرب الناس إليه في محيط الأسرة المالكة للإطاحة به من العرش وحرمانه من الزواج من عشيقته. نجحت المؤامرة – كما هو معروف - وأجبر (إدوارد الثامن) على التنازل عن العرش لشقيقه جورج السادس زوج الملكة الأم المتآمرة. هكذا أصبحت أليزابيث بنت الطباخة الفرنسية ملكة على «المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية وكندا وأستراليا وامبرطورة الهند». استعاد ادوارد الثامن بعد تنازله لقبه الأول: دوق وندسور. صرح مرارا بعد تنازله بأنه ما كان ليقدم على فضح سر أليزابيث لولا أن لورد بيفربروك أخبره بأن أليزابيث وراء الأشاعة - الفاحشة البذيئة الملفقة - التي راجت في عنفوان أزمة تنازله عن العرش. تتحدث تلك الإشاعة عن ممارسات عشيقته (ليدي سمسون) الجنسية قبل زواجهما، وتزعم أن سمسون تعلمت أسرار الجنس وفنون مباشرته لامتاع الرجل في بيوت الدعارة في الصين، وهذا – كما تزعم الإشاعة – سر افتتان إدوارد الثامن بها وتعلقه بها لدرجة التنازل من أجلها عن العرش. ما أن علم إدوارد الثامن من لورد بيفربرك بأن الاشاعة من نسج أليزابيث حتى انبرى للانتقام منها، فكشف عن سر نسبها من ناحية أمها الطباخة الغرنسية. هذا في رأيه أشد مرارة مما أشاعته عن عشيقته. إذن اليزابيث ( الملكة الأم) كما أثبت اللملك المخلوع بنت سفاح حملت أمها الطباخة الفرنسية بها وبشقيق لها من اللورد الذي كانت تعمل في خدمته!!. ما من أحد سوف يعلم بكل تأكيد إن كان ذلك حقا أم كذبا إلى أن يجرى فحص للحامض النووي لكل من أليزابيث (الملكة الأم ) الراحلة وأمها الطباخة الفرنسية المزعومة مارغريتا روديير الراحلة أيضا لمعرفة إن كانت ثمة قرابة بينهما.
لقد صدر الكتاب الأخير في توقيت ردئ للغاية إذ صادف العام الذي يحتفل فيه بالعيد الماسي لاعتلاء الملكة الحالية (أليزابيث الثانية) العرش. كما تزامن صدور الكتاب مع القداس الذي دعت اليزابيث الثانية إليه في كنيسة وندسور إحياءً لذكرى والدتها أليزابيث (الملكة الأم ابنة الطباخة المزعومة) بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيلها. حضر القداس كبار أعضاء العائلة بدون استثناء وألقيت فيه كلمات التأبين والتمجيد للملكة الأم وابنتها الأميرة مارغريت التى سبقتها إلى الآخرة بأسابيع قليلة. اسم مارغريت – بالمناسبة – يقابله في الفرنسية اسم مارغريتا وهو اسم الطباخة الفرنسية التي ورد ذكرها. يستشف من ذلك ما قد يلقي ولو ومضة شمعة على مزاعم ليدي كامبل والملك إدوارد الثامن إذ من المألوف اطلاق أسماء الأسلاف كالجدات والأجداد على الأحفاد من الجنسين. لقد عكر صدور الكتاب صفو جلال القداس ومهابة الذكرى واجتاحت الصدور موجة كاسحة من الضيق والاستياء ولاسيما الملكة أليزابيث الثانية التي كانت لصيقة جدا بوالدتها الملكة الأم متفانية في حبها ومثلها الأمير شارلس ولي العهد.
يبدو أن الكاتبة ليدي كامبل واجهت نفس المشكلة التي تواجه كتاب السيرة عندما يجد أحدهم أن كل شيء قد قيل عن صاحب السيرة التي بصددها فيلجأ الكاتب إلى الاختلاق وآفاق الخيال. لكن ما أمر الكاتبة بني جونر التي دمغت على حد قولها ب»الحقيرة والشريرة لا لذنب سوى أنها قالت الحقيقة عن الأميرة ديانا».
بني جونر كاتبة مخضرمة انقطعت لتدوين سيرة أعضاء العائلة المالكة في بريطانيا. صدرت لها كتب عديدة عن تشارلس (أمير ويلز وولي العهد)، وزوجته الأولى الأميرة ديانا ورافقتهما في زيارتهما الرسمية الأولى لمقاطعة ويلز. حملت ديانا خلال تلك الزيارة بابنها البكر الأمير وليام وهذا سر اهتمام الكاتبة به و سوف يصدر لها كتاب جديد في الشهر القادم (يونيو) عن الأمير متزامنا مع عيد ميلاده. إنها مناسبة ملائمة لكتاب عن سيرة الأمير وليام الذي لا تخفي الكاتبة اهتمامها واعجابها به كرجل عاقل رشيد. عنوان الكتاب «ولد ليكون ملكا». نشرت إحدى الصحف البريطانية سلسلة حلقات من الكتاب تمهيدا لطرحه خلال الشهر القادم. ليس في الكتاب عن الأمير وليام ما يغضب أحباب العائلة المالكة وإنما أغضبهم وأثار سخطهم ما جاء فيه عن أمه ديانا. اتهم البعض بني جونر مؤلفة الكتاب بأنها بوق دعاية لكاميلا باركر بولز الزوجة الثانية الحالية لولي العهد خلفا لديانا بل هناك من تحدث عن علاقة حب في الخفاء بين المؤلفة والأمير شارلس ولي العهد. جاء في الكتاب أن ديانا «أم فاشلة نزقة ومغامرة أنانية وغيورة». تستشهد على غيرة وأنانية ديانا بطردها باربرا بارنز مربية طفلها البكر الأمير «وليام « عندما كان في الرابعة من عمره حسدا منها على قوة العاطفة الحميمية بين المربية والأمير الطفل. تذكر بني جونر في كتابها أيضا أن ديانا ترددت في تنبيه الأمير وليام عندما كان في الثالثة عشر من عمره وتهيئته للمقابلة الشائنة التي جرت معها عام 1995 في برنامج بانوراما على شاشة تلفزيون البي بي سي. رضيت ديانا في النهاية بعد توسل ناظر كلية إيتون فذهبت إلى داخلية الكلية للقاء ابنها الأمير . بقيت معه خمس دقائق فقط لم تزد خلالها على قولها: «سوف تفخر بي عندما تشاهد برنامج بانوراما». تابع الأمير وليام البرنامج على شاشة التلفزيون فصعق لما رأى وسمع وكاد أن يغمى عليه !!. حسبت ديانا أن البرنامج لن يكون مصدر قلق لابنيها حين قالت فيه أن الحياة الزوجية شراكة بين طرفين لا ثلاثة كالحياة الزوجية التي تعيشها مع زوجها وخليلته كاميلا. كما قالت في البرنامج عن زوجها الأمير شارلس إنه: أب طالح ردئ ويجب ألا يلي الملك. من ناحية أخرى, تتمسك بني جونر في دفاعها عن الأمير ولي العهد بأنه أب فاضل يحب ولديه مؤكدة في الوقت نفسه أنها ليست حليفة له أو ناطقة باسمه؟ غير أن من لم يرقهم كتابها يأخذون عليها دفاعها عن الارتباط المحرم غير الشرعي بين الأمير شارلس ولي العهد وخليلته كاميلا على حساب الزوجة ديانا. ردت بني جونر عليهم صائحة «من كان بلا إثم فليرمهما بحجر». ردت على من رموها بالحقد وعدم الحياء بأن صورة ديانا أمام عيون جمهور الناس مخنلفة اختلافا كبيرا عن صورتها الحقيقية حتى أمام عيون عائلتها. إنها قلقة مضطربة العواطف ومن الصعب العيش معها وهذا ما عبر عنه شقيقها في كلمته خلال قداس أقيم على روح ديانا بعد رحيلها. بل كانت هناك جفوة مريرة بين ديانا وأمها وصلت إلى درجة «لا سلام ولا كلام» حتي مماتها !!.
تقول بني جونر إنها تعتقد أن ديانا عملت في غباء على إحياء أجواء الشقاء والنكد التي عاشتها في طفولتها. قاست أمها أولا من موت ابن لها في عهد الصبا كما قاست من عنف زوجها وسوء معاملته لها. هربت عندما يئست منه إلى عشيقها بيتر شاند كيد ولما تتجاوز ابنتها ديانا الربيع السادس من عمرها. يعني ذلك أن ديانا لا تعرف شيئا عن الحياة الزوجية أو كيف تكون أُمّاً صالحة لتربية أطفالها فقد فقدت كل ذلك في عمر مبكر. تعترف بني جونر في كتابها بأن ديانا رغم ذلك يمكن أن تكون «محبوبة للغاية ومصدر ابتهاج تغمر الغرفة بوهجها وبريقها». هذه هي ديانا المشرقة التي التقت لأول مرة مع الأمير شارلس. لكن ما أن تقدم الأمير طالبا يدها حتى تغير كل شيء وتحولت ديانا إلى مخلوق بائس تعيس. حينذاك لام الأمير شارلس نفسه. أحاطت به دوامة من الكآبة والاحباط عندما أدرك أن حياته الزوجية في طريقها للانهيار. إنه تواق لحياة عائلية سعيدة كغيره من أصدقائه المحيطين به ويشعر في الوقت نفسه بأنه مسئول عن ما حدث. لقد كان في الثانية والثلاثين من عمره عندما تزوج ديانا التي كانت حينذاك صبية لم تتخطى العشرين ربيعا. ألا يكفي هذا الفرق بين عمريهما في إلقاء المسئولية عليه؟ كان شارلس الزوج المنكوب في حاجة إلى شخص يعينه ويقف إلى جانبة لكي يستعيد الثقة بنفسه ويخرج من دائرة اليأس والكآبة. أين أبوه دوق أدنبرا؟ تجيب بني جونر في كتابها (ولد ليكون ملكا): «شارلس شخصية ضعيفة حساسة كمدينة مفتوحة زمن الحرب يشعر دائما بأن أباه فيليب (دوق أدنبرة) مصدر بلاء له واتلاف بينما تمنحه أمه الملكة قدرا ضئيلا من العطف والحنان». تروي المؤلفة واقعة سوء تفاهم بين شارلس ووالده دوق أدنبرا تقول فيها إن شارلس أقدم على خطوبة ديانا عقب تلقيه رسالة من الدوق أمره فيها باتخاذ قرار في أمر مستقبله مع ديانا. ترى المؤلفة أن قصد دوق أدنبرا هو البت في الأمر لأنه ليس من المعقول استمرار الصحف ووسائل الاعلام في الاهتمام بديانا وملاحقتها إن لم يكن ابنه ولي العهد جادا في الارتباط بها. لكن شارلس اعتبر ما جاء في الرسالة أمرا ملكيا أبويا لم يتردد في تنفيذه.
تعترف المؤلفة بأن ديانا كانت - حتى حينما تقدم شارلس طالبا يدها – أعظم الفتيات جمالا ومرحا وإغراء وتبدو أنها مفتونة بخطيبها وتهوى كل شيء فيه. لعل شارلس يومذاك – كما حدثته نفسه – لم يغرق في حبها ولكن من السهل أن يحقق ذلك لأنها فاتنة ساحرة يعبدها الجميع. !! كما تنحدر فضلا عن ذلك من أسرة عريقة ظلت مرتبطة مع العائلة المالكة منذ قرون. هكذا يبدو أن شارلس كان موفقا في اختيار شريكة حياته التي سوف تجلس يوما ما إلى جنبه على العرش, لكن ما أن تمت الخطوبة حتى تغير كل شيء في ديانا بينما ظل خطيبها الأمير ملتزما بموقفه منها ظنا منه أنه أحق منها باللوم وأن ما بدر منها يرجع إلى ضغوط الخطوبة. ترفض المؤلفة بني جونر اتهام الأمير شارلس بأنه كان ينوي اتخاذ ديانا «مهرة استيلاد فقط « يفكها «عكس الهوا» بعد أداء مهمتها. تنكر المؤلفة ذلك بقوة لكنها تعترف بأن كثيرين لن يتفقوا معها في زعمها بأن شارلس زوج فالت غير مخلص لديانا مع أنه - كما أكدت - لم يجل حتى بخاطره قبل افتراقهما. وتصف كاميلا - عشيقة شارلس التي تزوجها في ما بعد – بالسمكة النتنة وتؤكد أنه لم يعد إليها إلا بعد انغماس ديانا في خياناتها الزوجية التي بدأتها أولا مع حارسها الخاص باري ماناكي عام 1986 ثم جيمز هيويت !!. ثم تضيف أن الاندماج في العائلة المالكة ليس هينا لفتاة قلقة مهزوزة مثل ديانا التي نشأت لا في كنف أم شقية ترعاها فحسب وإنما في بيئة غير مواتية أيضا تفتقر للنظام والانضباط الذي يعد محور سلوكيات العائلة المالكة وديدنها .هنالك – كما تقول المؤلفة عاملان مدمران للطفل هما الضياع وفقدان الحب والحنان. هكذا أصبحت ديانا بسبب ظروف نشأتها قلقة مضطربة لا تثق في أحد ولا تثبت على شيئ ولعل هذا سر انطلاقها مسعورة من فراش لفراش لا فرق عندها بين ملك أو حارس حقير إلى أن لقيت مصرعها إثر حادث مروع في باريس ربما كان قضاء وقدرا لكن الأرجح أن وراء الأكمة ما وراؤها!! .
تناولت بني جونر في كتابها أيضا الأميرين وليام وهاري ثمرة زواج ديانا من ولي العهد الأمير شارلس. تعتقد أن حرمان الأميرين الصغيرين من مربيتهما باربرا بارنز ثم أمهما ديانا قد ترك أثرا سيئا في نفسيهما لكنهما لم يفقدا الحب والحنان. لقد ظلا منذ صغرهما على اتصال وثيق مع جديهما: الملكة أليزابيث ودوق أدنبرا. الملكة أليزابيث تستلطف بصفة خاصة أكبرهما (وليام) رغم ما بينها وبين أبيهما شارلس من جفاء ونفور. دعته على الفور غداة مقتل أمه ديانا إلى تناول الشاي معها في قصر وندسور المجاور لمباني كليته (إيتون) لتواسيه وتخفف هول الكارثة. تقول المؤلفة عن شقيقه الأصغر هاري الذي انخرط في الجيش البريطاني إن فيما ينسب إليه من سفه وطيش ومغامرات صبيانية لا يخلو من مبالغة وهذا على أي حال طابع حياة العسكر: خمر وجنس ومخدرات. أما وليام فإنه مثل شقيقه لكن «شقي الحال يقع في القيد» !!. تزوج وليام منذ عام تقريبا من كيتي بعد خطوبة دامت 8 سنوات، وترجع المؤلفة ذلك إلى أن وليام أحب قبل كيتي كثيرات تخلين عنه فحرص هذه المرة أن يختبرها للاطمئنان على بقائها معه في عش الزوجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.