باستغاثة وزارة الصحة الاتحادية وإعلانها رفع حالة التأهب القصوى بالمؤسسات الصحية يعلم الجميع بأن جائحة (H1N1)A عبرت الحدود وأصبحنا معرضين للاصابة نسبة لمواتية الظروف ودخول فصل الشتاء الذي تظهر فيه الانفلونزا الموسمية التي بدوارها يمكن ان تكون سببا بالاصابة بانفلونزا الخنازيرا نسبة لضعف المناعة. وتعرف الانفلونزا بأنها مرض يسببه فيروس وينتقل بنفس طريقة عدوى الزكام أي الرذاذ الذي يفرزه المصاب عند الكحة أو العطس , وينتشر بلمس العيون أو الانف , أو الايدي الملوثة من شخص لاخر. وتتمثل أعراض المرض التي تشابه أعراض وعلامات أمراض أخرى فيما تنحصر الاعراض في (الحمى, السعال, ألم الحلق, أوجاع بالجسم, صداع, فتور عام) وسجلت أول حالة مؤكدة معمليا في البلاد في (14) يوليو المنصرم ثم توالى بعدها ظهور الحالات بشكل منقطع على امتداد الشهر لتصبح الحالات (4) حالات بنهاية يوليو لكنها كانت وافدة من خارج البلاد، وبذلت السلطات الصحية مجهودات كبيرة حتى تمت معافاة الحالات ولكن خلال الاسابيع المنصرمة تزايد ظهور الحالات المشتبهة ليصل عدد الحالات المؤكدة الى (9) حالات حتى تاريخ (29) أكتوبر (8) حالات منها بولاية الخرطوم و(1) وافدة من خارج البلاد عبر ميناء بورتسودان في الفئة العمرية (8) أعوام الى (53) عاماً ولكنها لم تطرأ وسطها أي حالة وفاة . وعملت وزارة الصحة الاتحادية على متابعة انتشار الوباء خلال الاشهر السبعة الماضية التي أصبح فيها يمثل جائحة عالمية , وكشف بيان صادر من الوزارة أمس عن وضع جملة من الاحترازات الوقائية في الموانئ والمطارات الدولية بهدف منع دخول الوباء الى البلاد مع ترصد الحالات المشتبهة بالمرض للعمل على سرعة معالجتها عبر تهيئة العديد من المستشفيات بولايات الخرطوم والولايات الاخرى . وبلغت جملة الحالات المشتبهة خلال الفترة الماضية (50) حالة أخذت لها عينات وجرى التحري الوبائي بحقها . وبالرغم من ان الوباء لايزال يعد متوسط الخطورة بحسب آراء الخبراء فإن التوقعات تشير الى زيادة احتمالات حدوث موجه عالمية عالية جديدة للوباء تترافق مع دخول موسم الشتاء في النصف الشمالي للكرة الارضية وعليه فإن عدد الحالات المشتبهة بالمرض مرشحة للارتفاع وخاصة ان موسم الشتاء تتزايد فيه حالات الاصابة بالالتهابات التنفسية ولاسيما لدى الاطفال أو كبار السن، كما وان موسم العمرة الذي بدأ الآن يحتمل ان يكون أحد العوامل المؤدية لانتشار المزيد من الحالات المصابة عبر العالم . وأعلنت الوزارة أمس حسب النشرة الاعلامية رفع درجة التأهب بكل المستشفيات والمراكز العلاجية لالتقاط الحالات المشتبهة حسب بروتوكول التعريف القياسي الموحد للحالات المشتبهة وتبليغها لاجهزة الترصد المرضي وبدء علاجها على الفور حسب بروتكول العلاج مع توعية المواطنين بسبل الوقاية من العدوى وكيفية التعامل مع الحالات المصابة بالتنسيق مع أجهزة الاعلام بالبلاد . وكانت السلطات الصحية السعودية وضعت اشتراطات صحية للحجيج هذا العام، وأكد وزارة الصحة الاتحادية توفير مصل انفلونزا الموسمية بجميع مراكز تفويج الحجيج بالمركز والولايات، وطالب مدير ادارة الوبائيات بابكر المقبول الحجيج بالتطعيم قبل (15) يوما من السفر وفق اشتراطات المملكة العربية السعودية. حيث وصل المصل في الرابع من اكتوبر الماضي وأبلغ مدير لجنة تحديد اللياقة حسن عبدالعزيز (الأحداث) ان لجنته قامت بإجراءات الكشف وفق شروط الدولة المستضيفة ومنظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط , مؤكدا أن اللجنة ركزت على تحديد اللياقة والامراض المزمنة . وتشير (الأحداث) الى أن الاشتراطات تم اقرارها عبر اللجنة المشتركة التي ضمت ممثلين لوزارة الصحة وهيئة الحج والعمرة بوزارة الارشاد والاوقاف شملت التطعيم , التوعية الصحية, والكشف الطبي. وقال مدير ادارة الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية بابكر المقبول ان المصل الذي يطعم به الحجيج مستوف لجميع معايير السلامة الحيوية ويستخدم بشكل روتيني في العديد من الدول خلال الثلاثين عاما الماضية، وأكد المقبول ل(الأحداث) حرصهم التام على عدم تعرض صحة المواطن للخطر، وكان وكيل وزارة الصحة الاتحادية كمال عبدالقادر ان وزارته تسلمت التقرير الفني للجنة المختصة بدارسة الجوانب الفنية لاستخدام العقار المستحدث لانفلونزا الخنازير، وقال للصحفيين أمس ان توصيات اللجنة الفنية الخاصة باعتماد مصل الانفلونزا قائمة على سلامة المصل تأكيدا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، مبينا ان اللقاح الوحيد الذي أوصت به اللجنة حاليا هو لقاح الانفلونزا الموسمية، معتبرا أن أحد المشاكل القائمة هي إصابة الناس بنزلات البرد في فصل الشتاء لأنها ترفع من درجة الحالات المشتبه باصابتها بانفلونزا الخنازير، مضيفا ان الحالات التي تظهر اصابتها بالنزلات العادية سيتم التعامل معها باعتبارها حالات مشتبه فيها حتى تثبت عدم إصابتها، مشيرا الى أنه سيتم زيادة طاقة الفحص المعملي بجميع المرافق العلاجية، مؤكدا أن الوزارة لاتتوقع ظهور أعداد كبيرة من انفلونزا الخنازير ولاحالة وبائية بالسودان، مشيرا الى أنه سيتم التفاوض مع منظمة الصحة العالمية لتوفير المصل بعد وضع السودان في قائمة الدول التي سيوفر لها جزء من المصل مجانا. ولكنها شددت باتخاذ الاجراءات الصارمة ضد مزوري الكروت الصحية ونفذت الوزارة أمس وعدها السابق حيث منعت بمطار الخرطوم أمس الأول ثلاثة أشخاص من الفوج الاول المتجه لاداء شعيرة الحج بسبب تزوير كرتي تطعيم اثنين وعدم تسجيل تاريخ تطعيم حاج آخر بمصل الانفلونزا الموسمية وكان وكيل وزارة الصحة الاتحادية كمال عبدالقادر حذر الحجيج من مغبة استخراج كروت صحية من جهات غير معلومة، وقال إن وزارته ستطبيق الاشتراطات المطلوبة وفق طلب السلطات السعودية.