{ لم أستطع أن أكتم ضحكة (انفجارية) عقب فراغي من قراءة الخبر الذي أوردته (الأهرام اليوم) أمس على ذمة وكالات بأن سيدة سعودية لم تتمالك نفسها من أن تضرب ابنها ليلة زفافه بعد أن شاهدته (ينحني) ليلبس عروسه فردة حذائها وليس (الفردتين) تعبيراً، على ما يبدو، عن الطاعة وحسن المعشر في سنوات زواجها القادمة. { وللأمانة الخبر (صعقني) باعتبار أنه تقليعة جديدة في زمن تبدأ فيه التقليعات بحجم النملة وفجأة تتعملق لتصبح فيلاً. { لذلك لا أستبعد أن تتحفنا عقول الشباب بمثل هذه (الحركات) في ليلة زفافهم كأن يدخل الواحد يتأبط عروسه وسط الأهازيج وزغاريد الحسان وفجأة تتوقف الموسيقى وترفع العروس يدها وتدي العريس (أم كف) نار ثم ينحني العريس في حركة مسرحية لكن هذه المرة لن تضربه أمه المتفاجئة إذ لربما أنه أخبرها مسبقاً بهذه اللطمة النارية فتزغرد هي وبناتها وتقول (جيت لي) ولدي المؤدب الما برفع عينه في وش مرته. { أو لربما تتفتق عبقرية آخر فيدخل صيوان الفرح وهو يتأبط كيساً من بصل ويقوم (بحشِّه) على الملأ دلالة على أنه سيستلم المطبخ منذ أول يوم (بصل) أقصد (عسل). { وللأمانة حاولت أن أنظر الى أبعد من تصرف الشاب السعودي، الذي يبدو أنه لخصوصية المجتمع السعودي ونظرته للمرأة، أراد أن يؤكد احترامه وطاعته لزوجته على عكس ما يفعل غيره من هضم لحقوقها وامتهان لكرامتها. لكن ما قدر ده؛ إذ كان يكفي أن يمنحها قسماً أمام الله ونفسه أن يصونها ويحفظها ويكرمها لأن ديننا أمره بذلك. { وإن كنت على مستوى المجتمع السوداني أسمع بين الحين والآخر مثل هذه القصص والحكاوي لرجال يضعون زوجاتهم في المنزل لزوم الطبخ والكنس وتربية العيال والواحد بره شايف نفسه فيلغي بذلك شخصيتها ووجودها وحتى كينونتها فتصير كائناً دون هدف فاقداً للأحلام ومفتت الطموحات وقانعاً بدور (الخادمة) حتى وإن كانت لا تحمل اللقب صراحةً. وبالله عليكم دعوني أسأل متى تذكر أحدكم عيد ميلاد زوجته وجاءها صباحاً ليقول لها كل سنة وإنتي طيبة؟ متى (عزم) وأحد فيكم زوجته عزومة (ثنائية) بدون العيال ودوشتهم وليس بالضرورة أن تكون العزومة في برج الفاتح أو السلام روتانا؛ إذ أن الجلسة في أي مكان عام حول كوبين من العصير تجدد ما (تجلط) دماء الحياة الزوجية التي تنجو دائماً من الذبحات الصدرية بسبب الروتين والممل والنقة. { ربما أن البعض تعوّد أن (يبرمج) نفسه على برنامج معيّن ويزبط ساعته البيولوجية على أفعال بعينها لكنه ينسى في غمرة ذلك أن هناك كائناً آخر يشاركه الحياة يحتاج أن يسمع كلمة حلوة أو نظرة حانية ليشعر أنه موجود ومرغوب به. { على فكرة الكثير من صديقاتي يخبرنني أنهن (يقلعن) هدايا عيد الحب أو (الفالنتاين) رجالة كده؛ إذ أن الزوج غالباً يكون ما ناقش حاجة فتهجمه الواحدة وتقول ليه: «الليلة عيد الحب هديتي وين؟» فيشتري صاحبنا دماغه ويجيب الهدية وربما في سره يقول: «المرأة دي جنت وللا شنو». وصاحبتنا هي الأخرى في سرها تقول: «المال تلته ولا كتلته» وتطلع بهدية معتبرة. { أعتقد أننا في حاجة ماسة، وعلى المستوي الأسري، أن نعيد شكل العلاقة بيننا؛ خاصةً العلاقة الثنائية بين الأزواج، ويا حبذا لو أن الزوجين تبادلا وأمام أبنائهما الأحاديث الودية التي تعبّر من الاحترام والمحبة التي تجمعهما بدلاً من (الكواريك) والشكل على المصاريف الذي يجعل من الحياة الزوجية فيلم آكشن تتخلله المواقف الكوميدية. { في كل الأحوال أرجو أن نسمع بأن عريساً آخر ضربته والدته لأنه أحرجها أمام صويحباتها وهو يُلبس عروسه حذاءها. فإن كان أخونا مصراً فليُلبسه لها (كتامي) وإن شاء الله بعد داك يفرك الخدرة ويغسل العدة. كلمة عزيزة { كثير جداً من الأصدقاء والقراء اتصلوا عليَّ لمعرفة تفاصيل البرنامج الذي يقدمه الصحفي الكبير وبعضهم اقترح أسماء لم تكن صحيحة ولأني مصرة على التشويق أضيف معلومة توضيحية فالصحفي (العكليتة) هو رئيس تحرير صحيفة سياسية عُرف بمواقفه الجريئة وكتاباته الساخنة ربما يقول لي أحدهم رؤساء التحرير (العكليتة) كُثر؟ أقول إن هذا أكثرهم (عكلتة) عرفتوه؟ كلمة أعز الأصوات العالية التي نالها الفنان زيدان في الانتخابات الأخيرة تؤكد ما يحمله الرجل من رصيد محبة لدى زملائه الفنانين وليتهم استفتوا معجبيك لوصل الرقم الى أصفار بالعشرات.