تهنئة حارة للقراء الأعزاء بمناسبة حلول الشهر الفضيل بيننا، حيث يحل علينا الخير وفضل المكرمات والتقارب الإنساني والتكافل بين المسلمين، ورغم غياب طبق سلطة الطماطم العزيز الغالي مع (الدكوة).. ورغم الغلاء الذي ضرب بأطنابه على الأسواق.. إلا أن كرم رب العباد على عباده لا يتوقف أبداً.. ما دامت الأرض تدور، والأنفاس تعلو وتهبط، والمياه تجري، وكل يوم يُولد جُدد تحت الشمس، وما دامت بيوت الله تعلن عن وحدانية خلقه لربوبيته.. اللهم اجعله شهراً كريماً وشهر بركة ودعاء واستغفار ومغفرة وعتق من النار، آمين يا رب العالمين. وفور إعلان السلطات الدينية أمس الأول عن ثبوت شهر رمضان ظلت شوارع ولاية الخرطوم تضج بالحياة وصار ليلها نهاراً.. وحقيقة كانت اسماً على مسمى.. الخرطوم بالليل.. وبالمناسبة لجاذبية الاسم هناك أحياء بالولايات تُسمى الخرطوم بالليل، وهي ظاهرة تسمية الأحياء خارج العاصمة بأسماء العاصمة، وباسم الدول: حي باريس، والرياض والطائف.. وجاردن سيتي والدوحة والشارقة، ومن أقدم الأسماء حي (كوريا).. مما يؤكد أن العالم قرية صغيرة قبل العولمة الرقمية .. { احتفالات الهندي بالوحدة تأتي احتفالات (الهندي عز الدين) بالوحدة عبر إطلاق صحيفة (الأهرام اليوم) الاحتفال بالوحدة الثقافية والاجتماعية عبر ملاعب (كمبوني) والاحتفال بملاعب (كمبوني) له دلالاته، فالمدارس تاريخياً مدارس تبشيريّة قديمة، والرجل القسيس كمبوني.. اشتغل صاح وكرّس للانفصال النفسي عبر الطرق في وتر الانفصال. وإطلاق المبادرة من (الأهرام اليوم) يؤكد الدور الحقيقي للصحافة في قيادتها وتوجيهها للمجتمع، فهي الأنجح والأقدر في توصيل الرسالة عبر مبادرات عجزت كثير من القوى السياسية عن تعميمها وإيصالها، وجعلها ثقافة متحركة في المجتمع. لقد سمعنا الحديث السياسي عن الوحدة والابتزاز الذي تعلنه كل يوم الحركة الشعبية عبر باقان وبيونق وأتيم.. ما فعلته جريدة (الأهرام اليوم) أمر جدير بالتوقف حوله، ورسالة قوية للدور الإعلامي المجتمعي، وصفعة على وجه المجتمع السياسي.. الهندي هذا الشاب والصحافي المميز.. دافع عن الإنقاذ بقلمه الذي لم تكسره أعتى العواصف والرياح والأنواء.. عندما أعلن عن ترشيح نفسه نائباً للدائرة (13) ثارت ثائرة المؤتمر الوطني وأعلن تبرؤه عن المرشح المستقل، وأقسم بأيمان غليظة بأنه ليس منهم وهم ليسوا منه.. ولم يكن يوماً ما من عضويته. ما قامت به (الأهرام اليوم) عجزت عن إنجازه أحزاب كبيرة.. وأبواق مشروخة لا تصلح إلا في التنديد (بالفيفا) وكأنّها الجنائية، وظلت أمانات كثير من الأحزاب كنمور الورق.. وكسماحة جمل الطين.. ما تزال الأيام تكشف أن قيادة المجتمع هي ريادة لا يصلح لها إلا الإعلام لأنه الأقوى والأصدق والأقرب إلى المواطنين. شكراً الهندي عز الدين.. لقد أكدت لنا أن الثقافة والإبداع ليس لها وطن ولا فواصل ولا حواجز ولا حدود.. وإنها لغة بين الناس لا تحتاج إلى مترجم. منى أبو العزائم .. نقلاً عن صحيفة «الشاهد»