في الأخبار أن الحكومة الإسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية وافقتا على الدعوة التي وجهتها الولاياتالمتحدةالأمريكية للبدء في المفاوضات المباشرة المقرر لها يوم 2 سبتمبر القادم. والمرتجى بدءاً من تاريخ المفاوضات وعلى مدى عام كامل أن تتم إقامة الدولة الفلسطينية وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي هو أحد أشهر وأعقد الصراعات في العالم. وكانت دولة إسرائيل قد أُقيمت على جزء من فلسطين العربية عام 1948م نتيجة لقرار التقسيم الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1947م وهو القرار الذي رفضه الفلسطينيون والدول العربية مجتمعة. وفي حرب يونيو 1967م كان من ضمن ما احتلته إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وبذلك أصبحت كل فلسطين خاضعة للإحتلال الإسرائيلي.. ولقد أعادت حرب أكتوبر 1973م الثقة للمقاتل العربي بعبوره لقناة السويس ولأدائه الأفضل كثيراً من أدائه في الحروب السابقة لكنها -أي حرب أكتوبر- لم تُعِد للفلسطينيين شبراً واحداً من أرضهم. وبعد تلك الحرب دخل الجميع في معمعة السلام وكانت المقاتلة الكبيرة مصر هي البادئة ثم حذا حذوها الآخرون ومنهم الفلسطينيون الذين وقّعوا في النصف الأول من التسعينيات اتفاق أوسلو مع إسرائيل وكان من نتائجه استرداد قطاع غزة وجزء من الضفة الغربية وإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية التي رأسها أولاً الزعيم التاريخي ياسر عرفات ثم خلفه رفيق دربه الرئيس الحالي محمود عباس أبو مازن. ومن المقرر أن يجتمع أول سبتمبر القادم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أي قبل يوم من بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينين والإسرائيليين وسوف تجري هذه المفاوضات في وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، وجاء في بيان أصدرته الوزيرة هيلاي كلينتون «كانت هناك صعوبات في الماضي ومازالت هذه الصعوبات موجودة». وقالت الوزيرة الأمريكية: «إن الدعوة لحضور المفاوضات المباشرة سوف توجّه لكل من الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني، وهما حاكما الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين اعترفتا بإسرائيل وأقامتا علاقات دبلوماسية معها، وجاء في بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء نتنياهو: « سوف نذهب للمفاوضات برغبة حقيقية في الوصول إلى اتفاقية سلام بين شعبينا تحمي المصالح الإسرائيلية وفي مقدمتها الأمن». ومن الواضح من هذه اللهجة وفي حالة تحقيق ما جاء في البيان الصادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اتفاقية السلام المُُزمعة لن تكون منصفة وعادلة وملبية للمطالب الفلسطينية. وقال الفلسطينيون على لسان كبير مفاوضيهم صائب عريقات «سوف ننسحب من المفاوضات إذا ما قرر الإسرائيليون العودة إلى المستوطنات في الأراضي التي نطمح إلى أن نُقيم فيها دولتنا».