أيام قليلة تُعد على أصابع اليد، وينتهي قرار تجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وإذا ما استمر التجميد الذي سوف ينتهي يوم 26 سبتمبر الجاري، فإن السلطة الوطنية الفلسطينية سوف تواصل مفاوضاتها المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية التي بدأت في الثاني من هذا الشهر في العاصمة الأمريكيةواشنطن. وإذا ما انتهى التجميد وشرع الإسرائيليون في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، فإن السلطة الوطنية الفلسطينية سوف تنسحب من هذه المفاوضات التي أيدها وشجعها ودعمها كثيرون يأتي في مقدمتهم المعتدلون العرب من أمثال ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس المصري محمد حسني مبارك وعارضها وأدانها كثيرون من أبرزهم حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة وأيضاً تعارضها إيران. وفي الأخبار إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال: إنه لن يستمر يوماً واحداً في مفاوضاته المباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إذا مارفضت حكومته أن تمد تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية بعد انتهائه يوم 26 القادم وأضاف أن المفاوضات سوف تستمر طالما أن بناء المستوطنات ظل مجمداً، لكني لست مستعداً للإستمرار يوماً واحدة في حالة إلغائه. وقد استمر تجميد بناء المستوطنات حتى الآن عشرة شهور لكنه لم يشمل القدسالشرقية التي خضعت للإحتلال الإسرائيلي عام 67 بعد النكسة والتي يزمع الفلسطينيون أن يتخذوها عاصمة لدولتهم المرتقبة. واستمرار بناء المستوطنات في الضفة الشرقية دليل على إصرار إسرائيل على أن القدس الموحّدة هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، وإذا ما تراجع الإسرائيليون عن الدولة الفلسطينية تكون كثير من معالمها قد تغيّرت وتهوّدت تحديداً جراء استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية على ترابها المقدس. والمرتجى بيننا وبين يوم 26 أيام معدودة ألا يتراجع الرئيس محمود عباس أبومازن عن قراره بالانسحاب من المفاوضات المباشرة في حالة إلغاء تجميد بناء المستوطنات وأن يوآزره في موقفه الحكام العرب خاصة أولئك الذين شجعوه على خوض المفاوضات. ونحن جميعاً في الانتظار وإن غداً لناظره قريب.