كيف ومتى يحقق الفلسطينيون هدفهم المشروع، الذي كان في الماضي القريب استرداد أرضهم التي احتلها اليهود عام 1948م وأقاموا عليها دولة اسرائيل؟ ونتيجة لحرب الأيام الستة التي كسبها الإسرائيليون عن جدارة، فإنهم أضافوا إلى ما احتلوه عام 48 - ارتكازاً على قرار الأممالمتحدة الصادر عام 1947م - أراضي جديدة شملت الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وبذلك أصبحت كل فلسطين خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، ومعها هضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سينا المصرية. وبعد قمة الخرطوم العربية التي انعقدت في أغسطس 1967م أصبح الهدف العربي هو إزالة آثار العدوان، أي استرداد ما احتله الإسرائيليون عام 67 لكن الفلسطينيين كانوا وحتى عام 1988م يحلمون ويطالبون باسترداد وطنهم، وكانوا يعرفون أن ذلك لن يتم إلا بإزالة إسرائيل، ولذلك فإنهم كانوا يرفضون الاعتراف بها، لكنهم في ما بعد، ومن خلال منظمة التحرير الفلسطينية، اعترفوا بها وأقاموا السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكانت لا تزال بينهم وبين الاستقلال مسافة ملغمة بالصعوبات والعراقيل. وكان هناك من يرفضون الاعتراف بإسرائيل، مثل منظمة الجهاد وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، التي استأثرت من سنوات قليلة بالأمر في قطاع غزة الذي مازال بعيداً عن الاستقلال. وبينما تمارس «السلطة» في الضفة الغربية الحوار مع الإسرائيليين من خلال المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، فإن «السلطة» في غزة ترفض الاعتراف بإسرائيل، وقد توقفت المفاوضات المباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية لإصرار الإسرائيليين على بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وتسعى الحكومة الأمريكية هذه الأيام لاستئناف المفاوضات، فقد زار المبعوث الأمريكي ميتشل الساعات الماضية كلاً من إسرائيل والضفة الغربية، وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» ورئيس السلطة الوطنية «محمود عباس أبو مازن». وفي الأخبار أن الرئيس عباس عبّر خلال لقائه مع ميتشل أمس الأول الثلاثاء في رام الله، عن خيبة أمله في فشل الأمريكيين في الإعلان عن أن المحادثات المتوقعة حول الحدود سوف تكون مرتكزة على حدود 4 يونيو 1967م، فقد قال ميتشل إن ذلك ليس ضرورياً. ويقول الفلسطينيون إن الرئيس عباس أخطر الأمريكيين الربيع الماضي بموقف بلاده أو شعبه من كافة القضايا العالقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. والمرجو أن يتمسك الفلسطينيون بموقفهم الذي من أهم عناصره حدود 4 يونيو 1967م ليتسنى لهم إقامة دولتهم المستقلة التي سوف تحظى بتحالف دولي واسع في كامل الأرض الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967م وهي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وألا يخضعوا لأي ترهيب أو ترغيب أجنبياً كان أو عربياً.