قرأت اعتذاراً لهيئة مياه ولاية الخرطوم وهي تعتذر لعملائها عن تأخر وصول مواد تنقية المياه الخاصة بمتطلبات فصل (الدميرة) التي كان مقرراً لها أن تصل الولاية في شهر يونيو الماضي، حيث أعلن إعلام الهيئة انفراج الموقف خلال الساعات القليلة القادمة، موضحاً سعي الهيئة لتوفير مياه الشرب النقية حسب المواصفات العالمية المطلوبة لكل المواطنين بالولاية، مبيناً أن تدني إنتاجية المياه بالمحطات النيلية في الفترة الماضية جاء نتيجة لتكاثر الطمي مما تطلب زيادة ومضاعفة كميات مواد التنقية لضمان تنقية المياه بالصورة المطلوبة. وأعربت الهيئة عن أسفها لكل المشتركين الذين تأثروا من المضايقات من شح المياه خلال الأيام السابقة وجددت سعيها لتوفير الإمداد المائي المستقر لكل الولاية. (انتهى). نعم هيئة مياه الخرطوم قد أزعجتنا جداً جداً بالمياه غير النقية المليئة بالرواسب والأطماء، لتخرج إليك بعد ذلك مياه ذات لون (بني الداكن) ورغم ذلك نشربها ولا ندري حتى الآن مدى خطورتها على الصحة العامة، وإذا حدثت أمراض في (الكلى والمسالك البولية) فإن المسؤول الأول والأخير عنها هو هيئة مياه الخرطوم ولا أظنها ستتنصل عن هذه الإصابات التي تسببت فيها وحينها ستعتذر أو تتكفل برسوم العلاج كما اعتذرت الآن.. ولكننا نقول لها (اعتذارك ما بفيدك العملتو كان بأيدك). فهل يعقل مثلاً أن نستقبل مياهاً غير صحية كل عام لتعتذر؟ فلماذا لا نتحوط ونملأ مخازننا بالمواد التي تؤدي إلى إزالة الأطماء (وإرجاع) لون الماء إلى اللون الذي تعودنا عليه (لا لون له ولا رائحة)؟.. هكذا درسونا بالمراحل الابتدائية عن المياه.. فالعاصمة الخرطوم الآن تعاني شح المياه وذلك في عدد كبير من أحيائها لتظهر بعد ذلك مناظر غير (جميلة) في العاصمة حيث يضطر المواطنون لجلب المياه عن طريق عربة (الكارو).. فنحن ممكن جداً أن نتقبل الاعتذار الذي يؤكد وقوع الخطأ ولكننا في المقابل لا نقبل بهذه المناظر غير الحضارية، كما لا نقبل باعتذارات أخرى عام (الدميرة) القادم حيث تتكرر نفس المشاهد وتظهر الأطماء وتتعكر المياه وتكثر الإصابة بالأمراض، فتحت أي مسمى يمكن أن نسمي هذه الإصابات؟ فهل هي (إصابة دميرة) أم أنها إصابة نتجت عن (الخطأ) وتأخر وصول الباخرة التي تحمل مواد التنقية؟ فيجب أن نحمي المواطن عن طريق القانون لنحاسب بعد ذلك (المقصرين). على العموم نتمنى ألا تتكرر هذه الأشياء الأعوام القادمة، فيجب أن (نؤمن) موقفنا من كل شيء حتى لا نضطر للاعتذار، أيضاً كنت أتمنى أن تعتذر شركات نظافة ولاية الخرطوم عن تأخر وصولها للأحياء وحمل النفايات بعيداً.. فالشوارع (تئن) بها بعد أن ضاقت بها الأرض.. تتأخر عربات النفايات وذلك في الوقت الذي يؤكد فيه والي ولاية الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر أنه سيحاسب كل من (يقصر) في أداء واجبه الخاص بإزالة الأنقاض والنفايات خلال (72) ساعة، ونقول للوالي إن جنوبالخرطوم وكذلك الشمال والشرق والغرب منها، يعاني الأرتال من النفايات بعد أن غابت عربات النفايات.. المواطنون أزعجتهم هذه النفايات التي باتت مهدداً كبيراً للبيئة.. فهذه النفايات سيدي والي ولاية الخرطوم ستتضاعف خلال هذا الشهر الكريم وأنتم تعلمون تماماً مدى استهلاك المواطنين لأكياس البلاستيك والورق.. نعم كنا قد نبهنا في أكثر من مساحة لضرورة هذا الأمر وقلنا إن موظفي التحصيل يجوبون الأحياء من أجل رسوم النفايات وذلك بالرغم من عدم وصول العربة الخاصة بهذا العمل (ومن أخذ الأجر حاسبه الله على العمل). فنحن هنا لا نقبل الاعتذار، وسنقول إن الأمر قد تضاعف حتى هدد المواطنين بالأمراض وأرق مضجعهم وهم يحركون بأيديهم الناموس والبعوض.. فإذا لم تلتزم شركات النظافة بهذا الأمر فيجب ألا نجامل في ذلك وعلينا أن نصدر قراراً سريعاً بإيقافها عن العمل واستبدالها بشركة أخرى قادرة على تحمل المسؤولية، فعلى ولاية الخرطوم أن تعلن أيضاً أسباب تقاعس شركات النظافة عن أداء دورها.. فالشيء (المضحك) جداً وكذلك (المخجل) أن موظفي التحصيل يأتون قبل كل شيء وهم يعلمون جيداً أن العربة الخاصة بالنفايات لم تأت بعد.. يأتون ومعهم الإيصالات كما قلنا وعن يمينهم وعن شمالهم ومن خلفهم ومن أمامهم أرتال من الأوساخ.. فعلى المواطنين عدم دفع الرسوم الخاصة بالنفايات حتى وإن دعا الأمر إلى التبليغ الفوري!!