{ والبلاد تزحف بكلياتها نحو عتبة الاستفتاء وقد أنجزت معدلات مقدرة، تكاد تقترب من التمام فى تنفيذات اتفاقية السلام الشامل، تضيع وسط هذا الزخم حقوق التجار الشماليين بالجنوب، تضيع فى وطنهم وأمام مسؤوليات حكومة الوحدة الوطنية وأمام شماليي الحركة الشعبية أمام عرمان ومنصور خالد وأمام المبعوثين الدوليين وأمام بعثة الأممالمتحدة وأمام الاتحاد الأفريقى، هذه الواجهات الدولية التى تهرول وتملأ الدنيا ضجيجاً عندما يتعلق الأمر بغير هؤلاء البسطاء من شعب الشمال المتسامح الصابر كما صمتوا يوم الاثنين الأسود لأن الضحايا من هؤلاء، وصمتوا طيلة سنوات الإتفاقية وهؤلاء البسطاء يقتلون وتنهب ممتلكاتهم يومياً داخل مدن الجنوب فلم نسمع بكلمة واحدة فى وجه الظلم الذى يتعرضون له تخرج من فيه هذه المؤسسات الدولية تناصرهم بها فتمارس سياسة الصمت وغض الطرف مادام الفاعل غير شمالي، فالشمال، حكومةً وشعباً، يتعرض لظلم واضح وصريح من قبل هذه المؤسسات الدولية ومن قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تشرّع نصوصاً داخل قوانينها ترفع العقوبات عن الجنوب وتبقيها على الشمال، تفعل ذلك تجاه وطن جزّأته فى نصوص قوانينها وعقوباتها وتسعى لتجزئته عبر مؤامراتها وتصريحات مسؤوليها. { الشماليون، مثل إخوتهم الجنوبيين، حملتهم حركة الحياة والتجارة يهاجرون داخل وطنهم السودان يسعون فى رزقهم ومعاشهم فانخرطوا يمارسون تجارتهم ب(يفتح الله ويستر الله) لعقود من الزمان مسالمين ومتداخلين مع إخوتهم الجنوبيين فى كافة المناسبات الاجتماعية وتزاوجوا ونشأت صداقات وعلاقات وأسهموا طيلة هذه العقود فى تنمية الجنوب وتوفير احتياجاته وضخوا أموالهم فى استثمارات كبيرة وامتلكوا داخل وطنهم مثل ما يمتلك الجنوبيون فى الشمال من مساكن عبر الخطط الإسكانية أو بالشراء وامتلكوا المحال التجارية والفنادق والبنوك وهذا جزء يسير من حقوقهم الأساسية داخل وطنهم ومن حقهم فى حال انفصال الجنوب لا قدر الله بيع أملاكهم وتحصيل أموالهم النقدية والعينية والعبور بها الى الدولة الجديدة وكذلك فإن الموظفين من الجنوبيين سيحصلون على حقوق ما بعد الخدمة كاملة. { كافة حقوق الجنوبيين محفوظة بالتمام والكمال يوثقها وعي بالحقوق متجذر داخل المجتمع السودانى يمنعه من التغول على حقوق الآخرين. أما حقوق الشماليين فى الجنوب يا عرمان فهى ضائعة ومنهوبة ومسروقة، فهل حرّكت ساكناً ولو لمرة واحدة لتعيدها لهم؟ وهل نطقت بكلمة واحدة داخل اجتماعاتك مع الرفاق فى هذا الشأن وأنت تعلم أن اللصوص الذين سرقوا أملاك الشماليين فى الجنوب هم رفاقك فى الكفاح وأنت تتشدق بالحقوق والظلم التاريخى والسودان الجديد. { أملاك الشماليين بالجنوب هى ثروة قومية تتجاوز الثلاثة مليارات من الدولارات، الآن هى فى مهب الريح ولا أعلم بأي تحرك رسمي أو أممي أو شعبي يحفظ لعشرات الآلاف حقوقهم ويرد لهم أملاكهم وبين يدي رجل أعمال تربطنى به صلة القربى يمتلك أكثر من أربعين عقاراً بغرب الإستوائية بمدن مريدى ويامبيو وأنزارا وياي وبحوزته أوراقه الرسمية ولكن قيادات عسكرية واستخبارية وضعت يدها على أملاكه وهددوه بالقتل إن هو قدم إليهم فى تلك المدن وأعلم حقوقاً لآخر برمبيك ويحدثوني عن المئات من أمثالهم وهم في أشد الحوجة لأموالهم وممتلكاتهم. { رسالتى لحكومة الجنوب، أطلب منها أن تتعامل مع هذه القضية بمسؤولية وأن تعيد الحقوق لأهلها فهؤلاء بسطاء، ليسوا طرفاً فى الصراع. ورسالة أخرى لعرمان ومنصور وكل شماليي الحركة أن يضغطوا على رفاقهم ورسالة ثالثة الى بعثة الأممالمتحدة أن تجتمع مع لجنة لهؤلاء وتبحث القضية. ورسالتي الأخيرة لحكومة الوحدة الوطنية أطلب فيها الاضطلاع بالمسؤولية كاملة لاسيما وأننا نتكلم عن أملاك وليس عن تعويضات.