أكد المستشار الاقتصادي بالسفارة السودانية بالقاهرة بشير الجيلي أن اللحوم السودانية ظلت تأتي إلى مصر بصورة سليمة ومنظمة، وأن هناك أكثر من مستورد مصري يعملون على استيرادها، ولم ترد أية شكوى من هؤلاء المستوردين بأن اللحوم السودانية فاسدة أو غير صالحة. وقال الجيلي ل (الأهرام اليوم) إن ضبط مباحث تموين القاهرة ل (12) طن لحوم سودانية فاسدة دخلت مصر قد يرجع إلى سوء التخزين بعد وصولها إلى مطار القاهرة، مبيناً أن اللحوم السودانية التي ترد إلى القاهرة هي لحوم مذبوحة وليست مثلّجة، وأنها تتبع إجراءات آمنة منها أن الحيوان لم يذبح إلا بعد التأكد من سلامته، وأنه لم يتم شحن اللحوم إلا بعد التأكد من سلامتها، وعندما تصل إلى مطار القاهرة لا يتم تسليمها إلا إذا كانت سليمة، مضيفاً أن الشحنة المضبوطة تم استيرادها منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي، وأن اللحوم المذبوحة تظل صالحة لمدة 14 يوماً من تاريخ الذبح . جدير بالذكر أن الشحنة التي استوردتها الشركة المصرية كانت 20 طناً، تم توزيع 8 منها، مما يؤكد أن اللحوم أتت سليمة من السودان، ويؤكد أيضاً أن العملية كانت في سوء التخزين. وبحسب الجيلي فإن هناك أكثر من 200 طن لحوم سودانية وصلت إلى الأسواق المصرية، بواسطة شركة «حدوب» السودانية، بواقع 40 طناً أسبوعياً دون أية شكوى. ولم يستبعد المستشار الاقتصادي للسفارة السودانية بالقاهرة وقوف مافيا اللحوم المصرية التي ترفض دخول اللحوم السودانية خلف هذا الأمر، مبرراً ذلك بأن اللحوم السودانية تأتي إلى مصر وتوزع دون أن يعلم أحد عن جودتها وسلامتها، وعندما يحدث ضبط شحنة فسدت يروج لهذا الأمر في وسائل الإعلام. من جانبه أكد مدير هيئة الطب البيطري بوزارة الزراعة المصرية د. محمد مصطفى الجارحي أن شحنة اللحوم أتت من الخرطوم سليمة جداً، وأن المشكلة كانت في سوء تخزينها. وقال الجارحي ل «الأهرام اليوم» إن مستورد الشحنة (الشركة الإيطالية المصرية للتنمية العمرانية) يبدو أنه جديد في مجال استيراد اللحوم، وأن خبرته قليلة في هذا الأمر، مضيفاً أنه تبين أن الشحنة تم تخزينها بوضع اللحوم فوق بعضها، وهذه طريقة خطأ، وكان يجب تعليقها، وكان يجب على الشركة المستوردة أيضاً أن تتعاقد على بيع الصفقة أولاً قبل مجيئها من السودان، مؤكداً أن اللحوم السودانية ممتازة ونظيفة ومرغوبة جداً في السوق المصري لجودتها وسعرها الرخيص، وأنه تم التأكد من جودتها من جانب وزارة الصحة المصرية. وكانت الإدارة العامة لمباحث التموين بالقاهرة قد كشفت أمس الأول عن مجزر يحوي ثلاجة خزنت بداخلها كمية كبيرة من اللحوم التي تم استيرادها من السودان، حيث تبين أنها أوشكت على انتهاء صلاحيتها، وأنهم يستعدون لترويجها بين المواطنين قبل عيد الفطر المبارك، وتحقيق مكاسب طائلة من وراء ذلك، فتم ضبط اللحوم وأخطرت النيابة لتولي التحقيق. وكانت معلومات قد وردت إلى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اللواء فاروق لاشين، من مصادره السرية، مفادها قيام الشركة الإيطالية المصرية للتنمية العمرانية باستيراد لحوم من السودان تقدر ب 20 طن لحوم، بقصد بيعها في الأسواق للمواطنين في عيد الفطر، وتبين أن الشركة اتخذت من ثلاجة في أحد المجازر مكاناً لتخزين اللحوم إلى حين ترويجها. ومن خلال التحريات التي باشرها اللواء سامي لطفي مدير مباحث التموين تم التأكد من صحة المعلومات، وتبين أن تلك اللحوم تم استيرادها بتاريخ 27 أغسطس الماضي وأنها صالحة لمدة 14 يوماً من تاريخ ذبحها فقط، وهو ما يؤكد على أن تلك اللحوم فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي. وعلى الفور أمر مدير أمن القاهرة اللواء إسماعيل الشاعر بسرعة استهداف المجزر في مأمورية وضبط اللحوم قبل ترويجها بين المواطنين، فتم تشكيل لجنة من مصلحة الطب البيطري وبمداهمة المجزر تم ضبط «محمود.ع» 31 سنة» المسؤول عن الثلاجة، وتم ضبط 12 طناً من اللحوم داخل الثلاجة، وتبين أن الشركة قامت بتوزيع باقي الكمية المقدرة ب 8 أطنان على عدد من محلات اللحوم، وتجري ملاحقة تلك المحلات وضبط اللحوم قبل بيعها للمواطنين. ومن جانبهم أكد بعض الأطباء على أن اللحوم فاسدة ولا تصلح للاستخدام الآدمى، فأخطرت النيابة لتولي التحقيق. ويذكر أن كيلو اللحم السوداني يباع في الأسواق المصرية بسعر 30 جنيهاً مصرياً، في مقابل سعر كيلو اللحم المصري الذي وصل إلى الضعف في بعض أماكن القاهرة، ولذلك يتردد أن هناك مافيا تعمل في مجال اللحوم ترى في دخول اللحوم السودانية إلى مصر خسارة جسيمة لها، كما يتردد أن هذه المافيا تحاول تشويه سمعة اللحوم السودانية التي تقف ضد مصالحها.