سبع دول أفريقية هي مصر ولييبا واثيوبيا وأريتريا والصومال وجيبوتي بالإضافة الى السودان تقلق مضاجعها حوادث الطيران التي تزداد معدلاتها حينما تغيب لوائح ونظم السلامة الجوية ، لذلك كان لابد لها أن تلتقي في الخرطوم الأحد الماضي للتفاكر بشأن انشاء المنظمة الإقليمية للسلامة الجوية بدول شمال وشرق أفريقيا واختيار السودان مقراً لها بعد الاتفاق علي هيكلها ووضع سياساتها العامة وإصدار اللوائح المشتركة الخاصة بالملاحة الجوية وقواعد السلامة والتشغيل وتطوير برنامج تدريب إقليمي للعاملين بالدول الأعضاء في المنظمة وتحديث سلطات الطيران المدني لتمكينها من الامتثال لمعايير السلامة الجوية الدولية، وتحقق المنظمة العديد من الفوائد منها تأمين خبراء في مجالات الطيران ورفع مستوى التضامن الاقليمي والتصدي للقيود والعوامل الخارجية المؤثرة على صناعة النقل الجوي، وتستمد المنظمة المزمع انشاؤها خلفيتها من مؤتمر قيادات الطيران المدني الذي انعقد في نوفمبر من العام 1997 بمونتريال وتمّ إلقاء الضوء على نتائج عمليات التدقيق حول السلامة التي أجرتها المنظمة الدولية للطيران المدني. وفي فندق السلام روتانا بالخرطوم جلس مدراء وممثلو سلطات الطيران المدني ب (7) دول أفريقية ومدراء المكاتب الإقليمية للمنظمة الدولية للطيران المدني بنيروبي والقاهرة في قمة الخرطوم التي تعتزم إصدار إعلان بإنشاء مكتب إقليمي لمراقبة السلامة الجوية، كلمة الترحيب جاءت على لسان المدير العام للطيران المدني محمد عبد العزيز الذي اعترف بمدى التأخر في التقدم العالمي غير أنه قال: ولكن الوقت حان لنا كهيئات للطيران المدني في أفريقيا إلى الاعتقاد أكثر في أنفسنا وثرواتنا وتعظيم خبراتنا وتوظيف تجاربنا وزيادة الاستثمار في قدراتنا البشرية ومجابهة أوجه القصور. ويضيف بالقول : «ولعلكم تعلمون أن الجهود قد بدأت في السودان بالموافقة في وقت قياسي على قانون طيران جديد قضى بإنشاء سلطة طيران مدني جديدة ذات استقلالية إدارية ومالية للتأمين وسلامة جوية بكفاءة عالية». وينبه المدير العام للطيران المدني إلى أن هذا القانون شكل الأساس لإعادة هيكلة وصياغة مشغلي الطيران بما في ذلك مشغلو المطارات وشركات الطيران، وفقاً لأفضل السياسات والممارسات العالية مع الحفاظ على مصالحنا القومية والثقافية بكل تأكيد ويقول «كما شهد نهاية العام السابق ومطلع هذا العام استضافة السودان لورش وسمنارات ودورات تدريبية عديدة نظمتها منظمة الطيران المدني الدولي في السودان وشاركت فيها العديد من دول المنطقة ، أبرزها ورشة وسمنار الخارطة الدولية للسلامة الجوية في أكتوبر 2009 وورشة تحليل الثغرات في فبراير 2010م وورشة نظام السلامة المتكامل في مارس 2010م. ويطرح محمد المشاكل التي ظهرت من خلال الورش والسمنارات بأن هناك مشاكل مشتركة بين دول الإقليم تتمثل في الإطار التشريعي وندرة الموظفين المؤهلين وتناولت قضايا التعقيدات التنظيمية فضلاً عن الموقف المالي لسلطات وهيئات الطيران المدني، غير أن أهم تلكم التوصيات تمثلت في الاشارة وبوضوح الى أن مصالحنا واحدة، صحيح أنه من الممكن ان ننجح فردياً ولكننا سوف نصل لتفوق أسرع وأفضل معاً. ويؤكد محمد عبد العزيز ان إنشاء مكتب لمراقبة السلامة الجوية أمر لابد منه لإقليمنا وعلينا أن نعمل بجد لتكون هذه الوكالة مصدراً لمفتشين ومدققين وخبراء مستقلين من شأنهم تسليط الضوء على كل دولة من دول الإقليم، ومساعدة الدول على تطوير قدراتها الداخلية للحفاظ على سلامة وأمن الطيران. ويختتم المدير العام للطيران المدني قوله «إن شاء الله هذا المكتب الذي سيضم القدرات البشرية من دولنا والذي سنوكله بعض مهماتنا لهو أملنا الوحيد. وأرجو بهذه المناسبة أن أؤكد على أن منظمة الطيران المدني العالمية كانت ولا تزال تبذل جهوداً مقدرة للمكاتب الاقليمية القادمة والتي تحت الإنشاء ومنها علي سبيل المثال «بحر قزوين ومنطقة البحر الأسود ومجموعة بانجول لمراقبة السلامة».. كل هذه الجهود تهدف الى تعزيز التعاون الإقليمي من حيث تجميع الموارد ومعالجة القصور من أجل تيسير انشاء نظام لمراقبة السلامة الجوية. ولا يخفى عليكم أن الحوادث مستمرة في قارتنا فهي تسجل أسوأ الحوادث في العالم لذا يجب أن نفكر مستقبلاً في تشكيل وكالة للتحقيق في الحوادث التي من شأنها أن تساعد على تثقيف كل سلطات الطيران ومراكز التصنيع وتعمل على التوعية وبناء ثقافة مفهوم السلامة. ويشير مدير البرنامج الشامل للسلامة الجوية بأفريقيا التابع للمنظمة الدولية للطيران المدني الأثيوبي الجنسية هايلي بيلاي الى أن الفجوة في السلامة الجوية ما بين القارة الأفريقية ودول العالم تصل الى نسبة 20% من كل مليون حالة اقلاع للطائرات، ويؤكد أنه لابد من تضامن الدول الأفريقية مع بعضها البعض لمواجهة تحديات ارتفاع التكلفة في ضمان السلامة الجوية، مؤكداً أن قيام المنظمة الإقليمية سيضمن من الدول المنضوية تحتها الإيفاء بالتزاماتها الدولية. ويقول الناطق الرسمي باسم هيئة الطيران المدني عبد الحافظ عبد الرحيم في مؤتمر صحفي إن مطار الخرطوم يستقبل (450) رحلة دولية شهرياً وتنامت معدلات عالية للحركة الجوية في السودان مما يضع التزامات جديدة على البلاد. ونبه المدير العام لسلطة الطيران المدني المصري سامح الحنفي الى أن القارة الأفريقية بها اعلى معدلات الحوادث ووصف خطوة السودان بالإيجابية في إنشاء المنظمة الإقليمية للسلامة الجوية ووصفه بأنه مهم وتحتاج له دول شمال وشرق أفريقيا ودعا الى توفير تشريعات متقاربة بين الدول ونبه الى أن 70% من الحركة الجوية داخل القارة الأفريقية مملوكة لشركات من خارج القارة.