* كانت عطلة العيد فرصة لمتابعة بعض ما تبثه قنواتنا الفضائية السودانية.. وعلى الرغم من ثقنا في انه لا جديد الاّ ان حب الاستطلاع جرفنا للتجول بين قنواتنا التي ثبت بما لا يدع مجالاً للشك انها فقيرة بنفس درجة فقرنا الكروي والاداري والاعلامي.. وبذات سياسة التكرار الممل تابعنا معظم مقدمي البرامج وهم يحاولون فرض انفسهم على المشاهدين.. كسر رقبة عدييييل..!! * والفراغ الذي ظهر في البرامج المسماة مجازاً ترفيهية جانب والافلاس الموجود في الاعلانات جانب آخر طابع ملله خاص ومبستر.. امتلأت الشاشات السودانية بمحال الاثاثات وبالدرجة التي صدرت الاحساس بالفشل والملل والاكتئاب.. دعايات وكأن كل الاسر السودانية تمارس حياتها على اغصان الاشجار..!! * في السنوات الماضية استلموا (ندى القلعة).. وبطريقة كورالية تحولت كل القنوات هذا العام الى (حرم النور).. السبب شنو انا ما عارف..!! ترباس في كل حتة وكذلك وردي والحلنقي وبالدرجة التي صدّرت احساساً لنا كمشاهدين بأن كل من اراد ان يفتتح قناة فضائية لابد له من الاستعانة بذلك الثالوث..!! * غاب الابداع وفرضت العلاقات الخاصة والمصالح المتبادلة نفسها.. ولا يهم اذا كانت تلك السياسة لها تأثيراتها بالسلب على الاعلام ام لا.. المهم الامور بتمشي.. وهنالك قنوات، مافي داعي لذكرها، استمرأت تقديم الشعارات وللدرجة التي ينسى فيها المشاهد البرنامج الذي يتابعه..!! * التشابه عنوان الملل.. والحديث امام الكاميرات مع (تحريك الايدي امام الوجه) هي آخر موضة توصل اليها الناس (المتتلفزين) والكلمة معناها واضح وعلاقتها مباشرة مع من لا يملكون الموهبة ويعتقدون ان بأموالهم يمكن ان يشتروها.. ولهم نقول: الموهبة دي زمن نزولها السوق إن شاء الله ما يجي..!! * أعود اليوم لأعلق على ما كتبه الاخ الزميل مزمل يعقوب في هذه المساحة قبل العيد السعيد وأقول اننا لم نتجاوز حدودنا في ممارسة النقد للطريقة التي تعامل بها الدكتور معتصم جعفر قبل اعلان نفسه مرشحاً لرئاسة الاتحاد العام لكرة القدم والكل يتذكر تلك التصريحات التي اطلقها قبل وضوح الصورة بشأن المادة (16) عندما اكد بأنه لا ولن يترشح الاّ اذا رشحه استاذه الدكتور شداد..!! * ومع الايام وقبل ان يذهب صدى كلمات الرجل اذا بنا نراه ينقاد خلف بعض الخزعبلات الاعلامية التي هي ذات علاقة مباشرة بخلافات قديمة لأصحابها مع شداد.. وبعدها توالت الاحداث عاصفة وسمعنا ما يفيد بأن معتصم أصّر على تصعيد المواجهة وتغيّر رأيه تماماً..!! * ولأننا في السودان لا نتعامل الاّ من باب توجيه الاخبار والاحداث لما يتوافق مع آرائنا اعتقد ان الاخ مزمل فهم من تأكيداتنا على إلحاق كلمة الرئيس غير المعترف به بأننا نتشفى في الدكتور معتصم.. وان جاز السؤال هنا هل يا ترى ان الاخ مزمل كان يتعامل مع الاتحاد، غير المعترف به، قبل حضور وفد الفيفا للسودان على انه معترف به والسلام وارادنا ان ننتهج ذات نهجه..؟؟!! * إن الحقيقة التي لا تُحجب بغربال ويعرفها الجميع تتمثل في ان الدكتور معتصم لم يكتسب الشرعية الاّ بعد اعادة الانتخابات بإشراف مناديب الفيفا واعتقد بأننا، وعقب تلك الخطوة، لم نتجاوز بل امتثلنا للواقع وصرنا نلصق صفة رئيس الاتحاد السوداني باسمه على الاقل لأنه اكتسب الشرعية وتم اعتماده مع بقية الاعضاء.. * ومن وجهة نظري المتواضعة اعتقد ان اعتراف المفوضية وشروعها في تعطيل المادة (16)، التي من اجلها اعيدت الانتخابات، كان كافياً لتأكيد ان الدكتور على حق ونحن نعلم تمام العلم بأن المناصب ومهما اختلفت وتباينت فإنها الى زوال ولو دامت لشداد لما آلت لمعتصم وهي بلا شك ذاهبة منه الى رئيس آخر في قادم السنوات. * الشكر والتقدير للأخ مزمل.. والتحايا العطرة للدكتور معتصم جعفر وبقية اعضاء الاتحاد الجديد مع الامنيات لهم بالتوفيق في المهمة الشاقة التي هي في الاصل تكليف وليست تشريفاً.. ونؤكد لأولئك الذين ينسبون اخفاقات الكرة السودانية لشداد: كفوا عنه ووجهوا جهودكم في اتجاه المصلحة العامة بعيداً عن ممارسة الشماتة والمكاواة التي هي أُس البلاء وسبب التواضع والتراجع الذي أقعد كرتنا السودانية سنين عددا.. وكل عام وانتم بألف خير.