صوب نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه اتهامات قوية للولايات المتحدةالأمريكية دمغ فيها الإدارة الأمريكية بالسعي لإضعاف دولته ورئيسها عمر البشير، واصفاً البشير بأنه الرجل الأوحد الذي يملك قرار الحرب والسلام، وأول من اعترف بحق تقريرمصيرالجنوب. ووزعت السفارة السودانية بواشنطن تصريحات صحفية أدلى بها طه قبيل وصوله إلى أميركا أمس الأول (السبت) للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، والاجتماع الذي ينعقد على هامشها ويناقش الشأن السوداني. وقال نائب الرئيس إن واشنطن تريد حل مشكلة دارفور، وإجراء الاستفتاء في الجنوب، ومواجهة النتائج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المعقدة إذا انفصل الجنوب، وفي نفس الوقت لا تريد أن تسأل نفسها كيف يقدر السودان سعلى كل هذا، وأنها تمارس سياسة إضعاف الوطن ورئيسه البشير عبر حملة شرسة لتشويه صورة السودان وإضعافه عن طريق سياسة المقاطعة والعزلة، وحذر من الانفصال، وأشار إلى أن تلك المشكلة تتعدى السودان إلى المنطقة كلها. في موازاة ذلك شدد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير ميارديت على أن قيام دولة الجنوب بات مسألة وقت، ورد بقوة على طلب وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بتقديم تسهيلات للشماليين، قائلا: «إننا لن نشتري حريتنا». ونبه طه إلى أن حكومة البشير هي أول حكومة سودانية تعترف رسميا بحق الجنوب في تقرير المصير، وأضاف: «عندما وافقنا على تقرير المصير في التسعينات، وضعنا قاعدة جديدة في أفريقيا - التي تلتزم دولها بالحدود التي ورثتها من الاستعمار - وقلنا إن الحرب يجب أن تحل بطريقة مختلفة، وتسمح بوحدة طوعية أو انفصال طوعي». وأشار طه إلى أن الفضل في قيام الاستفتاء يعود إلى رجل واحد، هو عمر البشير، وأردف: لأنه هو العسكري الذي استطاع إقناع مساعديه باتفاقية السلام الشامل التي أقرت الاستفتاء، وأضاف: فعل البشير ذلك بطريقة لم يفعلها أي رئيس سوداني مدني قبله. وجدد طه حرص الحكومة على عدم عودة الحرب، مهما كانت نتيجة الاستفتاء، وقال إن الحكومة تركز على مناطق التمازج العشر على الحدود بين الشمال والجنوب، ونبه إلى أن بندين في اتفاقية السلام حددا أولاً أن يعمل الجانبان لجعل الوحدة جاذبة وثانياً يكون الاستفتاء تحت رقابة دولية، ولفت طه انتباه المسؤولين الأميركيين إلى مراعاة أن اتفاقية السلام تركز على الوحدة أكثر من الانفصال، وأنها مسؤولية أخلاقية ورسمية، ليس فقط للطرفين الموقعين على الاتفاقية، ولكن أيضا للأطراف التي اشتركت في التوقيع عليها، بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية. ودعا طه المسؤولين الأميركيين إلى التأكد من حرية ونزاهة الاستفتاء. وأضاف: هذا شرط مهم للاعتراف بالنتيجة. إلى ذلك نبه وزير الخارجية علي كرتي إلى أن السودان لم يرَ تغييراً كبيراً في نظرة أوباما تجاهه رغم أنه جاء بشعار التغيير، ووجه انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس الأمريكي واتهمها بممارسة عداء غير مبرر للسودان بوضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب وفرض الحصار الاقتصادي غير المبرر، على حد قوله، وقال كرتي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب قمة مباحثات مغلقة بالمطار ضمت رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أمس (الأحد)، قال إن السودان يدعو الرئيس أوباما إلى رؤية البلاد بعين أخرى غير الجوانب التي كانت تعرض عليه، ليتعرف على المجهودات التي تبذلها القيادة السودانية لإقرار السلام بعد فترة حرب استمرت (50) عاماً. وفي خطاب شديد اللهجة في مؤتمر بواشنطن لأعضاء الكونغرس السود أمس الأول (السبت) قال سلفا كير إن كل الدلائل تشير إلى أن الجنوب سيختار الانفصال في الاستفتاء على تقرير المصير الذي سيجرى في 9 يناير المقبل، مشيرا إلى أن كل الأطراف المحلية والدولية يجب أن تضع في الاعتبار هذا الواقع. ودعا سلفا كير الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي للتأكد من أن الاستفتاء سيجرى في ميعاده، في يناير المقبل، وللمساعدة، قبل وبعد الاستفتاء، وقال إن الجنوب المستقل سيكون غنيا بالثروات، وسيسهم في استقرار المنطقة، وسيكون مثالا للديمقراطية، لكنه في المقابل قال إن الجنوب ربما سيواجه عنفا على مستوى كبير إذا تأخر الاستفتاء. وأوضح في الوقت نفسه أن المقاييس الغربية يجب ألا تستعمل في الحكم على حرية ونزاهة الاستفتاء، واستغرب سلفا كير ممَّن سماهم المعارضين لخيار الانفصال، والمشكّكين في قدرة الجنوب على أن يكون دولة مستقلة، وقال إن هناك مشكلات مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم حول مواضيع، منها تقسيم ثروة البترول، ورسم الحدود، ومنطقة أبيي، ووضع الجنوبيين في الشمال، لكنه قال: إن تعثُّر هذه المفاوضات لن يكون سببا في تأجيل الاستفتاء، وقال: إن تاريخ الاستفتاء شيء مقدس بالنسبة لنا. وأضاف أن حزب المؤتمر الوطني، خلال خمس سنوات، لم يقدم تسويات تجعل الوحدة جذابة، ولهذا يتوقع أن يختار الجنوبيون الاستقلال، وقال إن الاستقلال لن يكون سهلا، لكن يملك الجنوبيون القدرة والعزم. ودعا لاستمرار وجود قوات الأممالمتحدة بالجنوب.