أخي الأستاذ أبشر الماحي، هذه القصة التراثية قد نشأت وترعرعت بمضاربكم، فهل يسعها عمودكم.. آمل ذلك. عمر الأنصاري المجاهد حفيد الأرباب الملك نصر الدين ملك الميرفاب ببربر، لعلّه كثُر التغني بهذه المناحة في ساحات الخرطوم الخضراء والحمراء وبعض الفنانين يرددون مقطعاً واحداً من هذه المناحة. ومن هنا أُهدي هذا المقال إلى أهلي الأنصار على نطاق السودان ليعلموا أن عمر حلاّل الشِّبك هو أنصاري مجاهد، وأُهدي هذا المقال إلى إمام الأنصار أستاذ الصادق المهدي وأهلي الأنصار ببقعة الشمال العبيدية، وأهلي الأنصار ببربر والعكد وعلى رأسهم أخي طه أحمد سعد وإلى أهلي الأنصار بالدامر والموسياب. نعود إلى قصة (عمر) فهو عمر ود الفقير ود النمير ابن ملك السلم غرب بربر الفقير ود النمير ووالدته بنت الملك نصر الدين ملك الميرفاب ببربر، اشترك عمر في حصار بربر من قبل الأنصار حيث كانت إمارة بربر لمحمد الخير أما قيادة الجيش فقد كانت لابن خال عمر الملك عبدالماجد أبو لكيلك بالتناوب مع ابن خالته عبدالماجد حاج أحمد الأغبش. كان أول من قفز بجواده داخل حصن مدينة بربر هو عبدالماجد أبو لكيلك والد الأرباب أيوبيه عبدالماجد ناظر الميرفاب ببربر وهو عضو الوفد العشائري الذي سافر مع الإمام عبدالرحمن إلى لندن لتوقيع اتفاقية استقلال السودان. بعد سقوط بربر على يد الأنصار انخرط في جيش ود النجومي معظم شباب الميرفاب وكان على رأسهم الملك عبدالماجد أبولكيلك وعمر ود الفقير ابن عمته. وبعد انجلاء المعركة أشرف على دفن الشهيد عبدالماجد أبولكيلك أخوه حامد أبو لكيلك جد أخينا الأنصاري الراحل منصور عبدالباري حامد وهو زوج بنت الأرباب حسن محجوب مصطفى الأنصاري المعروف. وأشرف كذلك على الدفن عمر ود الفقير وبعد وصولهم إلى بربر وبعد انقضاء عدة زوجتيْ عبدالماجد أبو لكليك تزوّج إحداهن ابن عمته عمر ود الفقير وتزوّج الثانية ابن خالته عبدالماجد حاج محمد الأغبش وأنجب منها البدوي والد الأستاذ الأغبش البدري. ولعل مناحة عمر ود الفقير أول من تغنى بها هنّ العمات محفوظة ودخرينا في بربر وأشبعن بها ليالي بربر مع تغنيهن بكثير من أشعار الحماسة لفرسان الميرفاب وعلى رأسهم الملك نصر الدين ومصطفى أيوبيه جد أخينا الراحل د. مجذوب الخليفة وكذلك الأرباب أيوبية عبدالماجد حيث مجدته عاشة بت رفاي بكثير من أشعار الحماسة. هنا أورد مناحة عمر ود الفقير كاملة على لسان عمتنا الأنصارية حاجة آمنة علي محمد الصادق نصر الدين حفيدة الملك نصر الدين وأُهديها إلى أخونا حسين شندي وقيقم ومحجوب كبوشية وليعيدوا التغني بها كاملة غير منقوصة وهي: مرقوا التور والنحاس ٭٭ على البارود والرصاص مرق الدود للدواس ٭٭ تيران شتكيت ليها راس فحل القوق في السباع ٭٭ ظيتك الى برنو شاع لاك سديس لاك رباع ٭٭ كلس يا أب نايباً ضراع فوق أبواتي أنا بجر ٭٭ حديثاً صاح مو فشر أبو داود صافي حر ٭٭ ركيزة العادم البصر وكت الكوراك عمره ٭٭ والناجح والبحدثوا يهوش ينفش قصتو ٭٭ يسوق الميه وحدو تغني جدية العبك ٭٭ وليك يا الما بتنخدع يوم السيف والدرع ٭٭ كفو سريع للصقع تغني جدية التمام ٭٭ وليك يالنمر الهمام يوم خِرب الكلام ٭٭ يخوجل شايل أب قيام تغني ليك الفوق في العبك ٭٭ ويا خيري بشكرك عمر حلاّل الشِّبك يدخل ٭٭ أم باروداً عبك هي بجيب شتمي واجلدو ٭٭ ولي أخواني برسلو كان هن فزوا وجرو ٭٭ بحش قرني اكسرو مرقوا عيالي الميرفاب ٭٭ يعرضوا اتسومتو ما بتشردوا وكت العود دق طبلو ٭٭ زي الغابات بيردوا وكذلك من أشعار الحماسة عند الميرفاب قصيدة مختار ود رحمة. عرش ود ملوك الدار سمحة الملكة فوق مختار ومناسبة هذه القصيدة معروفة وهي حادثة القطار ومما ورد عن مختار أن أحد الضيوف طرق بابه صباحاً ولم يجد إجابة وعاد مرة أخرى وفتح له الباب وأخبر مختار بذلك ونادى أبناءه وطلب منهم إزالة الباب وقال قولة مشهورة «ويطرق بابي ولم يفتح» وظلت داره بدون باب حتى وفاته وهو كذلك أنصاري وسمى ابنه المهدي وأخاه الخليفة وابنه شيخ الدين وهي أسماء أنصارية معروفة. وكذلك من الأشعار للميرفاب قصيدة (علي سيفو البسوي التّح) وهو جد الأستاذ/ أحمد عبدالرحمن محمد من ناحية والدته. المعروف أن منطقة الميرفاب غنية بأشعار وأغاني التراث والحماس ومازالت تُغنى في مناسبات أفراح العائلة والقبيلة. د. الغالي الأمين عبدالرحمن نصر الدين بربر