طوله (83) سنتميتر، تملأه الثقة والحماس والضحكة لا تفارق ثغره، يقف بتقاطع شارعي الثورة بالنص ومحطة خليفة ينادي الركاب: (شعبي، شعبي)، حتى تبلغ حافلة (السوق الشعبي أم درمان - الثورة - خليفة) تمام مقاعدها وتمضي، ليبدأ الأمر مع حافلة أخرى. إنه (البعيو) إبراهيم آدم ابراهيم، الذي قال ل «الأهرام اليوم» إنه من ولاية الجزيرة، وُلد وترعرع بقرية (بيكا) غرب مدينة ود مدني، وأضاف أنه من مواليد 1982م ودرس حتى الصف السابع، ولظروفه الأسرية الخاصة ترك الدراسة واتجه للعمل حتى يوفر المال لإخوته، الذين وصفهم بالطوال، واستطرد بأن هناك فتاة واحدة بمنطقته (بعيوة) عمرها (17) عاماً، وأكد أنه لا يفكر في الزواج منها، بل ينتظر حتى يفوز بعروسة طويلة وجميلة لينجب (دستة) من الأبناء. (البعيو) إبراهيم قال إنه يعمل (طرَّاحاً ) أو (قموسنجي) منذ أربع سنوات، وأبدى سعادته الغامرة بهذا العمل الذي يحبه، وأشار إلى أن الكثير من الركاب يجاملونه لقصره فينظرون إليه والضحكة في عيونهم ويركبون الحافلة، رغم أنها في كثير من الأحيان (هكرة)، ولا يتذمرون. وأضاف أنه لا يحس بعقدة (القصير) رغم أنه (قزم) ويرتاح جداً لمداعبة الأطفال له وهم يمرون أمامه ويشيرون إليه برفقة ذويهم قائلين: (يا بابا عاين الولد ده عندو شنب). (البعيو) قال إنه يعيش الآن قصة حب من طرف واحد، وآسِرته جميلة وطويلة وخريجة جامعة مرموقة، وأكد أنه سيناضل من أجل الفوز بقلبها. وعن هواياته قال إنه عضو بفرقة الأقزام المسرحية بمحلية بحري، ويغني أغنيات سيد خليفة وعصام محمد نور خاصة أغنية «أصلي من دنياك مهاجر». وحمد (البعيو) الله بأن جعله قصيراً جداً لأنه لا يعاني في اقتناء الثياب ولا الأحذية لأن مقاساته متوفِّرة بجميع الأسواق. ووجَّه رسالة للشباب بأن يعملوا ويمارسوا أي نشاط يوفِّر المال وألا ينتظروا الوظيفة، وأبدا حبَّه للجمهور خاصة الأطفال، وختم بقوله: «لا أتحرَّج أبداً إذا ضحك الناس في وجهي».