لا تزال أصداء قصة الشقيقين اللذين كبلتهما والدتهما بالأصفاد واحتجزتهما داخل منزلها بالثورة تتردد بين مواطني الحارة السابعة الذين استنكروا الحادثة واعتبروها حالة غريبة على المجتمع، موضحين أنهم كانوا يشكون في ذلك ولكن تخوفوا من والدتهم التي تعاني أيضاً من حالة نفسية تجعلها تتصدى لموجهيها بعنف. وزار المنطقة أمس وفد من وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم ومعتمد محلية كرري كمال الدين محمد عبد الله ومدير الشرطة هناك حيث وقفوا على المنزل والمنطقة التي كانت تلك الأسرة تعيش وسطها واستمع الوفد لآراء المواطنين الذين أشادوا بالأجهزة الأمنية والشرطية التي أدت دورها في حماية مواطنيها. وتبنت وزارة الرعاية الاجتماعية علاج الشقيقين ووالدتهما وإعادة تأهيل المنزل الذي كانوا يقيمون فيه. وترجع قصة الشقيقين للأسبوع الماضي عندما تلقت الأجهزة الشرطية إفادات عن احتجاز شابين من قبل والدتهما المريضة واتضح أن الشابين كانا يدرسان بجامعة الخرطوم كلية الطب والآخر بكلية الهندسة عندما أصيبا بمرض نفسي جعل والدتهما تحتجزهما بالمنزل بعد أن كبلتهما بالأصفاد وبقيا على تلك الحالة ومع تلك المعلومات استصدرت الشرطة إذناً من النيابة المختصة قامت بموجبه بعملية دهم على المنزل الذي يُحتجز فيه الشقيقان وقد وجدت قوة الشرطة مقاومة من والدتهما التي كانت ترفض تماماً إطلاق سراح ابنيها بيد أن حكمة معتمد محلية كرري في إقناع الأم المريضة أيضاً جعلتها تقتنع ليتم تحرير الشابين من الأصفاد واقتيادهما ومعهما والدتهما بسيارة إسعاف لمستشفى الأمراض العقلية والنفسية بكوبر لتلقي العلاج هناك. ويبذل المختصون جهوداً مضنية لعلاج الأسرة وإعادة الشابين لدراستهما التي انقطعا عنها لسنوات طويلة ووعد معتمد محلية كرري بتقديم الدعم لتلك الأسرة.