طالب مجلس تشريعي الخرطوم بفتح الباب أمام البحث التربوي وتحفيز المعلمين لتقديم البحوث العلمية للمساهمة في صياغة مفهوم حب الوطن في نفوس الطلاب، ونبه المجلس، المركز القومي للبحث التربوي وتطوير المناهج، بتلافي سلبيات التربية والتعليم بالبلاد وتحديد كيفية التمكّن من إيصال مفهوم التربية الوطنية للتلاميذ. وأكد وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم، الأستاذ محمد أحمد حميدة، في الورشة التي نظمها المجلس أمس «الأحد» حول تعزيز التربية الوطنية في نفوس النشء، أكد على ضرورة تدريب المعلمين ليتمكنوا من تطبيق القيم والمعارف التربوية للطلاب والتطبيق العملي لما يدرس في المناهج، وقال إن التربية الوطنية تراجعت في نفوس السودانيين وأنها تحتاج لعمل كبير من أجل التوصل إلى صيغة ملائمة تربي النشء تربية وطنية صحيحة وتغرس فيهم القيم الوطنية الفاضلة. وفي السياق أرجع وكيل وزارة التعليم العام، د. معتصم عبد الرحيم، غياب منهج التربية الوطنية إلى مؤتمر التعليم المنعقد عام 1990م الذي اعتمد تعديل السلم التعليمي ونظام المنهج المحوري والنشاط المدرسي الذي بث التربية الوطنية في كل المناهج والمحاور في الدراسة. وقال عبد الرحيم إن قانون التعليم العام حدّد غايات التربية الوطنية واعتبرها منهجاً أساسياً في الدراسة، واعتبر الورشة حجر الزاوية في إعادة النظر في أسلوب إيصال منهج التربية الوطنية وتطويره. من جانبه كشف مدير المركز القومي للمناهج المكلف، د. ياسر أبو حراز، عن تطبيق المركز لخطط في مجال التربية منذ العام 2007م وقال إنها حققت تقدماً في تعميق وتوسيع المعلومات والمهارات المتعلقة بالتربية الوطنية بمناهج الدراسة في المراحل المختلفة، وأضاف: إن المركز يعمل على إعداد مادة دراسية باسم التربية الوطنية تدرس في الصفين السابع والثامن، وإعداد مادة أخرى مفصلة في الثانوي بدلاً عن «العلوم العسكرية» في الصفين الأول والثاني، وتوقع اكتمال المادتين مع بداية الشهر القادم وبداية تدريسهما اعتباراً من العام الدراسي القادم. وأوصت الورشة بالعمل على تعميق مفهوم الانتماء للوطن وعدم المساس بحرماته وضرورة الاهتمام بالموضوعات والدروس المتعلقة بالتربية الوطنية وزيارة الطلاب للمناطق الأثرية والتاريخية واحتفال المدارس بالأعياد الوطنية والتعامل مع التربية الوطنية على أنها منهج تطبيقي وليس نظرياً فقط.