السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جامعة الأحفاد للبنات تقيم ندوة عن «مشاكل تعليم الأساس»

في إطار الاحتفال بمئوية التعليم المدني للبنات الذي بدأ بجهود الشيخ المرحوم بابكر بدري في عام 1907 بمدينة رفاعة، تنظم جامعة الأحفاد للبنات بالتعاون مع وزارة التعليم العام الاتحادية والمجتمع الدولي الممثل في السودان مؤتمر (التعليم للجميع .ولنعيش معا) الذي ينعقد في الفترة 4 6 ديسمبر 2007م، وتسبقه عدة مناشط بهدف التنوير بقضايا التعليم وإشراك أكبر قدر من المهتمين في بلورة الرؤى حولها، منها سلسلة ندوات ناقشت عددا من القضايا المتعلقة بتعليم الأساس في السودان، وانعقدت من ضمنها ندوة (مشاكل تعليم الأساس) التي تحدث فيها البروفسور صلاح الأمين رئيس وحدة تدريب الأساتذة بجامعة الأحفاد للبنات، والدكتورة فوزية طه مهدي رئيسة قسم المناهج بجامعة أم درمان الإسلامية، والصحفي المعروف الأستاذ الحاج وراق ولغيابه للمرض قدمت ورقته نيابة عنه رباح الصادق، والأستاذ عبد الرحيم مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي التابع لوزارة التعليم العام الاتحادية.
تخلل عرض تلك الأوراق استماع الحضور لتجارب حية حول قطع التعليم أو مواصلته برغم الصعاب، واختتمت الندوة بفاصل غنائي من الفنان أبو بكر سيد أحمد. التجارب الحية تحدث كل من الصبيين محمد وحسين بابكر صلاح والأستاذة رقية الحسن الإدريسي،
ورقة الأستاذ صلاح
البروفسور صلاح الأمين: أكد أن المعرفة لها أهمية عظيمة وهي تعادل الحرية والآن أصبح العالم عالم العلم والتقنية المتقدمة وعالم المعرفة. والعلم والمعرفة يوجدان لدى العقل المتفتح ولا يكون تفتح العقل إلا في الأجواء الحرة المعافاة. وأن التعليم من أولويات اهتمامات كل الدول خاصة المتقدمة منها. وإذا نظرنا للحملات الانتخابية فيها نجدها تضع برامج التعليم من الأولويات، نضرب لذلك مثلا توني بلير الإنجليزي وجورج بوش الأمريكي فقد كان التعليم من أهم مكونات برامجهم الانتخابية. وفي الهند نجد أن التعليم يوضع في إطار السياسات العامة وهي التي يتفق عليها جميع المواطنين فهي حق ديمقراطي أصيل من أهم حقوق الإنسان. والتعليم، استثمار للمستقبل البعيد والقريب. وفي السودان هناك الكثير من اللجان التي عقدت لمناقشة قضايا التعليم في فترة قبل الاستقلال وبعده. إن المؤسسات التربوية بطبيعتها مؤسسات محافظة، تحافظ على تراث البلد وعلى نفسها، ولكن تقبل التطور والتطوير. وأن هذه المؤسسات لها أهداف ومرامٍ يتفق حولها جميع المواطنين. وأشار للجهود الكبيرة التي بذلت في مؤتمرات عديدة من قبل تحليل مشاكل التعليم ووصفها وأكد أن تلك الجهود كانت قيمة ونحتاج لمؤتمر لجمعها وتبويبها واستخلاص ثمرتها، وقال إن هذا المؤتمر الذي نحن بصدده (مؤتمر التعليم للجميع ولنعيش معا) يختلف عن بقية المؤتمرات إذ تقوم به مؤسسة تعليمية أهلية ورائدة في مجال التعليم الأهلي، وهو مؤتمر أهلي،
ثم تطرق للتجارب العالمية فيما يتعلق بالتعليم وتمويله مبرهنا على جدية تلك الدول والتزامها فيما يتعلق بالتعليم: دولة النرويج عدد سكانها 4.5 مليون نسمة والناتج القومي 340 بليون دولار في السنة، يصرف على التعليم الإلزامي (من أولى إلى عاشرة ) 4.6 دولار من الميزانية وهي 17 بليون دولار (تقرير عام 2002م) ماليزيا: باجتهادها والتزامها تجاه التعليم في خلال ثلاثة عقود تحولت من دولة نامية إلى دولة متقدمة وذلك بسبب كبر النسبة للتعليم من الدخل القومي، فقد سئل مهاتير محمد عن الكيفية التي قاد بها ماليزيا للتطور، فقال إنه رفع نسبة الصرف على التعليم إلى 25 % من دخل ماليزيا فقفزت على رؤوس الدول. سنغافورة: تصرف على التعليم ما نسبته 22%. ولدى المقارنة بين ماليزيا وسنغافورة اتضح أن سنغافورة تصرف أربعة أضعاف الذي تصرفه دولة ماليزيا في التعليم للطالب الواحد. إسرائيل: تصرف 8.6% من الناتج القومي على التعليم. الهند: قامت دولة الهند بوضع قاعدة بحيث يكون التعليم لكل طفل حقا في الدستور، وقد أوشكت الهند على وصول أهداف الألفية الثالثة في مجال التعليم. وتصرف الدولة 2.3% من دخلها على التعليم ويستنفرون المنظمات الدولية كما ظهرت لديهم ظاهرة الاستثمار في التعليم. ففي صرف الهند على التعليم هناك تعاون بين الحكومة والمنظمات والقطاع الخاص. أما صرف التعليم في السودان فهو 0.8% من الحكومة الاتحادية، وعلى الحكومة الولائية إكمال مصاريف التعليم. وذكر تقرير صندوق النقد الدولي الكلي للتعليم بأن الحكومات الاتحادية تفرض على الحكومات الولائية الصرف أيضا على التعليم وأن الأمر يحتاج إلى عزيمة. د. فوزية طه مهدي: قالت إن مرحلة الأساس تتكون من ثمانية فصول دراسية ولهذه المرحلة أهدافها المحددة ولكل مرحلة أهداف خاصة بها، تتمثل مشاكل تعليم مرحلة الأساس في: - ازدحام الفصول بالطلاب - البعد الجغرافي لسكن الطلاب من موقع الدراسة - نقص الكتاب المدرسي - نقص المعلمين إعدادا وتدريبا - الازدواجية الطبقية لأساتذة الابتدائي المعلم الخريج. ويمكن حل تأهيل المعلم من خلال كلية تربية بالسودان. - من المشاكل كذلك الهدر التربوي أي لفاقد التربوي أو التسرب من المدرسة وهو يعزا لأسباب اقتصادية واجتماعية ومن أسبابه الرسوب والإعادة مما يؤثر على نفسية الطالب وبالتالي يترتب على ذلك ترك المدرسة - ومن مشاكل التعليم كذلك التمويل وقلة الميزانيات المرصودة للتعليم - فالوزارة تتكفل بمرتبات المعلمين (الفصل الأول) بينما تركت بند التسيير للمناشط التعليمية والكتاب والأثاث وكل شيء مسؤولية المحليات (وميزانيتها تجمع من العوائد والزكاة والضرائب) وتتفاوت المحليات فيما يختص بالجانب الاقتصادي لكل محافظة (مثلا إيراد العمارات غير دار السلام). ولا ننسى مساهمة أولياء أمور الطلاب في دفع مسيرة المدرسة. - ومن المشاكل كذلك عدم التدريب الكافي للإداريين في المحليات والمدارس. - ومن المشاكل كذلك التقويم فالامتحان هو الوسيلة الوحيدة للتقويم وهو وسيلة غير فعالة لقياس التحصيل وقد تسبب في تركيز التعليم على المحصول الأكاديمي والامتحانات أكثر من الجانب المعرفي والتربوي فصارت الامتحانات غاية لا وسيلة. أستاذ الحاج وراق اشتملت ورقته المقدمة على مدخل يرجع فيه لشهادة من مسؤول حكومي هو الدكتور ياسر محمد المكي أبو حراز مدير المركز القومي للمناهج والبحث العلمي (في ورقة له منشورة بصحيفة الحياة 8112007م) يذكر فيها أهم المشكلات التي تواجه التعليم في المجالات الآتية: (أ) مجال العمل الميداني: عدم التزام بعض الإدارات التعليمية بالولايات بإكمال الفترة الزمنية المحددة لتنفيذ المنهج خلال العام وهي 231 يوما دراسيا النقص في المعلمين المؤهلين في مرحلة التعليم الأساس النقص في عدد المعلمين في بعض التخصصات اهتمام الإدارات التعليمية وإدارات المدارس ومجالس الآباء بالامتحانات مما جعل المعلمين يركزون على الجوانب المعرفية ويهملون الجوانب التربوية الأخرى قلة النشاطات التربوية اللاصفية مما يؤثر سلبا على تكوين الشخصية المتكاملة للتلاميذ ضعف الإجلاس في عدد من المدارس اكتظاظ الفصول بالطلاب في عدد من المدارس خلو معظم المدارس من المكتبات والمعامل الضرورية للنشاط العلمي المصاحب للمقررات، وضعف النشاط الرياضي. (ب) في مجال الكتاب المدرسي: النقص الواضح في الكتاب المدرسي في معظم مدارس السودان والنقص الحاد في مرشد المعلمين لمرحلة التعليم الأساس. (ج) في مجال إعداد وتدريب المعلمين: عجز كليات التربية عن تخريج الأعداد المطلوبة للمعلمين مع إعلان الدولة التزامها بتعميم التعليم الأساس بحلول عام 2015 (د) في مجال البيئة المدرسية: هناك عدد من المدارس تفتقر للمواصفات المعروفة المطلوبة للمدرسة فنجدها صغيرة المساحة ضيقة الفصول تنعدم فيها الملاعب والمساحات الخضراء وتفتقر للوسائل التعليمية والأدوات اللازمة لإكمال العملية التعليمية والتربوية.
ورقة الأستاذ عبد الرحيم
دكتور عبد الرحيم إمام تحدث الأستاذ عبد الرحيم إمام منزعجا لطرح الأستاذ وراق معرضا بان ذلك خروج عن الموضوعية المطلوبة للوصول لتوصيات محددة، واعتبر حديث وراق زجا للسياسة في غير محلها، ثم تطرق لنقاش عقيدة الولاء والبراء واعتبر أنه لا مجاملة في الأشياء العقدية، ثم تعرض بالتفصيل لمؤتمر سياسات التربية والتعليم تحت شعار: إصلاح السودان في إصلاح التعليم، والذي عقد في (سبتمبر 1990م)، وذكر السياسات التي خرج بها كأهداف للتعليم مثل غرس العقيدة الدينية في نفوس النشء، وتربية أجسامهم وتزكية نفوسهم وروح الجماعة وبناء الوطن والاعتزاز به وحفظ البيئة وتمليكهم المعارف والمهارات والعلوم الأساسية وإتاحة الفرصة للنمو المتكامل من الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية.
ابتدر النقاش بروفسور الشيخ محجوب جعفر الأستاذ بكلية الطب جامعة الخرطوم ووزير التربية والتعليم في فترة الديمقراطية الثالثة، وأشار لضرورة التزام أهل القرار بزيادة الصرف على التعليم بشكل أساسي وتحديد ميزانيات محددة لمناشط محددة، مع اتخاذ أولويات معينة وجدولة تنفيذها بشكل ممكن فكثير من المؤتمرات تقدم توصيات ولكن تودع للورق فحسب، وأكد ضرورة تكامل الجهدين الرسمي والشعبي في ذلك، وتعرض لقضايا مثل ضرورة تثبيت المعلمين والانتباه لموضوع الحراك السكاني وأثره على السياسات التعليمية، وضرورة دعم الفقراء في التعليم. وتلاه بروفسور عبد الرحمن بشارة دوسة من جامعة جوبا، ودعا إلى مراجعة إيلاء أمر الصرف على التعليم للمحليات، ومراجعة السلم التعليمي، وإعادة فكرة المعاهد التربوية. وتحدث الأستاذ حمد النيل (أستاذ بمرحلة الأساس) وانتقد فكرة مدارس الموهوبين باعتبارها تصيب التلاميذ بالغرور والعصبية وتساءل عن أسس اختيار التلميذ والمدرس في هذه المدارس، وانتقد تقلد أشخاص من خارج المؤسسة التربوية لمناصب قيادية فيها. وذكرت الأستاذة دولت يوسف، هجر الرجال للعملية التربوية ما أسمته (نسونة التعليم العام) منتقدة استناد التعليم غالبا على النساء، وانتقدت إهمال تدريب المعلمين وسياسة الضرب في مرحلة الأساس لكثرة الطلاب في الفصل الواحد. وظاهرة ذهاب المعلمين للدراسة في جامعة السودان المفتوحة بعد الظهر لنيل درجة الماجستير. وتحدث الدكتور عبد الله الخضر عميد كلية التربية بجامعة الخرطوم واعتبر أن كليات التربية قامت بدورها ولكن الوزارة لم تقم بدورها في دعم تدريب المعلمين، ففي المحليات يترك تخطيط السياسة المالية للمدير التنفيذي وأولوياته أمنية وسياسية وليست للتعليم. وتساءل عن الاستمرار في الأوضاع الحالية بالرغم من اقتناع الجميع أن السلم التعليمي الحالي معيب، والمناهج لا بد أن تعاد، وانتقد تفضيل بعض الأساتذة للتدريب في جامعة السودان المفتوحة وامتدح قرار ولاية الخرطوم باشتراط تخرج المعلمين من كلية التربية. وأشار لارتفاع حالات الغش وسط معلمات الأساس، ودعا للتعاون في إعادة صياغة المنهج والسلم والمعلم وكل شيء. وتحدث الأستاذ عوض أحمد أدروب من المركز القومي لإعادة البحث التربوي وأكد أن المشاكل جزء منها يلي المركز القومي للمناهج فالمعلم لا يدرك غايات التعليم وتنظيمات المناهج ويواجه تحديات الانتقال من الطرق القديمة للجديدة في التعليم وكذلك مناطق التداخل اللغوي في السودان، وجزء آخر يلي الوزارة التي تضع موجهات التربية والتعليم، وجزء آخر يلي كليات التربية التي تخرج معلمين غير مدربين ولا يحللون المنهج ولا يعرفون طرق التدريس ولا كيفية التحضير وتساءل: أين الجودة التي رفعتها ثورة التعليم العالي؟!. وتحدث الأستاذ الطيب أحمد النويري مركزا على عدم كفاية المرتبات لاحتياجات المعلمين عام 2007 مقارنة بعام 1988م واحتياجات المعلمين الآن لأداء الدروس الخصوصية، وقال إن اختلاط الطريقة الجزئية مع الكلية في التدريس دمر اللغة العربية. وتحدث د. نادر مصطفى من جامعة الأحفاد وقال إن التحدي الآن كيف نوجد مصادر لتمويل احتياجات التعليم فلا نكتفي بلوم الحكومة. وتحدثت د. درية منصور الحسين من جامعة الأحفاد وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر وقالت إن المؤتمر سيخرج بحلول عملية بعد تحليل المشاكل، وبإستراتيجية واضحة المعالم والأولويات والميزانية، وسيقدم مبادرات فيما يخص تمويل التعليم ويستنهض الدولة والمجتمع الداخلي والدولي لتحقيقها: مبادرة فلنذهب للمدرسة ونكمل التعليم مبادرة الغذاء من أجل التعليم مبادرة دعم الأسر للتعليم ومبادرة دعم تعليم المحليات. ثم تحدثت الأستاذة رشا عوض عبد الله الكاتبة بصحيفة السوداني، وعلقت على ما ذكره د. عبد الرحيم إمام عن التزام الموضوعية تعليقا على كلام الأستاذ الحاج وراق مؤكدة أن كلام الأستاذ وراق كان في صلب الموضوعية فكيف ستزداد ميزانية الصرف على التعليم بدون تغيير سياسة الدولة؟ ومن غير قلب الأولويات بشكل يراعي الرقابة الشعبية ويأبه برأي الناس، بينما أجمع كافة المتحدثين على أن الميزانية المولاة للتعليم ضئيلة ولا تغطي الصرف المطلوب. وعلقت أيضا على عقيدة الولاء والبراء المشار لها وقالت إن بالقرآن آيات أخرى تناقض المعنى الذي ذكره المتحدث مثلا (ليسوا سواء من أهل الكتاب) وقالت إن الموضوع مختلف حوله ولا داعي لأن نشحن أذهان أطفال في هذه السن بقضايا خارج إدراكهم النقدي ونطور المناهج الدينية في اتجاه تعليم مكارم الأخلاق والمتفق حوله فيما يتعلق بالعقائد والمعاملات والعبادات فلا نسرّب للأطفال ذهنية القاعدة وطالبان لأن هذا يخلق إشكالية في بلد متنوع المذاهب والديانات والثقافات. وتحدث البروفسور قاسم بدري رئيس جامعة الأحفاد وأكد أن تمويل تعليم الأساس من تدريب وصرف على المناشط وعلى رواتب مجزية للمعلمين يجب أن يكون مسئؤولية الدولة ومسألة الحديث عن الأهالي تفكير رومنطيقي. وأكد على ضرورة الرجوع للسلم التعليمي القديم (444) وتجاوز التجارب المايوية والإنقاذية كليهما فقد دمرا التعليم. وقال: السياسة حينما تدخل التعليم تخربه لأن العلم قبس من الرحمن والسياسة مس من الشيطان! فالطالبات اللائي نستقبلهن الآن لا يعرفن العربي أو الإنجليزي أو العلوم أو التاريخ أو الجغرافيا ولا ندري ماذا يدرسن في المدارس؟. ثم أكد على أهمية التعليم الفني وزيادة نسبته، وقال إن كل البحوث والتقارير كانت تشير لضرورة رفع نسبته بإزاء التعليم الأكاديمي ولكن العكس هو الذي حدث، ربما للبعد الاجتماعي فالأسر تفضل التعليم الأكاديمي والنتيجة صفوف من العطالة. وختم بإعادة تأكيد أن على الدولة استنباط أشكال مختلفة (مثلا تحويل دمغة الجريح للتلميذ) لتوفير الموارد للتعليم، وعليها أن ترفع نسبة صرفها على التعليم إلى 25% . تحدث عدد من المعلمين منهم الأستاذ محمد محمود عن المنهج وفلسفته وضرورة خضوع الكتاب للتجربة. وذكر الأستاذ صلاح أن تدريب المعلمين ناقص بشكل كبير فلا يوجد معلم بالأساس إلا نادرا يعلم منهجه بشكل محيط وتمت مناقشته حول المنهج تفصيلا، وأشار لعدم تفضيل الأسر للمناشط اللاصفية باعتبارها مضيعة لوقت التلميذ، وتحدث البعض عن ضرورة الاستناد على البحث العلمي الجاد في تحليل مشاكل التعليم وبحث الحلول بدلا عن الانطباع. وأكدت معلمة أن ازدحام الفصل بالتلاميذ (123 طالبا) كان السبب الرئيسي في ضعف مستوى القراءة لديهم إذ لا يحسن القراءة والكتابة من بينهم إلا 45 فقط ولما قُلّص حجم الفصل إلى 87 صار عدد الذين يحسنون الكتابة والقراءة من بينهم 31 طالبا فقط ولا يستطيع أي معلم متابعة مثل هذه الأعداد وكل ذلك من اكتظاظ الفصول، وأشار أحد المعلمين إلى أن ضعف القدرة على الكتابة راجع لمعلمات الروضة (التعليم قبل المدرسي) وخطهن السيئ، وأكد على ضرورة محاسبة المعلمين المقصرين. وتحدث الأستاذ عبد الرازق عبد الرحمن وأشار لنقطتين الأولى هي أن تحول التعليم لاستثمار اضر بالتعليم. فالتعليم ليس مجال التكسب بل التربية، والنقطة الثانية هي أن الخدمة الإلزامية أضرت بالتعليم لأنها جاءت بمعلمين غير مؤهلين أصلا للتعليم بل يؤدونه كواجب ثقيل. عقب المتحدثون على النقاش فأشار الدكتور عبد الرحيم الى أن المركز القومي للمناهج لم يقم على أنقاض بخت الرضا بل كان تطورا منها، وتحدثت الدكتورة فوزية وقالت إن التقصير في تدريب المعلمين ليس راجعا لكليات التربية ولكن لانصراف الطلاب عن تلقي العلم المعروض عليهم، وتحدثت رباح مؤكدة أن النقطة التي يجب تأكيدها هي أن أفكار الأستاذ حاج وراق كانت موضوعية والتزمت الأرقام وهذا ما أكدته مداخلات الحضور.
المصدر: الصحافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.