وقعت إدارتا قبيلتي الفور والرزيقات بولاية جنوب دارفور على وثيقة عهد وميثاق للتعايش السلمي بين القبيلتين، ونصت الوثيقة على تجاوز حالة الركود في العلاقات الاجتماعية للقبيلتين ونبذ كل أشكال العنف واحترام تاريخ القبيلتين وموروثات ضبط العلاقات بينهما، وأن يشكل الطرفان لجاناً مشتركة لإنزال بنود الوثيقة إلى القواعد والتبشير بها، واعتبر الطرفان أن الوثيقة حجر أساس لإعادة العلاقات الاجتماعية بين قبائل الولاية في المجالات كافة، منوهين إلى أن الميثاق مفتوح للأفراد والجماعات من مكونات الولاية لتحقيق التوافق الاجتماعي وإرساء قواعد متينة لإعادة بناء النسيج الاجتماعي بين القبائل، فيما أكد والي جنوب دارفور (عبد الحميد موسى كاشا) - خلال مخاطبته حفل التوقيع على الوثيقة بنيالا أمس الأحد - أن الوثيقة تمثل خطوة نحو السلام المستدام، وحدَّاً لوقف سفك الدماء والمعاناة التي تسبب فيها الاحتراب القبلي، ومسحاً لدموع الأطفال والأمهات، فضلاً عن أنها تمثل بداية حقيقية لإستراتيجية سلام دارفور - على حد قوله - وناشد قبائل الولاية أن تحذوا نهج قبيلتي الفور والرزيقات لجعل الولاية آمنة لتنطلق الحكومة نحو تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين. وقال مقدوم الفور صلاح الدين أحمد الفضل إن الوثيقة تعتبر تنفيذاً لعهد أبناء الفور الذي قطعوه أمام رئيس الجمهورية المشير عمر البشير خلال لقائه بهم قبل عدة أشهر، الذي أكدوا له فيه أنهم سيعيدون بناء الصف الداخلي ولم شمل أبناء دارفور. ووقع الطرفان المتنازعان من بطون قبيلة القمر بمحلية كتيلا على وثيقة لوقف العدائيات بينهما، ونصت الوثيقة التي تليت خلال الاحتفال على وقف العدائيات بين الطرفين والتبليغ الفوري عن أي شخص يقوم بزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة وفتح الأسواق والمراحيل وعدم إطلاق الشائعات التي تهدد الأمن والالتزام بالخط العازل بين الطرفين لمنع الاحتكاكات بينهما. بينما أكد ناظرا قبلتي الفلاتة والهبانية السماني أحمد البشر واللواء معاش صلاح على الغالي استعدادهما للجلوس لتجاوز كل الخلافات والقطيعة بين القبيلتين التي استمرت لأكثر من (3) سنوات.