في الوقت الذي بشّر فيه بكري محجوب المدير العام لشركة السكر السودانية بزيادة مقدرة في الإنتاج للموسم الذي يبدأ في مصنعي حلفا والجنيد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، ويبدأ في الأول من نوفمبر في مصنعي سنار وعسلاية، أكد وزير الصناعة د. عوض الجاز حرصه على وصول سلعة السكر إلى كافة المواطنين دون الارتباط بالموسمية وذلك عبر إنتاج السكر في عبوات صغيرة زنة (1،2،5،10) كلجم ليصبح أحد السلع الموجودة في كافة الأسواق كغيرها من السلع. وقال إن تطوير تعبئة السكر في عبوات صغيرة يُقلل من التخزين الاستهلاكي غير المبرر، مشيراً إلى أن هذه التجربة سيتم تطبيقها في ولاية الخرطوم ومن ثمّ تعميمها في بقية الولايات. وقال وهو يتحدث للاجتماع الذي ضم شركة السكر السودانية وشركة سكر كنانة ووزارة الصناعة، قال إن الهدف من التعبئة الخاصة بالسكر في عبوات صغيرة لتكون السلعة متاحة لكل المواطنين والقضاء على ما يسمى بموسمية استهلاك السكر. وأضاف أن تجربة تعبئة السكر في العبوات الصغيرة يمكن أن تعمل على ترشيد الاستهلاك ودعا إلى ضرورة إيجاد نظام فاعل في إنتاج وتعبئة وتوزيع السكر حتى يكون سلعة عادية ومتاحة في كل البقالات وفي كل مواسم الاستهلاك مشيراً إلى أهمية الاتفاق على شكل العبوات وكلف في هذا الصدد لجنة من وزارة الصناعة ووزارة المالية وشركة السكر السودانية وشركة كنانة والجمارك والمواصفات وذلك لحصر الطاقات الموجودة للتعبئة استعداداً لموسم إنتاج السكر على أن ترفع اللجنة تصوراً شاملاً لإعادة النظر في تعبئة السكر. وأوضح المهندس بكري محجوب المدير العام لشركة السكر السودانية أن حجم الاستهلاك لسلعة السكر في ولاية الخرطوم يبلغ 3 آلاف طن في اليوم. وقال إن الشركة دخلت في تجربة تعبئة السكر في عبوات صغيرة بمصنع سكر حلفا زنة «1» كيلو و«2» كلجم بطاقة «50» طناً في اليوم وسنرتفع بالطاقة إلى «80» طناً في اليوم مؤكداً زيادة إنتاج العبوات الصغيرة للشركة إلى «400» طن في اليوم مشيراً إلى دخول العديد من الشركات في مجال تعبئة السكر. وقال بكري محجوب إن نجاح النموذج مهم للوصول إلى توزيع عادل لسلعة السكر مع بداية موسم الإنتاج. من جانبه دفع مجلس السكر بخطة العام «2011» التي تستهدف الارتقاء بصناعة السكر ومكوناتها المختلفة من الإيثانول والأعلاف والسماد، واعتبرها قاطرة النمو الصناعي واختط المجلس المؤشرات الرئيسة في استقراء الاستهلاك المتوقع بحسب النمو السكاني والمتغيرات في طبيعة الاستهلاك وطاقة الإنتاج الحالية والمتوقعة، ووجّه عوض الجاز بتحديد النموذج الأمثل للمشروعات المستقبلية لصناعة السكر بحيث تصبح مشروعات ذات إنتاج تكاملي للإستفادة القصوى من الصناعة وتقليل الفاقد وتطوير بحوث السكر. وطرح مدير شركة السكر السودانية بكري محجوب مشروع خطة توسعة مصنع سكر الجنيد وبرنامج الدراسات لسكر ود الحداد ود الفضل وإدخال إنتاج السماد العضوي من مخلفات القصب إضافة إلى دخول مصنع الإيثانول في العام «2011» وأمّن محمد المرضي مدير شركة كنانة على أهمية التنسيق، مشيراً إلى تطوُّر صناعة مخلفات السكر وبرامجها في إطار خطة السكر الكبرى. وأشار حسن ساتي المدير العام لمشروع سكر النيل الأبيض إلى أهمية الموازنة ما بين العرض والطلب ووضع الخطط الإنتاجية لإنهاء ما أسماه باختناقات السكر، فيما دفع مركز البحوث الصناعية بمقترحات عملية في إنشاء وحدة لبحوث السكر بالمركز يتم التنسيق بينها وبين المراكز البحثية تعمل على تطوير البحوث للإستفادة من جميع مكونات صناعة السكر وربط البحوث العلمية بالواقع العملي في الصناعة. واعتبر د.الجاز مداولات المجلس تجديداً لمسار تطوير وترقية الصناعة. إلى ذلك أكد بكري محجوب أن مصانع شركته «الأربع» قد وضعت خطتها للإرتقاء بالإنتاج وطرح العطاءات لنقل السكر من مواقع الإنتاج إلى أماكن التخزين، وتوقّع ارتفاع الإنتاج في إطار خطة الصناعة بالزيادة الرأسية والتوسع في إنتاج المنتجات الأخرى من العلف وإدخال الحيوان وذلك لترقية وتطوير صناعة السكر.