أكدت الحكومة تعذر واستحالة إجراء الاستفتاء فى منطقة أبيي في اليوم التاسع من شهر يناير المقبل بعد رفض الحركة الشعبية مقترحات تقدم بها المبعوث الأمريكي سكوت غرايشن فى أديس أبابا خلال الأسبوع الماضي بعد اختلاف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فى تحديد الناخب الذى يحق له التصويت. وتلتئم الجولة الثانية من المفاوضات بين الطرفين بعد أسبوعين بمشاركة نائبي الرئيس سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه، وتعديل هيكل الوساطة بإسناد الرئاسة الى رئيس لجنة حكماء أفريقيا ثامبو أمبيكي والمبعوث الأمريكي غرايشن وملس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا. وأكد مستشار رئيس الجمهورية، الفريق أول صلاح عبد الله قوش، في مؤتمر صحفي بوزارة الإعلام أمس (الخميس) أن الطرفين حريصان على معالجة قضية أبيي فى إطار سلمي ومن دون العودة للحرب، مقدما شكر الحكومة للمبعوث الأمريكي لالتزامه الحياد وبذله لجهود مقدرة. وقال صلاح إن الوساطة وأطراف التفاوض الأربعة (المؤتمر الوطني والمسيرية والحركة الشعبية ودينكا نقوك) اتفقوا على إيجاد معالجة لقضية الاستفتاء، مشيراً الى أن الطرفين لجآ الى محكمة لاهاي بخصوص ترسيم الحدود وحل النزاع، وأضاف: «بذات النهج يمكن أن نصل لإيجاد صيغة نهائية لحل مشكلة أبيي فى الجولة القادمة من دون إجراء الاستفتاء، ولكن إذا لم يتم التوصل لحل سنعود لإجراء الاستفتاء». كما نفى قوش، رئيس وفد الحكومة لمفاوضات أديس أبابا، وجود أي اتجاه لنشر قوات أممية عازلة بين الشمال والجنوب وقال إنه تم التأكيد علي دور بعثة الأممالمتحدة في السودان (اليونيميس) على رقابة الاستفتاء ومسار تنفيذ الاتفاقية ولم يوجد نص على بقاء البعثة بعد نهاية الفترة الانتقالية لاتفاق السلام الشامل. وشاركه أحد قيادات الوطني المنحدر من المسيرية، الدرديري محمد أحمد، ذات الرؤية وقال فى المؤتمر الصحفي: «إن من الواضح جداً أنه من غير الممكن الآن إجراء استفتاء أبيي يوم التاسع من يناير 2011م»، وأضاف أنه تم الاتفاق على أن ذلك لم يعد عملياً، وأضاف أنه تم الاتفاق على أن تحاول المحادثات القادمة بين الشمال والجنوب البحث عن بدائل كحلول حقيقية أخرى. وتابع الدرديري: أن من هذه البدائل أن يلتقي الجانبان ويتوصلا بأنفسهم الى اتفاق بشأن الوضع النهائي للمنطقة، وكشف أن المقترحات الأمريكية، التي رفضتها الحركة الشعبية، تتضمن حق المقيمين فى منطقة أبيي خلال (8) شهور فى التصويت تم تعديلها الى مدة (185) يوماً ومقترح ب(200) يوم قبل أن تفشل المفاوضات ويتفق الطرفان على استئنافها بعد أسبوعين، وذكر بأن وفد الحكومة سيدخل الجولة بعقل مفتوح وإرادة قوية في التوصل الى السلام بما يجنب الحرب دون التفريط في حقوق أهل المنطقة. وقال وزير التعاون الدولي، جلال يوسف الدقير، في نفس المؤتمر الصحفي إن الحكومة ستكون منفتحة على اقتراح بتأخير الاستفتاء لأربعة أشهر أو أكثر. وقال رئيس إدارة منطقة أبيي إن سكانها لن يقبلوا التأجيل وقد يجرون استفتاءً خاصاً بهم دون اللجوء للحكومة. وأضاف دينق أروب كول، عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على جنوب البلاد، أن تأخير الاستفتاء غير مقبول وأن سكان أبيي ما زالوا بانتظار إجراء استفتاء في التاسع من يناير، مشيراً الى أنه إذا لم تعطهم الحكومة هذا الخيار فإن من الممكن أن يجروا استفتاءً ينظمونه بأنفسهم.