كشف الوفد الحكومي لمفاوضات اديس ابابا حول أبيي عن بدائل جديدة سيتم مناقشتها في الجولة المقبلة نهاية الشهر الجاري، بحضور النائب الاول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه ، من بينها استبعاد اجراء استفتاء في المنطقة ، والابتعاد عن البروتكول الموقع حولها ، واكد فشل الجولة الاولي بسبب الخلاف حول تعريف الناخب، بيد ان رئيس ادارة أبيي ، دينق اروب ،سارع الى الرد ، مؤكدا ان ارجاء الاستفتاء «غير مقبول»، وانه لا يستبعد ان ينظم سكان المنطقة استفتاءهم بأنفسهم برعاية دولية. ورأى رئيس الوفد الحكومي، صلاح عبدالله قوش، في مؤتمر صحفي بوزارة الاعلام امس، ان السير في تنفيذ الاستفتاء سيؤدي الي صدام ،»لان الامر سيتم حسمه بالاكثرية العددية»، وكشف عن حوارات خارج الغرف بين الحركة الشعبية والحكومة والوسيط الامريكي حول بدائل خارج البروتكول تفاديا للمشاكل التي تواجه الاستفتاء بمنطقة أبيي ، لافتا الي ان الجولة المنتهية باديس ابابا اتسمت بالوضوح والصراحة، ووضعت قاعدة متينة للحوار بين الحكومة والحركة الشعبية لمناقشة التفاصيل والقضايا الكلية ، واعتبر أزمة أبيي سببا حقيقيا في تعطيل الحوار بين شركاء السلام، وكانت حاضرة في كل اللقاءات التي جمعت بينهم ، واتهم ابناء أبيي بالحركة الشعبية بالوقوف خلف تعثر التفاوض حولها، قائلا «ابناء وقيادات الحركة الشعبية المنحدرون من أبيي يملكون فيتو لنقض كل ما يتم الاتفاق حوله «، واستبعد اللجوء لخيار الحرب، وشدد على حرصهم للبحث عن حلول في اطار سلمي ، وقال ان المبعوث الامريكي سكوت غرايشن بذل جهداً كبيرا اتسم بالموضوعية والحياد . من ناحيته ، اكد عضو الوفد الحكومي وزير التعاون الدولي جلال الدقير ،ان الاستراتيجية الحكومية ارتكزت على ألا تكون أبيي محوراً للحرب والصدام بين الشمال والجنوب حال اختيار الانفصال . واشار الي توصلهم للاتفاق في كثير من النقاط ،مبيناً ان الخلاف انحصر حول تعريف الناخب ، مؤكدا التزام الحكومة بقرار لاهاي حول الارض ،لكنها ترفض الملكية الاقصائية لدينكا نقوك ،وتدعو الى مبدأ التساوي بين كل المواطنين وفق للقانون والدستور. واوضح ان الوفد حدد شروط اهلية لتصويت دينكا نقوك وكذلك المسيرية، تتسم بالتساوي، لافتا الي ان المفاوضات لم تصل لطريق مسدود ،وتوقع ان يحدث اختراق كبير في الجولة القادمة يفضي الى حل نهائي لأزمة أبيي، التي قال انها عرقلت كل مساعي العمل من أجل وحدة جاذبة . من جانبه، اعتبر عضو الوفد الحكومي والقيادي بقبيلة المسيرية عبدالرسول النور ، ان غرايشن يحترم الحكومة، لكنه يحب الحركة الشعبية اكثر، واستبعد ان يكون المؤتمر الوطني يحرض المسيرية قائلا « لايحرضوننا ولانبتزهم « ،مشيرا الي ان المسيرية لن يقحموا السودان في حرب ودمار ، واضاف رفضنا المقترح الامريكي لانه يضع الحيوان في الدرجة الاولي والانسان بعده، وقلنا للمبعوث الامريكي « سوف نذبح كل ابقارنا لكننا نريد الارض « ، واكد توافقهم كقبيلة مع ماطرحه الوفد الحكومي بالمفاوضات . الي ذلك، قال السفير الدرديري محمد أحمد، ان الجولة القادمة سينصب الجهد فيها لبحث وضعية نهائية لأبيي ، وتوقع حدوث اختراق كبير بعد حدوث تعديل في هيكل الوساطة التي سيترأسها ثامبو امبيكي بجانب غرايشن ورعاية رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ،واستبعد اجراء استفتاء منطقة أبيي في موعده المحدد بسبب استمرار خلافات حول معايير تعيين الناخبين، وقال»اتفقنا على انه لا يمكن اجراء الاستفتاء في أبيي في التاسع من يناير»،واضاف ان «الاستفتاء، اذا حصل في ذلك الموعد، سيواجه عدة مشاكل» في مقدمتها «تعريف الناخب الذي يحق له التصويت».بيد ان رئيس ادارة أبيي ، دينق اروب ،سارع الى الرد مؤكدا ان ارجاء الاستفتاء «غير مقبول»، وانه لا يستبعد ان ينظم سكان المنطقة استفتاءهم بانفسهم برعاية دولية،واكد دينق انه «لا يمكن ارجاؤه ، يجب ان ينظم في الوقت المحدد،هذا امر لن يقبل به احد في أبيي، انه امر غير مقبول» مضيفا «سيكون لدى سكان أبيي بعض الخيارات مثل تنظيم استفتاء بانفسهم ودعوة الاسرة الدولية لمراقبته».