تحتفل الهيئة القومية للمياه واليونسيف اليوم الجمعة باليوم العالمي لغسل الأيدي بالصابون.، ولعل الكثيرين الذين بدأوا في قراءة هذه السطور قد تملّكهم الضحك أو خرجت الإبتسامة الصفراء غصباً عنهم لهذا الاحتفال، والأمر ليس مزحة ولكنه يوم من أيام الأممالمتحدة العديد لإثراء الإنسانية بكل ما هو راقٍ حتى تعيش المعمورة حياة صحية في الروح والجسد. ولكن الشعب السوداني وبشهادة كل (الجدود) و(الحبوبات) هو أنظف شعوب الأرض في النفس والممتلكات، يتحرّج عن الحديث في النظافة الشخصية وكثيراً ما تحدث المخاشنات لأن امرأة قالت لأختها (ايديك ديل وسخانات حقو تغسليهن) أو (يحدِّر) رجل لصديقه إذا مازحه ( والله أنت محتاج لحمام عديل). ويبقى غسيل الأيدي بالصابون مطلباً صحياً في كل الأوقات خاصة وأن عدد الكافتيريات في عاصمتنا فاق عدد الحافلات ولا يغسل زبون واحد أياديه لا بالصابون أو غيره فقط يناول ساندوتشه و(كباية) عصيره الزجاجية أو الورقية ويبدأ في إخراج الساندوتش من (الدرع الواقي) - الكيس - ويبدأ في أكله تدريجياً ثم يقذف بالدرع في سلة المهملات - إن وجدت - وبعض الأماكن توفر مناديل ورق لمسح الفم والأيدي ولا توجد ثقافة غسل الأيدي بالصابون! وكذلك الحال بمحلات بيع الفول فإن المطرح للنظافة (حنفية) بها ماء فقط ولا وجود حتى ل(بروة) صغيرة و(يُدنكّل) البوش في الصحون الكبيرة ويلتف (طُلب) البناء والطلاب والتلاميذ، والآن دخل الموظفون في الحلبة جميعهم يلتفون حول صحون البوش (المُغرية جداً) ويبدأون إدخال محتوياتها في بطونهم وعندما تفرغ (يلحسون) أصابعهم والبعض منهم يغسل أياديه بالماء، والبعض الآخر يفرك يديه - اليمنى التي أكلت باليسرى التي كانت تنظر في شوق - ويثمر الفرك عن تساقط ما تبقى من البوش ويحس (الطُلبة) أنه في كامل النظافة. اختصاصي كبير في الصحة العامة قال إن غسل الأيدي بالصابون يجنّب الفرد الإصابة من عشرة أنواع من البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تهدد الجهاز الهضمي، وأبان أن الأظافر حتى لو بلغ طولها مليمتراً واحداً فإنها تظل أفضل (مخزن) للبكتيريا سريعة العدوى، وأردف أن الصابون العادي يقضي عليها بنسبة 60% بينما المنظّفات المحتوية على (الديتول) والمطهرات الطبية الأخرى تقضي عليها بنسبة 95%. وأكد أن أفضل طريقة لتناول الطعام الذي يتم تناوله بالأيدي مباشرة هو أن يقدم طبق لكل شخص على حدا، وأشار إلى أن المشاركة بالملعقة في طبق لها خطورتها أيضاً لأن اللعاب الموجود بها في حالة الشراكة ينقل جزءاً من بكتيريا الفم للمشاركين ولكنه أقل ضرراً. ونحن من جانبنا نهدي أغنية الأطفال (شوفو جنتنا الجميلة) لأربعين مليون مواطن هم سكان السودان ونأمل أن يغسل الانفصاليون أيديهم وقلوبهم بالصابون.