منذ انعقاد المؤتمر الاستثنائي لجماعة أنصار السنة المحمدية في 20/7/2007م والذي أسفر عن اختيار الشيخ أبوزيد محمد حمزة رئيساً عاماً للجماعة لم تهدأ حركة الاستقطاب والمؤتمرات داخل الجماعة، وما يمر شهر حتى نسمع عن مؤتمر لهذه المجموعة ثم مؤتمر للطرف الآخر مما يدل على أن مؤتمر الجماعة في 20/7/2007 كان خطوة قوية في الاتجاه الصحيح داخل الجماعة التي لم تكن تعرف مثل هذه المؤتمرات داخلها، وكانت كل قيادات الجماعة تأتي هكذا دون أن يعرف أحد كيف جاءت أو متى وكيف ستذهب؟ بقراءة متأنية لهذه المؤتمرات نجد أنه سيظهر فيها خطان واضحان فبينما تراهن مجموعة الشيخ أبوزيد على قواعد الجماعة وعضوية أنصار السنة، وهذا واضح في شكل برامجها ومؤتمراتها حيث يكون كل الحضور من أعضاء أنصار السنة، نجد أن مجموعة المركز العام تراهن على الحكومة حيث تحرص على الحضور الرسمي والضيوف والعضوية المحشودة من الأحياء ومعظم الحضور من خارج الجماعة. وبقراءة سريعة لمؤتمرات الطرفين نجد أن مجموعة الشيخ أبو زيد مازالت تحافظ على تأييد أكثر من 90% من منسوبي الجماعة في كافة الفئات خاصة القطاعات المستنيرة من خريجين وطلاب، إضافة إلى الدعاة والمرأة. ويكفي أن هنالك أكثر من عشر سنوات لا يوجد فيها أي طالب لمجموعة المركز العام واستطاعت هذه المجموعة أن تجد لنفسها وضعية قانونية بعد المؤتمرات الولائية التي توِّجت بالمؤتمر الاستثنائي في يوم 20/7/2007 ومعظم قيادات مجموعة الشيخ أبوزيد معروفون لقواعد الجماعة وملتصقين بها. فمثلاً الشيخ بابكر أبوراس أمين الجماعة بولاية الخرطوم وهو داعية معروف ويعيش وسط قواعد الجماعة ومحبوب لديهم وجاء عن طريق المؤتمرات القاعدية من الأحياء، عكس اللواء معاش حامد عبداللطيف الذي لا تعرفه معظم قواعد أنصار السنة. كما أن مؤتمر الولاية الأخير جاء دون مؤتمرات قاعدية في محليات الولاية ووحداتها وهنالك ملاحظة غريبة أخرى وهي أن هذا المؤتمر هو الأول لمجموعة المركز العام بولاية الخرطوم بينما هي عقدت في ظرف عامين مؤتمرين عامين للجماعة. فكيف يُعقد المؤتمر العام للجماعة؟ دون مؤتمر ولاية الخرطوم كما أن المجموعة كتبت في آخر مؤتمر عام لها بأرض المعسكرات بسوبا بأنه المؤتمر العام الحادي عشر ولا يعرف أحد من قواعد الجماعة بل وقياداتها أين كانت بقية المؤتمرات؟ وكيف ينعقد المؤتمر العام الحادي عشر للجماعة ثم ينعقد المؤتمر الأول لولاية الخرطوم مما يدل على أنها أرقام فقط كانت تُكتب للتدليل على أنهم يعقدون مؤتمرات! وهكذا نجد أن مجموعة الشيخ أبوزيد التي تعمل بهدوء على اجتثاث مجموعة المركز العام والمراهنة على عامل الزمن في فصلهم عن قواعد الجماعة وخاصة بعد مجئ الدكتور عبدالله التهامي الذي ظل يعمل لمدة 14عاماً في الحكومة وداخل أجهزة المؤتمر الوطني مما جعل معظم قواعد الجماعة تنفر منه رغم محاولته تقريبها بشتى السبل. وهكذا نجد مراهنة الجماعة بقيادة الشيخ أبوزيد على قواعدها وقد نجحت تماماً وهي مازالت تسيطر على معظم مساجد الجماعة بالسودان إضافة لنشاطها المتصاعد وسط الشباب والطلاب رغم سيطرة مجموعة المركز العام على الأموال التي تأتي من الخارج خاصة من قطر والكويت وبعض المحسنين. أما المراهنة على الحكومة فهي مراهنة خاسرة لأن الحكومة تعلم بأن العدد الأكبر من قواعد أنصار السنة والطلاب في مجموعة الشيخ أبوزيد لذا حرصت على الحفاظ على علاقة طيبة معها وحاولت تمديد العلاقات معها وفي نفس الوقت الحفاظ على علاقتها مع مجموعة المركز العام التي تتقرب إليها أكثر. والأيام القادمات ستكشف أي الرهانين أربح والله الموفق ولاية شمال كردفان