شهر واحد ويحل علينا عيد الأضحى المبارك الذي يعتمد الاحتفال به على ذبح خراف الأضحية عملاً بالسنة المطهرة، ولسنوات طويلة ظلّ أهل السودان يحيون هذه الشعيرة دون سائر الشعوب الإسلامية العربية منها والأعجمية لتوفر ملايين الرؤوس من الضأن - المفضل للأضحية بالبلاد- حتى الفقراء ظلوا للسنوات العشر الأخيرة قادرين على شراء الأضحية. ومع إطلالة العام 2010م قفز سعر اللحم إلى أرقام اعتبرها الناس فلكية في وطن ينتج الماشية كإحدى الحرف الأساسية فيه. «الأهرام اليوم» دخلت سوق الخراف قبل سفر الفوج الأول من الحجيج إلى الأراضي المقدسة والتقت أكبر بائع للخراف بالثورة شمال الذي أكد أن أضحية هذا العام لن يستطيع ثلثا أهل الخرطوم الإيفاء بها، وأضاف محمد عبد الله إبراهيم أنه قبل شهر من حلول العيد فإن الخروف الصغير زنة عشرة كيلوجرامات يبيعونه بسعر نهائي 300 جنيهاً والمتوسط زنة 15 كيلو بمبلغ 500 جنيهاً والكبير الذي يبلغ وزنه ما بين 20-22 كيلوجرام يباع بمبلغ 800 جنيهاً كسعر نهائي. وأشار إلى أن هذا الخروف سيُباع في وقفة العيد بمبلغ مليون جنيه «بالقديم». وعزا إبراهيم ارتفاع الأسعار إلى نمو حركة صادرات الماشية واللحوم إلى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والأردن وغيرها من البلدان، وأشار إلى الأرباح الكبيرة التي حققها المصدرون خلال العام الحالي بعد أن بلغ سعر كيلو الضأن السوداني المذبوح 50 جنيهاً في تلك الدول. وشكا من تكاليف تربية الماشية خاصة الضأن وأفاد أن جوال «ورتاب» الفول يشترونه بمبلغ 150 جنيهاً، وجوال البذرة «الأُمباز» ب 250 جنيهاً و100 حزمة قصب صغير ب 20 جنيهاً بينما بلغ سعر رأس البرسيم 50 جنيهاً، أما عبوة «ملح البهائم» الصغيرة فيشترونها بمبلغ عشرة جنيهات وربع الدريش تجاوز الثلاثين جنيهاً. ومضى إلى أن المحلية تفرض عليهم رسوماً عالية بمبلغ 25 جنيهاً للخروف الصغير و50 جنيهاً للكبير بينما تتحصل شركة ولاية الخرطوم للنظافة مبلغ 150 جنيهاً من كل قطيع على حدة. بالمقابل عبّر العديد من المواطنين ل«الأهرام اليوم» أنهم مسلمون ويحبون أحياء شعائر الله لكن أسعار الأضحية هذا العام تجاوزت كل الحدود وأشاروا إلى بضع حلول يمكن اللجوء إليها أولاً المشاركة في «ثور» أو الاكتفاء بأن يذبح كل واحد منهم ديكاً كبيراً أو «عتوداً» ولكنهم جميعاً أعلنوا مقاطعتهم للخروف «أبو مليون».