ثلاثة أيام فقط تفصل جموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عن حلول عيد الأضحى المبارك، حيث يقبلون على ذبح فداءاتهم، الأمر الذي ينسحب بدوره على تحريك عجلة سوق المواشي بالبلاد الذي يشهد حركة دؤوبة قادت إلى ارتفاع العرض والطلب على المواشي، لا سيما الضأن على وجه التحديد الذي قفزت اسعاره بصورة كبيرة، حيث وصل سعر الخروف كبير الحجم إلى أكثر من 750 جنيها بل إلى 800 جنيه، بينما تراوحت أسعار الخراف متوسطة الحجم بين «350 500» جنيه. وأرجع التجار ارتفاع الأسعار إلى فتح باب الصادر، وبالتالي قلة الوارد من الخراف إلى الأسواق المحلية، بجانب كثرة الرسوم والجبايات المفروضة من قبل السلطات الولائية والمحلية بمناطق الإنتاج أو التي تمر بها الخراف، علاوة على ارتفاع تكلفة الترحيل، حيث وصل ترحيل الرأس الواحد إلى 30 جنيهاً من مناطق الإنتاج إلى العاصمة، فيما اشتكى عدد كبير من المواطنين من ارتفاع أسعار الخراف التي وصوفوها بأنها أعلى من طاقتهم الاقتصادية. وبسوق السجانة يقول التاجر محمد الطاهر الهادي، إن ارتفاع أسعار الخراف يرجع إلى ارتفاع الرسوم والجبايات المفروضة على القطعان من مناطق الإنتاج، بجانب أن فتح باب التصدير قاد إلى اتجاه معظم المصدرين إليه، علاوة على ارتفاع تكلفة ترحيل القطعان من مناطق الإنتاج وارتفاع تكلفة الأعلاف. ووصف الهادي حركة السوق بالبطيئة حتى الآن، غير أنه يتوقع زيادتها كلما اقترب موعد العيد، حيث يفضل كثير من المواطنين بالعاصمة شراء أضاحيهم قبل يوم من العيد أو في نفس يوم العيد، لاتقاء تكلفة العناية بالخروف قبل حلول موعد ذبحه. وأوضح أن سعر الخراف يتفاوت على حسب الحجم بين «350650» جنيهاً، وتوقع أن يزداد الطلب على الخراف في اليومين القادمين. وأبان التاجر محمد أحمد عمر الذي قدم بخرافه من منطقة الخوي، أن سعر الخروف زنة 20 كيلوجراما يصل إلى 500 جنيه، والذي يزن 25 كيلوجراماً يصل إلى 600 جنيه، وشكا من ارتفاع قيمة الرسوم والجبايات التي تفرضها السلطات الحكومية على القطعان، بجانب ارتفاع تكلفة ترحيل الخراف، حيث تصل تكلفة ترحيل الرأس الواحد من الضأن إلى 30 جنيهاً، وفوق ذلك ارتفاع تكلفة العلف، حيث يتم شراء جوال الذرة الفترتية بواقع 100 جنيه، وجوال العلف الأخضر ب 125 جنيها، وربطة القصب ب 5 جنيهات. وأشار إلى أن تكلفة الخراف من العلف يوميا تصل إلى أكثر من 500 جنيه للمائة خروف، بواقع 5 جنيهات للخروف في اليوم الواحد. ووصف محمد حركة البيع والشراء بالضعيفة، وتوقع ارتفاع نسبتها في اليومين القادمين. وبحي النزهة جنوب شرق السوق الشعبي الخرطوم، أوضح التاجر عبد الله إبراهيم ضعف حركة البيع والشراء، علاوة على ارتفاع أسعار الخراف نسبيا مقارنة بدخول المواطنين، وأرجع ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج وفتح باب الصادر للقطيع السوداني الذي يدر على المنتجين عائدا ماديا أفضل من البيع بالداخل، وقال إن ما يُباع بالداخل يعتبر أقل جودة من الذي يصدر. وعلى صعيد الجزارين الذين يقومون بذبح الأضاحي، أوضح التوم محمد أن أجرة ذبح الخروف تتفاوت بين «50 75» جنيها على حسب كثرة الطلب وحالة طالب الخدمة مادياً. وأشار إلى أنهم ينتظرون موسم الأضحية بفارغ الصبر، حيث يصل عدد الخراف التي يمكن أن يذبحها الفرد الواحد إلى 5 خراف، وأضاف أنهم لا يأخذون من الأضحية أي شيء من لحمها. أما المواطن إبراهيم عمر الطيب الذي وجدته بالسوق قاصدا شراء أضحية، فقد اشتكى من ارتفاع أسعار الخراف ووصفها بالباهظة. وقال كان يجب على الدولة تخفيف الرسوم والجبايات المفروضة على المنتجين حتى تنخفض الأسعار، وقال إنه في ظل الوضع الاقتصادي الراهن الذي سمته الضعف والهزال، فإن كثيرا من المواطنين سيجدون أنفسهم يحومون خارج حلبة الأضحية وأعينهم تفيض بالدمع حزناً لعدم قدرتهم على شراء ما يضحون به.