قد بدأت تجهيزات عيد الفداء وقد جاءت هذه المناسبة العظيمة للأمة الاسلامية لرؤية سيدنا ابراهيم انه يذبح ابنه وقد أراد أن يحقق رؤيته بذبح ابنه اسماعيل عليهما السلام فسمع منادياً يأتيه من السماء يفديه بكبش فأصبحت سنة على كل مسلم. فتبدأ التجهيزات في المنازل من النسوان بتغيير الفرش والملايات والستاير وللعيد طقوس وعادات عند النساء يهتمن فيها بالنظافة وتجهيز الملابس والأحذية الجديدة لأنها تنشر الفرحة في قلوب الأطفال وكنا في الصغر نسهر ليلة الوقفة فرحاً بقدوم العيد.. وفي عيد الأضحى نفرح بالذهاب لشراء الخروف.. خروف العيد. وفي سوق الخراف ننتقل من مراح إلى مراح لاختيار أجود الخرفان والخروف الجد يبدأ بالجدع وهو صغير السن ثم التني فله عامان من العمر والرباع والسديس ويتم جس الخروف من الظهر والذنب.. والخروف السوداني ان كان حمري أو كباشي أو من البطانة فهو متميز في جودته وذلك لاعتماده على المراعي الطبيعية.. وقبل العيد يتم سن السكاكين وتجهيز البهارات من ثوم وكسبرة حتى الدكوة والليمون لزوم تطعيم المرارة.. وهل المرارة سوف تتوفر لكل الناس هذا العام فسعر الخروف في السماء وقلبي مع الأسر السودانية مع أن الأضحية سنة وليست فرضاً على غير المستطيع... إلا انه مع قدوم هذه الأيام المباركات والعيد السعيد أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات فان اهتمام الأطفال يتركز على الخروف والمرارة والشربوت. والسودان يصدر ملايين الخراف إلى الدول العربية وإلى العالم وذلك لاقبال العالم على اللحوم السودانية لجودتها واعتمادها في غذائها على البرسيم وأبو سبعين والعلوق على الفيتريته والأمباز.. إلا ان ارتفاع الأسعار في أسواق السودان يدعو للدهشة وقد صرح رئيس اتحاد المصدرين صديق حدوب ان هنالك رسوما كثيرة.. وهل هذه الرسوم تدعو إلى أن يكون سعر الخروف في موطن التصدير أعلى من سعره خارج السودان.. وان كان سعر الكيلو الضأن عشرين جنيها فأكبر خروف لا يزن أكثر من خمسة عشر كيلو أي ان سعر الخروف بالتجزئة ثلاثمائة جنيه أم ان المضاربات والسماسرة والتجار يسعون لأن يحددوا السعر بهذه الطريقة وأول ما تهبش خروف يبدأ السعر بمليون أي ألف جنيه، من يكون الضحية المواطن أم الخروف؟ فهل الجزارون عندما يبيعون الكيلو بعشرين جنيها يشرون من أسواق أخرى والسودان بلد ينتج الماشية بصورة كبيرة.. ولأن العيد عادات وتقاليد عند الأمة السودانية فارحموا البسطاء في هذا الموسم حتى تتحقق العدالة الاجتماعية في أن تكون الأضحية في متناول الجميع لأن العيد فرحة للأطفال. فكما يحتفلون بالذبح فانهم يحتفلون بالعيدية التي تعطي لهم من أهليهم وأصدقائهم ومعارفهم فقد اختفت هذه الظاهرة بعض الشئ.. ورغم ارتفاع أسعار الخراف إلا أن الخير باسط في الأمة السودانية والعيد فرصة لادخال السرور في النفوس وهنالك مؤسسات وخيرون يسهمون في الأضحية لبعض الفقراء نأمل أن يمتد عطاؤهم ليشمل شرائح كثيرة والعيد فرصة عظيمة وكبيرة للتلاقي والتصافي والعيد في الولايات أحلى وأجمل للتواصل والتداخل بين الأهل والجيران وفي كل بقعة من بقاع السودان فللعيد دوره في نقاء النفوس، ويا شلقامي أصحى لحماية المستهلك في هذه الأيام الفضيلة ولتسبح إن شاء الله وتكبر كل أسرة سودانية بالأضحية هذا العام وعند تتكئ الخروف للذبح لا بد من بسم الله والله أكبر لأنه ثبت علمياً ان الخروف الذي يذكر عند ذبحه اسم الله فانه يخلو من الجراثيم وللإسلام في ذلك حكمته وتشريعاته وهديه.. فاجعلوا هذا العام وهذا العيد مساحة للحب والسلام.. ويمر علينا العيد هذا العام وعطبرة حزينة برحيل علم من أعلامها الأستاذ أمين عبد المجيد والصحافة السودانية حزينة لرحيل صاحب غير قابل للنفي عمر كاهن. عموماً أهنئ الشعب السوداني بحلول عيد الأضحى المبارك وأتمنى من الله أن يعيده على الأمة الاسلامية والسودانية بالخير واليمن والبركات وأن تكون البلاد في وحدة وسلام.