الأهرام اليوم - نادية محمد علي وحده القدر ساق طالب القانون بجامعة الخرطوم محمد عمر عابدين في العام 98 إلى دولة اليابان ليكون أول سوداني كفيف يحصل على منحة لدراسة طب الوخز بالإبر الذي يعتبر الطب التقليدي هناك و30% من ممارسيه من كفيفي البصر إذ يوضح تاريخ هذا الطب أنه كان محتكراً منذ القرن 15 للمكفوفين باليابان حيث كانوا أطباء البلاط الملكي. محمد عمر الذي كان يعاني من صعوبات التكيُّف في نظام تعليمي لا يراعي معاقي البصر أكمل تخصصه هناك ونجح في الالتحاق بكلية الدراسات الدولية بجامعة طوكيو حيث يحضر حالياً للحصول على الدكتوراه في دراسات السلام بدراسة مقارنة لاتفاقية «نيفاشا» ومدى نجاح الشريكين في تنفيذها. ويقول: ما لا يعرفه الكثير من الناس أن «نيفاشا» تم تطبيقها على 17 دولة في إفريقيا بينها سيراليون، الكنغو، ليبيريا، وطُبّق بنجاح وبتميُّز اتفاق السودان بإضافة بند «تقرير المصير» وهو بند طبّق في حالتي كوسوفو- تيمور الشرقية. وما يخص الشمال هو بند التحوُّل الديمقراطي «فقط». ويضيف: نحتاج «معجزة» لإيجاد وضع «وحدوي» يلغي خطوط السياسة الدولية بزعامة أمريكا. وعن الوخز بالإبر يقول: رغم نجاحي في الحصول على حق ممارسة المهنة إلا أنني لا أفكر في الاستقرار نهائياً بالسودان لأن مساعدة الإخوان في معهد النور أو المعاقين عموماً صارت شغلي الشاغل، فهم مثلي تماماً قبل خروجي من البلاد مواجهون بالإهمال الحكومي وقلة وسائل التعليم المساعدة فضلاً عن حرمانهم من الأنشطة وعدم وجود فرص عمل لهم سواء أفي القطاع العام أم الخاص. وأسعى حالياً بمساعدة برنامج (إبصار) لإدخال الكمبيوتر الشخصي في تعليم المكفوفين خاصة في الجامعة والدراسات العليا لأنه لا توجد لدينا كتب ومراجع بلغة «برايل» أو طابعات بذات اللغة، وحاولت إحدى الأخوات مساعدة معهد «النور» بإرسال طابعة «برايل» من لندن قبل عامين ولكن فشل العاملون في المعهد في تشغيلها رغم الحاجة الماسة لها، وعبر منظمة «أبرار» جلبنا أجهزة كمبيوتر لبرنامج (إبصار) وقمنا بتدريب أكثر من 80 من الطلبة والخريجين على البرنامج الناطق ونسعى لإدراج 20 كتاباً سنوياً على الأقل في كل العلوم في مختلف البرنامج. بقي أن نقول إن محمد عمر عثمان من أسرة معروفة في «المنشية» وكان أخوه «وائل» مرشحاً عن الوطني الاتحادي بالانتخابات السابقة وتخصص هو الآخر في القانون الدولي ويرى أن حياته ككفيف تغيّرت تماماً منذ العام 98. { جانب من اللقاء ٭ الأستاذ عصام بوب المحامي لعب دوراً مهماً في حصول السودان على منح المكفوفين لعدة أعوام وكان يقوم بتعليم «اليابانية» للمختارين منهم. ٭ محمد عمر أدخل رياضة كرة القدم كنشاط ضروري للمكفوفين بمساعدة خبراء.