على إيقاعات التراتيل الكنسية وأهازيج السلام الممزوجة بأنغام الوحدة احتفل النادي القبطي بالخرطوم بمشاركة أكثر من ألف مدعو بالعيد الثاني والثلاثين لإنشائه الذي تم في العام 1978م. رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور أميل فوزي قال في كلمته «إن شعار الاحتفال يتناسب مع ضرورة المرحلة المفصلية في تاريخ السودان، لذلك جاء الشعار معبراً عن حتمية الوحدة والسلام»، وأردف «إننا اليوم أحوج ما نكون للعناية الإلهية لتضافر جهودنا لنيل السلام والوحدة في يناير القادم». وعدد فوزي عواقب الحروب وآثارها المريرة وما سيكون عليه حال البلاد إن قدر الله ووقع المحظور. وبحضور القمص فيلوثاوث فرج كاهن كنيسة الشهيدين والأساتذة وأعضاء المجلس التشريعي للولاية والآباء والكهنة، كرم النادي الأستاذ نبيل غالي مدير تحرير (الأهرام اليوم) والدكتور شرحبيل أحمد رائد أغنية الجاز في السودان بدرع النادي مع سرد مرتب لسيرتهما الذاتية بكل ما حوت من مساهمات في رفد الثقافة والفنون بالبلاد. واشتملت الليلة على فقرات إنشادية ووطنية بدأها كورال (مار مرقص) للشباب الجامعي الذي قدم أوبريت السلام تلاه كورال مدارس (ABC) للغات الذي قدم عددا من التراتيل وأناشيد السلام منها (صديقنا منقو) للشاعر عبداللطيف عبدالرحمن الذي كان يدرس بالمدارس الابتدائية في السبعينيات والثمانينيات وتألق الكورال في أدائه. وبذات الكورال وبقيادة راقصة السودان الأولى أم جمعة أو (جمانة) كما تسميها الكنيسة قدمت رقصات الشلك، الزاندي، المسيرية، (العرضة)، حلفا، النيل الأزرق (الهدندوة) قدمها التلاميذ بزي تلك القبائل في لوحة جمعت كل السودان بالنادي القبطي واحداً موحداً. أما أوبريت (حب الوطن) الذي أداه الطلاب باللهجة المصرية فقد كان مؤثراً جداً. شرحبيل والتراتيل المطرب شرحبيل أحمد قاد كورال (YCMA) وقدم مجموعة من التراتيل الكنسية تجاوبت معها جموع الأقباط بالترديد والصياح تجاوز عددها الستة ترتيلات ثم قدم بعضاً من اغنياته المعروفة وانتهت الاحتفالية بعد منتصف الليل. لقطات من الحفل الأستاذة تريزا نجيب مدير الإعلام بالنادي عملت مذيعة للربط وتحدثت خلال الليلة عن السلام وحتمية الوحدة وكانت بارعة في دفق الحماس والتشويق في نفوس الجمهور الذي لم يبارح مقاعده إطلاقاً. فاق عدد العمائم الإسلامية العشرات وهم يشاركون الأقباط احتفالاتهم في أجمل معاني التعايش الديني.