في واحدة من أجمل ليالي (فلنوقر كبارنا الذين أثروا وجدان الشعب السوداني)، احتفل الاتحاد العام للمهن الموسيقية بداره بأم درمان مساء الثلاثاء بالدكتوراة الفخرية التي منحتها كلية الأحفاد الجامعية لمطرب الجاز الأول الموسيقار شرحبيل أحمد وسط حضور نوعي مقدر. بدأ الليلة المطرب صلاح براون الذي قال إنه سعيد في أن يعيش حتى يشهد تكريم أباه الروحي وقال هذه هي المرة الأولى التي أتغنى فيها من على مسرح الاتحاد، وقدّم أغنيتين هما (الإخيدر، وسيد العيون) بمصاحبة فرقة المردوم والكِرنق، وجاء رقصه أفضل من غنائه بشهادة الجمهور الذي تفاعل مع حركاته وسكناته وقاسمه المحتفى به الرقص. ثم قدّم المطرب إبراهيم حسين من فرقة جاز الديوم الشرقية رائعة شرحبيل (الليل الهادي) وأجادها. بعده قدم المحتفى به برفقة مطرب الجاز الجيلاني الواثق أغنية (منايا أشوفك تاني) بعدها هنّأ الجيلاني شرحبيل بالدكتوراه وقال إنه متفرّد في اللحن والموسيقى والأداء، وإنه رائد أغنية الموسيقى الحديثة في السودان. ثم قدمت فرقة استيفن أوشيلا فقرة استعراضية بالقَرْع على الطبول الإفريقية والرقص وهي من مجموعة أورباب وتفاعل معها الحضور والمحتفى به. رئيس الاتحاد العام للمهن الموسيقية دكتور عبد القادر سلام قال إن شرحبيل أحمد تغنى للجنوب والوحدة ولديه أوبريت رائع. وأضاف شرحبيل دكتور وأستاذ ورسام ونحات وشاعر وعازف جيتار ماهر ومُلحن ومغنٍ وتميز فيها جميعاً وقد اكتشفه الشعب السوداني منذ ستينيات القرن الماضي وله علاقات طيّبة مع الجميع. وأبان د.سالم أن جامعة الأحفاد كان لها القَدَح المُعلّى في قبول أعداد كبيرة من أبناء الجنوب بواسطة ربانها البروفيسور قاسم بدري ورغم أنها مخصصة للبنات ولكنها بادرت بمنح الدكتوراه الفخرية للموسيقار شرحبيل. وأسهب في مدح شرحبيل ودوره في تطوُّر الموسيقى السودانية وألمح إلى قيام مهرجان لدعم السلام يتولى أمره الموسيقاران محمد وردي ومحمد الأمين والشاعر محمد عبد القادر أبو شورة والمطرب سيف الجامعة وآخرين. واستنكر الاعتداء على قافلة الحرية في عرض البحر بواسطة الجيش الإسرائيلي باسم الاتحاد العام للمهن الموسيقية. ثم قدمت مجموعة عقد الجلاد ثلاث أغنيات هي (نقطة ضوء، مفاجأة ، ذهاب إلى النجوم) نالت رضا الجمهور موسيقى ورقصاً غير أن منظومة الصوت جعلت الأداء ضعيفاً. وانهالت البرقيات المهنئة لشرحبيل من الدكتورة بخيتة أمين من خارج السودان ومن كلية الفنون الجميلة وعدداً من المعجبين والمعجبات. فرقة عائلة شرحبيل أحمد المكوّنة من زوجته زكية وولديه محمد وشريف وبنتيه نهى وناهد ختمت الليلة بمصاحبته بأغنيتي (فكري يوم قال لي وقلبي دق) وكانت لوحة تعبيرية قلّ أن تتكرر، وقد بدا المحتفى به في قمة السعادة والحبور وكذلك أفراد أسرته الكريمة. مدير الإذاعة معتصم فضل عبد القادر، بروفيسور قاسم بدري، أمير التلب ، أف ام 100، الشروق شكلوا حضوراً أنيقاً في الليلة.