{ احتفت عدد من صحف الخرطوم أمس «الجمعة»، بخبر وكالة «رويترز» للأنباء، المنقول عن العضو المنتدب لشركة سكر كنانة «محمد المرضي التيجاني»، وفيه أعلن عن تقدُّم (6) شركات أمريكية برخص عمل في مجال الزراعة في السودان، بالتعاون مع شركة كنانة. وقال المرضي: (فازت الشركات جميعاً بالرخص وبدأت الآن القدوم إلى السودان)..!! { ومع احترامي الشديد لمهنيَّة الصحف التي نشرت الخبر، واحتفت به، وتقديري ل (حُسن نيَّة) السيد العضو المنتدب لشركة سكر كنانة، واستغراقه في (الشأن الاقتصادي) بعيداً عن السياسة وتعقيداتها، أو كما أظن، وليس كل الظن إثماً، فإنَّ (قصَّة) الشركات الأمريكية (الفائزة) برخص العمل في القطاع الزراعي بالسودان، لا يعدو أن يكون (محاولة إغراء) سخيفة وضعيفة، و(بايخة)، ولا ترقى حتى إلى مستوى إغراء «نادية الجندي» في أفلام الإثارة والمشاهد (الساخنة) في السينما المصرية، في ثمانينات القرن المنصرم..!! { الأمريكان يريدون أن يضحكوا علينا للمرة (الألف).. والحكومة تفتح فاهها فاغراً لتصدِّقهم، (فالمؤمن صديق)..!! صدَّيق جداً..!! { شركات أمريكية (فازت) برخص للعمل في مجال الزراعة.. لتحويل «السليلوز» إلى «إيثانول»..!! أهذه هي الإغراءات والحوافز الأمريكية يا سادتنا المفاوضين (العظماء) الذين (غطَّستم حجر البلد)، وتريدون أن تستبدلوا (ثلث) السودان.. جنوب البلاد.. بإيثانول.. وشركات تعمل في مجال الري والحفريات..!! وهل فشل مشروع الجزيرة، لأنه كان في حاجة إلى «تراكتورات» وطلمبات مياه.. وحفّارات.. وتقاوى.. وفي الصين وكوريا.. وتركيا.. و... و... أنواع.. وأنواع.. وشركات.. وشركات.. وعروض.. وعروض..؟!! { هذا خبر (أجندة أمريكية) حتى ولو قاله «المرضي التيجاني» دون أن يقصد، وبكامل حسن نيَّته وقلبه (الأبيض)، ولذا فإن (الأهرام اليوم) لم تنشره.. ولن.. { نحن نأخذ - يومياً - أخباراً من «رويترز»، و«الفرنسية» ووكالات الأنباء الليبية، أو السعودية، أو الكويتية أو غيرها من الوكالات.. ولكن وفق سياستنا وأجندتنا (الوطنية) الخالصة لله.. ثم السودان الكبير (الواحد) المتَّحد بإذن الواحد القهار.. القادر على كل شيء.. قاهر الجبّارين.. والجلادين.. والعملاء.. { فازت الشركات الأمريكية برخص «الإيثانول» ولم تفُز برخص لبناء شبكة حديثة وضخمة للسكة الحديد تربط أطراف السودان (خاصة الجنوب) بالخرطوم.. ولم تفز برخص بناء عشرة جسور (طائرة) في الخرطوم المزدحمة بالناس والسيارات.. ورجال المرور.. ولم تفز برخصة تشييد مطار الخرطوم الدولي (الجديد).. ولم تفز برخصة (تنقية) وتوصيل مياه الشرب من النيل إلى ولايات السودان «العطشى» مثل البحر الأحمر، وكردفان، ودارفور.. وحتى الخرطوم..!! { إنهم يفرحون.. بل ويزغردون.. و(يضربون الرصاص) كمان.. تهليلاً لمثل هذه (الإغراءات الوهم)..!! { و«أندرو ناتسيوس» المبعوث الأمريكي السابق يقول: (أنصار الترابي في الحكومة يسعون إلى تقويض الاستفتاء)..!! (من بُقك - كما يقول المصريون - لباب السماء.. يا ناتسيوس.. إذا كان للترابي أنصار في الحكومة)..!! { أين أنت يا شيخ «إبراهيم أحمد عمر».. لا أسكت الله لك صوتاً.. أين أنت يا مهدي إبراهيم.. ويا عثمان خالد.. ويا أحمد عبد الرحمن.. ويا عبد الجليل الكاروري.. ويا... ويا... ويا... هل تركتم (الجمل بما حمل).. هل تركتم (مصير البلد) بيد (زمرة المفاوضين) الذين أوردوا السودان موارد الهلاك..؟! { إن تركتموهم هذه المرة.. لن يرحمكم التاريخ.. أما يوم الحساب، فالله به عليم.. { ليس عندي أدنى شك بأن مفاوضي «نيفاشا» و«أبوجا» و«الدوحة»و«أديس أبابا» القادمة سيوافقون على (كل) شيء.. كل شيء..!! سيوافقون على (الجنسية المزدوجة) للجنوبيين بالشمال.. وعلى إجراء الاستفتاء قبل ترسيم الحدود.. وعلى قبول (عطيّة المزيِّن) التي عرضها «باقان» و«لوكا» باسم الأمريكان.. { سيوافقون كما وافقوا من قبل على خروج القوات المسلحة من الجنوب.. وعلى دخول الجيش الشعبي إلى «أبيي» التي لم يدخلها - إطلاقاً - عشرين عاماً من زمن الحرب..!! سيوافقون فقد تعوَّدوا على ذلك.. { اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك..